هوامش :
الإطناب : أو الإسهاب ويراد به الكلام غير الضروري أو الكلام الذي يُحشى بالتزييف والكذب بخلاف الحقائق .
آسى : أعزي الناس على فشل هذه الحضارة في عدم جلب الخير والأمن لهم .
محتد : المحتد : الطبع والأصل ، والأنجاب : النجيب : كريم الحسب عالي المكانة
أحلى غُدُوِّي شاديًـا وإيابي = فقصيدُ حبِّك قــوَّةٌ لوِثابــي
ديني الحبيبُ ملكتَ كلَّ مشاعري = فـلــكَ الجــوى الفيَّاضُ بالترحابِ
إنِّـي أحبُّك لستُ أوَّلَ مَن رأى = أنَّ المحبَّةَ فيك زهوُ خطابي
أنا في يــدِ الإسلامِ أنشدُ وِجهتي = كيلا أَضِلَّ بغمرةِ الإطنابِ(1)
فالمرجفون تعددتْ أصنامُهم = والزيفُ يغشاها وسوءُ تبابِ
ديني أنا واللهُ أنزله على = خيرِ البريَّةِ في أجلِّ كتابِ
فعلى هُــداه نشأتُ مشتاقا إلى = مافيه من قيمٍ ومن آدابِ
ومن المآثرِ والفضائل والهـدى = والرؤيةِ الزهراءِ في الأهدابِ
ومن المكانـةِ في المعالي كلِّهـا = ومن السُّمُوِّ بمجدِها الخلاَّبِ
في مكة : الإسلامُ أشرقَ نورُه = وإلى المدينةِ هــلَّ في إدآبِ
وحبـا الممالكَ فضلُه محمودةً = وأزالَ مافي الأرضِ من أوشابِ
نادى فأصغتْ للأذانِ شعوبُها = ودنـا لرفعتِه أولــو الألبابِ
ديني لقد أعطى الشعوبَ حضارةً = بالخير ممشاها بلا أوصابِ
أنا في زمانِ حضارةٍ موبوءةٍ = بالظلمِ والطغيانِ والإرهابِ
والقتلُ والتدميرُ والتهجيرُ من = أركانها والحكمُ للأذنابِ
آسى على أهل الزمان بعصرنا = ذاقوا مرارَتَها على أتعابِ (2)
وحضارةُ الإسلامِ مازالت لهم = بابا لعودة رحمـةِ الوهابِ
أغنت بفضلِ الله ماراموا ولم = تُصرمْ مآتيهـا مدى الأحقابِ
وتعيشُ في أفيائها الأُمم التي = لم تلق فيها ريبةَ المرتابِ
وهبتْ لها قيمَ المودَّات التي = تحنو على الأحباب والأصحابِ
هي منحةُ الإسلامِ في أكمامها = فوحُ الربيعِ بجيئةٍ وذهابِ
ولها الرجالُ المخلصون لنهجها = إذ سابقوا في الأخذ بالأسبابِ
ياأيُّها الفرسانُ في ميدانها = قمتم بها في أكرم الأبوابِ
وعلى هــداها لم يزل في سعيِكم = فتحُ الفتوحِ نهايةُ الأتعابِ
ولقد رفعتُم رايــةً خفَّاقةٍ = تـومي لرفعةٍ محتد الأنجابِ (3)
في ظلِّ رفعتكم قضوها عــزَّةٍ = لم تَعْنُ للخــوَّانِ والكذَّابِ
فيها شريعتُكم تسامى حكمُها = في حكمةٍ وتراحــم وصوابِ
والأمةُ ارتفعتْ بكم راياتُها = وبكم تنالُ حفاوةَ الألقابِ
وهي الوثيقةُ لم تزل آثارُها = في الخلقِ باقيةً لدى الأترابِ
يتوجهون لقبلةٍ تياهـةٍ = رغــم العـدا وتآمر الأحزابِ
واليوم باطلُهم تداعى ساقطا = كتساقطِ الحُرَّاسِ والحُـجَّابِ
فجهادُنا للهِ باقٍ سيفُه = ولقد جفــا للهِ كلَّ قِــرابِ