مساعي دعاة الغيِّ والعار في الورى=مَشَوْهَا حثيثًا نكبةً لا تَحَرُّرَا
وهل في الخبثِ والزيفِ نهضةٌ=أم الفاسقُ الظمآنُ للعهرِ قد جرى!
أحريَّةُ الغربِ امتطيتُم فسادَها=بدعوى الحضارات التي ليس تُشتَرَى !
أتقضي نواياكم ببيعِ بناتكم=بحانةِ فجَّارٍ لمَن ضلَّ مدبرَا!
وللعارِ والأوزارِ والغضبِ الذي=سيأتي من الديَّانِ وقْدًا مُسعَّرَا !
نأيتُم عن النهجِ القويمِ لجهلكم=وعن سُنَّةِ الهادي وخابَ مَن افترى
وهيهات أن تلقى النساءُ مكانةً=كمثل التي جاء الكتابُ وعبَّرَا
أم النفسُ أغراها الفجورُ فخيَّمتْ=بوادي الهوى والنفسُ تهوى التَّبختُرَا
وألهمها هذا الفجورُ انفلاتَها=ورأيًا لها مازالَ في الوصفِ أزورَا
وكم من سفيهٍ طائشِ الرأيِ مفترٍ=يصعِّرُ خدًّا إن غدا متحرِّرَا
يظنُّ سقيمَ الرأي في الغيِّ نشوةً=تكونُ لباغي العيشِ في الفسق منبرَا
تنادوا لتحرير النساءِ سفاهةً=فساقوا العذارى للضياعِ تقهقرَا
وجالوا بأسواقِ اختلاطٍ وخسَّةٍ=وذلكُمُ الإسفاف بالفسقِ أسفرَا
أرادوا لهنَّ العيشَ طيشًا وخفَّةً=فمن قيم الأخلاق باتَ مُقَشَّرَا
فتبًّا لحريَّاتِ قومٍ تنصَّلُوا=من المنهجِ الأسمى أتاهم مُنضَّرَا
وغرَّتهُمُ تلك الإباحيَّةُ انجلتْ=عن الفحشِ فالفعلُ القبيحُ تعفَّرَا
وتعسًا أرادوها بهيميَّةً على=وساوس إبليس اللعينِ بما اجترَى
وهاهم بليلٍ يعمهون يقودُهم=شياطينُ إنسٍ مارأوا فيه مظهَرَا
وجُلُّهُمُ ممَّنْ تهافتَ شأنُهم=بمرمى عماهم وازدَرتْهم تضوُّرَا
بأضغانِهم والشَّرُّ نارٌ تسعرتْ=بأفئدة فيها المجونُ تسعَّرَا
يعادون دينَ اللهِ نورًا ومنهجًا=له في حياة الناسِ قد جاءَ مفخرَا
لقد برأ الرحمنُ خلقًا وأكرَمَنْ=لعيش على ظهر البلادِ بني الورى
وأنزلَ آياتٍ هُدًى لمَن اهتدى=وحذَّرَ أربابَ العنادِ وأنذَرَا
وهاهُنَّ ربَّات الحجالِ بنعمةٍ=فَعَقْلٌ يعادي دينَهُنَّ تحجَّرَا
مكانتهُنَّ الحفظُ والشَّرَفُ الذي=على حالِ ربَّاتِ السفورِ تعثَّرَا
فطوبى النساء الصَّالحاتُ لهُنَّ في=متونِ كتابِ الفضلِ قد هلَّ مسفرَا
يباركُ مَنْ حِزْنَ المآثرَ جمَّةً=وآليْنَ ألاَّ ينثنينَ تعثُّرَا ؟
بنهجٍ كريمٍ للنساءِ حِباؤُه=لتربيةِ الأبناءِ قد باتَ أوفرَا
وسِرْنَ على نورِ العقيدةِ للعلى=يجافينَ طيشَا قد ألمَّ ومُنكرا
وعِشنَ بأثوابِ المآثرِ والنُّهى=يُعِدْنَ حديثًا كادَ أن يتبعثرا
وقمْنَ يسابقْنَ الفخارَ عقيدةً=ويصنعْنَ للمجدِ المؤثَّلِ منبرا
أثيراتُ دينٍ مابرحْنَ مكانةً=وَجَدْنَ عليها شذوَ عزٍّ كما نرى
من الخُلُقِ المحمودِ ما ادَّخرَ الهدى=ومن محتِدٍ مازالَ في البِرِّ مزهرا
وهاهنَّ حول القدسِ أولات نجدةٍ=جعلْنَ بها وجهَ اليهودِ معفَّرا
يقدِّمْنَ في ساحِ الجهادِ أشاوِسًا=من ابنٍ هفا يهوى الجهادَ مشمِّرا
و زوجٍ لها ، أو من أخٍ لاتردُّه=وللموتِ رعبٌ في قلوبِ بني الورى
وهاهُنَّ بالشوقِ الملحِّ إلى الردى=أتيْنَ وباستشهادهنَّ تعطَّرا
هو الشوقُ والحبُّ الطهورُ لدعوةٍ=عن العارِ والذلِّ البغيضِ وما عرَا
تخاذلَ أقوامٌ فهبَّتْ حرائرٌ=يناجزْنَ أعداءَ الإلهِ كما يُرى
وخودٌ حباها اللهُ بالطُّهرِ والحيا=تضحِّي بعيشٍ بعدَ أن لاحَ مقمرا
بهاها ، محيَّاها ، ربيعُ شبابِها=تعافُ ، و ردَّتْ من يدِ الطِّيبِ عنبرا
وتمضي ويانعمَ البطولةُ والفدا=يلوِّحُ باستشهادِها الفتحُ كبَّرَا
لقد أخرستْ مَنْ قال ، والقولُ فتنةٌ=علتْهم ، وما كان المقاولُ أغيرا
ولمَّا رأتْ فوجَ الذين تقاعسوا=تقدَّمت الأفواجَ قلبا مظفَّرا
ومن دمِها الفوَّارِ تسقي يقينَها=قلوبا خوتْ عند الرجالِ تقهقُرا
بناتٌ رعتْ من شأنِهنَّ عقيدةٌ=فطبْنَ بعصرِ المغرياتِ تبصُّرا
فللأبِ عندَ اللهِ خيرُ مثوبةٍ=رعاهنَّ حتى مارأيْنَ تكدُّرَا
و للأُمِّ من أوفى النعيمِ بجنَّةٍ=لأمرٍ أعدَّتْهُنَّ لم تألُ إنْ عرا
فطوبى لبيتٍ ما رأى غيرَ دينِه=لتربيةٍ أضحتْ لمن صاغَ جوهرا
وهُنَّ اجتليْنَ الفخرَ نورا وعفَّةً=ويحلو لهُنَّ الفخرُ كيفَ تأطَّرا
فإنَّ فتاةَ العزِّ والطهرِ والتُّقى=من اللؤلؤ المكنونِ لن تتغيَّرا
حبتْهُنَّ أخلاقٌ بمصحفِهنَّ ما=وجدْنَ سواها في المذاهبِ أوفرا
فآياتُه فيهنَّ جاءتْ جليَّةً=مكانتُهُنَّ العمرَ أعلى من الذُّرا
وصاغتْ لهُنَّ الحليَ من عنبرِ الهدى=وأسورةً فاحتْ مع الطُّهرِ عنبرا
تداركْنَ بالتقوى قطوفَ فضيلةٍ=وفي الجيلِ ... بئسَ الهائماتُ على الثرى
يبعْنَ لتجارِ المخازي طهارةً=ويرضيْنَ بالآثامِ سوقًا ومتجرا
لغيرِ الأثيراتِ اللواتي أبيْنَها=فإنَّ محيَّا الزَّهوِ فيها تقهقرَا
فأين البناتُ المؤثراتُ على الهوى=علاهُنَّ في عصرٍ أذاهُ تنمَّرا
هو الفخرُ ياذاتَ الحجابِ فلا ترَيْ=سواه لمَنْ ترضى انفلاتا مزوَّرا
فمَنْ لم تذقْ طعمَ السعادةِ بالهدى=ولم تَرَ في الإسلامِ عزًّا ومفخرا
فقد آثرتْ نهجَ الشقاءِ ، ولم تزلْ=ترى الخيرَ عنها كالمآثرِ مدبرا
ولفَّ حواليْها الشياطينُ فخَّهم=وأغروا هواها بالسفورِ تحرُّرا
فثوبي رعاكِ اللهُ عن غيرِ آفَّةٍ=وعن مكرِ أربابِ الفسادِ مُقعَّرا
هو الدينُ يحمي بالهدايةِ أهلَه=وفي ركنِه تلقَيْنَ أُفقَك نيِّرا
به سعدت دنيا الأنامِ و فوَّحتْ=بساتينُها الفيحاءُ جودا ومنظرا
وأرسى به الرحمنُ للخلقِ عفوَه=قواعدَ لاترضى ضياعا و منكرا
وأكرمَ أُولاتِ المزيَّةِ زينةٍ=أرى وجهها في الطُّهرِ ظلَّ منضَّرا
تنادوا لتحرير النساءِ سفاهةً=وجهلا وخبثًا في الأضالعِ عسكرَا
يروْنَ من الديَّانِ من سوءِ فعلِهم=عذابًا بدنياهم عليهم تحدَّرَا
ومَن بارزَ الرحمنَ بالكفرِ جاحدًا=رأى العيشَ في بيدِ المهانةِ أغبرَا
هي الفطرةُ الزهراءُ قد فضحتْ لهم=شؤونًا تمادى غيُّها ماتأخَّرَا
وظلَّت يدُ الإسلامِ ترمي نحورَهم =وتطوي أذى في العالمين ومنكرَا
فلا تحزني يا أختُ إنْ ضلَّ سعيُهم=فشأنُهُمُ المذمومُ جاءَ لِيُقْبَرَا
لكِ البشرياتُ الزُّهرُ طبْنَ حفاوةً=بِمَنْ سجدتْ للهِ حبًّا ليغفرَا