خليليَّ أينَ العـزُّ والعبَقُ الثَّـرُ = وأين الأٌلى بالدِّين قد خلَّدَ الذِّكرُ !
خليليَّ عودا لـي بسامقةِ لنا = تغنَّتْ بها الأيامُ فابتهـجَ الفخرُ !
وتلك العهودُ الشَّامخاتُ حِسانُها = مآثرُهـا بيضٌ وأكنافُهـا خضـرُ !
بأيِّهما الزهـوُ المحجَّلُ بالمنى = وبالخيرِ أغنى الخَلْقَ فاستُدْبِـرَ الشَّرُّ
فللدِّين عندَ اللهِ قَـدْرٌ ورفعةٌ = وميثاقُـه الأسمى ولم يطوِه الدَّهـرُ
هو الفصلُ والإسلامُ روحُ جهادِنا = وأهلوهُ رغم الكربِ إرثُهُمُ دَثــْرُ
وبالفتحِ والإيمانِ يكرمُ ربُّنـا = كتائبَ للتوحيدِ قــد هابَهـا الكفرُ
وعـزَّت بدين اللهِ أمتُنا فلم = يجــدْ شانئُ الإسلامِ أنْ يعملَ المكــرُ
فعزَّتْ بدينٍ لاسِواهُ ولم يكنْ = لأعـدائه حولٌ وهالَهُمُ الأمــرُ
وعاشت شعوب المسلمين عزيزةً = منضَّرةَ الأرجاءِ ماسامها خُسرُ
وفي نيلِ أوطارِ الشعوبِ سعادةٌ = ويـرحلُ عن آفاقها التَّعبُ المــرُّ
مثاني كتابِ اللهِ نـورٌ لظلمةٍ = وسُنَّةُ هادينا بها الرُّشدُ والخيرُ
فيُرْوَى بهـا الظمأى وتنبتُ دوحةً = تظلِّلُ دنيانا فأفياؤُها نُضْرُ
وتحمي من الطاغوتِ في الأرضِ أهلَها = وتؤوي الذي مَن في المدى مالَـه وكرُ
فهشَّتْ وبشَّتْ واستنارتْ فجاجُها = وشقشقتِ الأطيارُ وابتسمَ الفجرُ
فللخلفاءِ الراشدين مكانــةٌ = وللدِّيـنِ في أيامهم وجهُه النَّضْرُ
فذلكُـمُ الإسلامُ عنوانُ رِفعةٍ = فأيامُــه أمــــنٌ وآفاقُــه زهــرُ
وأنَّ رقيَّ الناسِ في نهــجِه سرى = كما هــو يسري في فرائِــدِه البِشْرُ
هـو الدينُ في معناه كلُّ فضيلةٍ = ومن جندِه الأبرارُ والفيلقُ الحُــرُّ
وبين يديه المكرُماتُ جليلةٌ = مكانتُها فضلى وآثارُهـا كُثــرُ
فضائلُ لاتُحصَى وأخـرى تبلَّجَتْ = معالمُها والصَّالحون لهـا أزرُ
له حقبٌ أثرى النفوسَ يقينُها = فإيمانُهـا بـاقٍ وللبارئِ الشُّكرُ
ولم يـدرِ أهلُ الفضلِ كيف تكاثرت = فأوسمةُ الإحسانِ ضاقَ بها الصَّدرُ
فطوبى لأهلِ الدِّيـنِ والصَّبرِ والهُدَى = ففي الظلمةِ العمياءِ يبتسمُ البدرُ
تعاليمُه جاءت بخيرٍ ونصرةٍ = وهـل تسمقُ الأفنانُ إنْ غُيِّبَ القَطْرُ !
وطوبى لمَن بالدِّينِ يصدعُ ثابتًا = على غمراتِ البغيِ ما خانَه الثَّغــرُ
وفي عصرِنا الملحاحِ ضاقَ بكفرِهم = وبالهجماتِ السُّودِ إذْ قادَها الكِبرُ
ولكنَّ أجنادَ النبيِّ بعصرِنا = يُزجِّـي خُطاهـم في جهادِهمُ الصَّبرُ
أقامتْ لهم من دينِهم كلُّ لهفةٍ = مدارجَ في معراجها الفتحُ والأجــرُ
ومن أجلِ دينِ اللهِ هبُّوا أعزَّةً = وللجنَّـةِ الفيحــاءِ قد نُصِبَ الجسرُ
وبالموتِ في ظلِّ الجهادِ لدينِه = تسامتْ رؤى الأبرارِ وانبلج النَّصرُ
وباءَ بـذا المرتدِّ محضُ خسارةٍ = ولـم يــدْنُ ممَّنْ آمنوا بالهدى خسرُ
تعيدُ يــدُ الإسلامِ للأرضِ زهوَهـا = جِنانًـا محيَّاهـا النضارةُ واليسرُ
وتسقي مياهُ الـوُدِّ قفرَ قلوبِنا = ولولا سخاءُ البِــرِّ ما أمرعَ القفرُ
وللدينِ أفـذاذٌ يوالون نهجَه = ويأبونَ ما قــد يأمـرُ العهرُ والخمـرُ
فَلِلدينِ فرسانٌ أناروا دروبنَا = هـم العلماءُ الصيدُ والأنجُـمُ الـزُّهــرُ
وهُـم فيلقُ الأبرارِ في لجـجِ الوغـى = وللدينِ دينِ اللهِ قد وُهِبَ العُمْـرُ
بقلبٍ تثنَّى نيِّـرًا وبساعدٍ = دؤوبٍ على المجدافِ يعرفُـه البحرُ
هي الغُمَّـةُ : الأرزاءُ مِـلْءُ عُبابِها = منايا وأهلُ الدِّينِ من فوقها مــرُّوا
ولم يعبؤوا بالمُلمَّاتِ أرعدتْ = وفي جوفها المسجورِ موقدُهُ النُّكرُ
أيا دينَنـا الأعلى أتيْتَ فغرَّدتْ = بأنـدى نشيدِ الفخــرِ في روضك الطيرُ
ودنياك في سِفرِ الحضارةِ موطنٌ = تلألأ في أحلى وثائقِهـا السِّفْرُ
ومن قيمٍ صاغت لروَّادِ حُسْنِها = مغازلَ يعيى دون روعتِهـا السِّحرُ
فهبَّتْ على طيبِ العراقةِ يرتدي = ثيابَ السَّنى والمجدِ حاضرُهـا النَّضْرُ
يُحيِّي جموعَ المسلمين صباحُها = وقد ألِفُوا الإيمانَ ماعابَـه الفكْرُ
فيا مرحبًا أحفادَ أحمدَ سارعوا = لتلبيةِ الإسلامِ إذْ أقبلَ الغــُــــرُّ
برامجهم للجيلِ ميدانُ نفرةٍ = تفانتْ عليه اليومَ خيلُهُمُ الضُّمْرُ
وآتتْ فصولُ العزمِ إرواءَ نهضةٍ = تحاكي ابتسامَ الحقلِ نبتتُها البِكــرُ
يفيضُ هـدى الآياتِ للناسِ بلسمًا = فيَهفو إلى الأحناءِ ريِّقُه اليُسرُ
ففي كلِّ يومٍ للميامينِ صرخـةٌ = تعيدُ الذي قد غابَ وانكشفَ السِّترُ
أتتهم فللطاغوتِ من قبلُ سلطةٌ = تصبُّ على الأبرارِ ما يأمرُ الغـدرُ
رعتْـهُ أيادٍ بالدماءِ خضيبةٌ = ومجرمُها المأفونُ مــــــالأهُ الشَّرُّ
ففي الأرضِ طغيانٌ تشيبُ لهولِه = رؤوسٌ ولمَّــا تــدْرِ ماتفعلُ النُّذْرُ
قلتْـهُ الصَّناديدُ الأُباةُ فأوجعتْ = فؤادًا لــه ماكان يفجعُهالعصرُ
هـو الدِّينُ أحيا القومِ من سوءِ غفلةٍ = فجاءَ كما يُـرجَى ويحلو لـه النَّشْرُ
يحدِّثُ عن أيامِ جندِ مُحَمَّدٍ = رعـوا شأنَ دينِ اللهِ إذْ مــالَه هجــرُ
فقد أنزلَ الرحمنُ ذكــرًا لأُمَّــةٍ = فأحيا به عــزًّا يطيبُ به الشِّعرُ
وحسبُ بني الإسلامِ أن عادَ ذكرُهم = وكانوا قُبَيْلَ الفتحِ ليس لهم ذكــرُ
أُصبنا ولم نجزعْ لهولِ مصيبةٍ = وما قـدَّرَ الرحمنُ يحظى به القَدْرُ
تعيدُ يــدُ الإسلامِ للأرضِ زهوَهـا = وتُلغى بهـا مايجلبُ الإثمُ والكفرُ
يعزُّ علينا أنْ نراهــا كئيبةً = تمـرِّغُهــا الآثامُ والفسقُ والجَــوْرُ
ونحنُ أولو دينٍ قويمٍ وعــزَّةٍ = فللــهِ منا الحمدُ في العيشِ والشَّكرُ