***
***
وإنْ راموا بغيرِ الدين فتحًــا = فذلك مستحيلٌ ... مستحيلُ
هوامش :
(1) تيري : القس الأمريكي الخبيث الذي أراد أن يحرق نسخا من القرآن الكريم
(2) يُطـرف : يُهدي ، يُتحف
(3) ثكول : المرأة فقدت أولادها ، وهنا المراد : فقْـد الأمة لفرسانها الأوفياء
مضى شهرُ الصِّيامِ ، فما أقولُ = فوا حزني ، وقد أزف الرحيلُ
وأشجاني النَّوى من بعدِ وصلٍ = به الرحماتُ تترى والقبولُ
فقلبي قد تثنَّى فوقَ شجوٍ = وعيني باتَ يغشاها الذبولُ
يغادرُ شهرُنا الغالي ربانا = فتأسى بعدَ بهجتِها الحقولُ
فأنَّتْ أنفُسٌ ، وبكتْ عيونٌ = فتأسى بعدَ بهجتِها الحقولُ
وروح نادمت في الليلِ طيفًا =أنيسُ هزيعِه الأغلى جميلُ
وهامتْ بعدَ فرحتِها قلوبٌ = طويلُ وجيبِها الهمُّ الثَّقيلُ
وكانَ لها بشهرِ الصَّومِ عزمٌ = عن التَّقوى ــ وربِّك ــ لايحولُ
تعانقُ مصحفَ الرحمنِ حبًّـا = فليس لغيرِه أبدًا ميولُ
وتخضلُّ الجفونُ بدمعِ شوقٍ = مع الأنوارِ مابرحتْ تسيلُ
ويُرجَى فيه للغفرانِ ربٌّ = رحيمٌ غافرُ بَـرٌّ جليلُ
يقومُ بليله الأبهى رجالٌ = على ذكرٍ وتسبيحٍ يطولُ
ففي رمضان قد طابتْ أيادٍ = بها الإيثارُ والجودُ الجزيلُ
وماست جنَّةُ الفردوسِ فيه = فليس لفضلِه الأسمى قُفولُ
وأشرق نورُه في كلِّ قلبٍ = دعاهُ لنهجِ سُنَّتِه الرسولُ
وربِّك إنَّه شهرُ التَّسامي = فليس له بأشهرِنا مثيلُ
ففيه تنزَّلَ القرآنُ بشرى = وفي آياتِه اتَّصحَ السَّبيلُ
ومكَّةُ أشرقتْ فيه بفتحٍ = وزالَ الكفرُ ساعدُه كليلُ
فإمَّا كان للمجدِ ابتهاجٌ = ففي رمضانَ تبتهجُ الفصولُ
وفي ميدانِه القدسيِّ نحدو = ففي عزٍّ وفي فخرٍ نصولُ
وللتاريخِ أيَّامٌ ، ولكنْ = لشهرِ الصومِ أيَّامٌ عُدولُ
فبينَ العدوتين بيوم بدرٍ = ملائكةٌ لنصرتِنا تجولُ
وفي حطين للصلبانِ ذلٌّ = بشهرِ الصَّومِ صاحبُها ذليلُ
وفي جالوت قد هُزمَ الأعادي = بشهرِ الصَّبرِ إذْ ثار الذُّحولُ
وطارقُ ، والصيامُ له عتادٌ = وكان به لأندلسٍ دخولُ
يقيني أنَّ في رمضانَ فتحًا = لو استهدتْ بمطلعِه العقولُ
سلوا قومًا كرامًا حيثُ كانت= مراشفُهم لها الذكرُ الجميلُ
فبالقرآنِ ليلُ المرءِ يحلو = وبالتسبيحِ يحضنُه المَقيلُ
عوى ( تيريهُمُ ) وعوت كلابٌ = بدنيانا وجاستْها عجولُ
وكم ( تيري ) رأينا ليس يخفَى = وليس لشرِّهم أبدا أُفولُ ( 1)
هجرْنا ــ ويح أمتنا ــ جهادًا = ولمَّـا يأتِ للهيجا الفحولُ
فأغراهم تخاذلُنا علينا = وحضَّهُمُ التَّرهُلُ والخمولُ
سحابةُ يومِنا لهوٌ وغيٌّ = فلم يُطرف مسامعنا الصَّهيلُ (2)
وأيدينا من الإفلاسِ عُطلٌ = فلا السَّيفُ الصَّقيلُ ولا النُّصولُ
بشهرِ الصَّومِ قد نلنا الأماني = وإنَّ اللهَ بارئنا كفيلُ
سيُهزمُ جمعُهم مهما تمادوا = فجندُ البغيِ ــ إن عُدُّوا ــ قليلُ
وفي رمضان للفرسانِ ذكرى = وظلٌّ في مدارجِه ظليلُ
يصومُ المتَّقون على أُصولٍ = ولا يُرضَى إذا غابتْ أصولُ
ويرجون القبولَ فليس فيهم = إذا ناداهُمُ رجلٌ مَلولُ
فحظُّ المقبلين عليه ثـرٌّ = وحظُّ النائمين به قليلُ
فأين ؟ وتحرقُ الآهاتُ نفسي = محيَّاهُ المقدَّسُ والسَّبيلُ ؟
أضيَّعه العبادُ بزيفِ بلهوٍ = وغرَّهُمُ التشاغُلُ والميولُ ؟
نسائمُ من رحابِ الغيبِ هلَّتْ = على الدنيا وجافاها قفولُ !!
أيا رمضانُ قدرُك عند قومٍ = بلا قدْرٍ لأنفسِهم ضئيلُ
وأنتَ حبيبُ أفئدةٍ تسامتْ = وأنتَ لكلِّ مشتاقٍ خليلُ
وأنت لنا سحائبُ من رشادٍ = إذا استسقتْكَ للبشرى فصولُ
فأنتَ لأُمَّتي عنوانُ جودٍ= تأخَّرَ عن مناهله الكليلُ
لياليهم مع القنواتِ ثملى = فبئسَ الليلُ ليلُهُمُ البديلُ !!
فعندَ مسلسلِ الإثمِ الموشَّى = بحُمَّى الفسقِ لهفتُهم تطولُ
وموسيقا ترنُّ بكلِّ أُذنٍ = برأسٍ داؤُه داءٌ وبيلُ
وفيها من فوازير المخازي = وممَّـا أفرزَ الطرفُ الكحيلُ
تسوِّقُها الحداثةُ في فنونٍ = لها فيهم لخستها ذيولُ
وجئتَ وأمتي في عصر حقدٍ = على نهجِ الشريعةِ لايزولُ
وهذي القدسُ تجأرُ ملءَ فيها = وسامعُ صوتِها العالي قليلُ !!
تنادي أُمَّةَ القرآنِ لكنْ = يجيبُ نداءَها بالهزلِ جيلُ
تربَّى في المقاهي والملاهي = وغذَّتْهُ الملاعبُ والطبولُ
فنهجُ الحقِّ في يده قبيحٌ = وزورُ الباطلِ الأدنى جميلُ
ويلقى الفاسقُ الغاوي قبولا = ووجهُ الخيرِ ليس له قبولُ
حنانك شهرنا الغالي أتمضي = أرابَك أنَّ أمَّتَنا ثَكولُ (3)
وأنَّ المؤمنَ الأتقى يُجازَى = بشرٍّ لايحولُ ولا يزولُ
وإنْ نادى فتخنقه قيودٌ = لها في الحقدِ والإرهابِ طولُ
أتسمعُ صوتَ مكلومٍ بليلٍ = يرددُه الأسيرُ أو القتيلُ ؟!
مضى شهرُ الصيامِ فما أنبنا = وقولٌ ــ ليس تألفُه ــ فضولُ
ولكنَّا نرى رمضانَ فخرًا = يجافيه المعاندُ والكسولُ
ويكرهُ وجهَه الميمونَ غاوٍ = ويرضى طمسَ غُرَّتِه العميلُ
فينشئُ للمذلةِ كلَّ فنٍّ = تلقفَه شبابٌ أو كهولُ
ومَن أغراهُ بالشَّهواتِ فنٌّ = وعافَ فخارَه فهو الذليلُ
لقد نزلتْ بأمتنا خطوبٌ = وعاثَ بعزِّها هذا الخُمولُ
فهلاَّ أيقظتْ كفَّاكَ روحًا = لتخضرَّ المرابعُ والحقولُ
وينبتُ في حمى الإسلامِ جيلٌ = له من نورِ مصحفِه دليلُ
فيومئذٍ يعودُ الصَّومُ يؤتي = ثمارَ حِبائــِه ، ولنا يُنيلُ
فهل للمسلمين حِجى ادِّكارٍ = ليُكشفَ عنهُمُ الليلُ الثَّقيلُ !!
فبالإسلامِ عزُّهُمُ يُرجَّى = ونصرُهُمُ المرجَّى والقبولُ