وهو الَّلهُ البَرُّ زوَّجَها للمصطفى . = . نِعْمَ ذاك ... أوفى اصطفاءِ
لاأُواري جنوحَهم فهمُ الأصلُ. = .لهذي المصائبِ الهوجاءِ
ذاك عصرُ الحبيبِ هيهاتَ يُنْسَى = رغم كلِّ الجحودِ والسُّفهاءِ
هوامش :
( *) إشارة إلى رؤيا الرسول صلى الله عليه وسلم قبْل زواجه بالسيدة عائشة رضي الله عنها رآها في منامه ثلاث مرات، ورؤيا الأنبياء وحي من الله سُبحانه فعن عائشةَ رضي الله عنها قالتْ: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : ( أُريتكِ في المنام ثلاثَ ليالٍ، جاءَني بكِ المَلَك في سَرَقةٍ (قطعة) مِن حريرٍ، فيقول : هذه امرأتُك، فأَكْشِف عن وجْهِكِ، فإذا أنتِ هي، فأقول: إنْ يَكُ هذا مِن عند الله يمضِه ) .
ا) الشَّمَّاء : العالية ، المترفعة عن سفاسف الأمور .
2) السَّناء : الارتفاء والُعلُو ، وسُمُو المقام .
(3) الزَّهراء : المضيئة ، المتلألئة ، المشرقة الوجه الصافية.وتسمى بها المسلمات تيمنًا وتحببًا بسيدة نساء أهل الجنة فاطمة الزهراء رضي الله عنها . بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم .
(4) العفاء : مصدر عفَا ، أدركه العَفاءُ : أخنى عليه الدَّهرُ، لم يعد صالحًا للاستعمال، وعَفا : هلك، انتهى أمرُه إلى هلاك وزوال.
( 5) ربقة : ورِبْق: عَقْدٌ أو قَيد من حبل، أو حلقة تشدُّ بها الغنم الصغار لئلا ترضع ...
(6) الإياء : هنا حُسنُ عهدهم وما فيه من رضوان ومكرمات .
(7) الخلطاء : هم أهل كلام لا طائل له، من هذَيان، هَلْوسة ...
(8) إشارة إلى قَسَمِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم بشأن حادثة الإفك حيث قال : (فو الله ما علمتُ على أهلي إلا خيرًا ) .
(9) أبلج : أَبْلَج هو اسم علم مذكر من أصل عربي، وجاء الاسم على صيغة أفعل ، ومعناه المشرق ، المضيْء ، الواضح ...
(10) طاش :يقال: طاش فلانٌ: نَزِقَ وزَلّ، واضطرب وانحرف .
(11) أخت الفخار : هي أخت عائشة الأكبر منها سنًّا ، وسُميت أسماءُ بذات النطاقين ، وقصتها معروفة رضي الله عنهما ، وهما من بيت أول مَن آمن بِنُبُوَّة رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلم .
سورةٌ أُنزلتْ بأجلى الثَّناءِ = ولِتَبْقَى عنوانَ معنى النَّقاءِ
والَّذين ارتأوا إشاعة إفكٍ = أخرستْهم آياتُ ربِّ السَّماءِ
لاتَسَلْهم ! فإنَّ كِذْبَتَهُم كانت . = . وَبالا لزمرةِ الأشقياءِ
هلْ رأيتُم ! أَمِ النفوسُ شواها = جمرُ حقدٍ يفورُ في الأحناءِ!
هل رأيتُم ؟ كلا . ولكنْ سمعتُم= ففرحتُم بالكذبةِ الشَّنعاءِ
أم وجدتُم وفي النفوسِ احتقانٌ = لانتصارِ الشَّريعةِ السَّمحاءِ!
هي أُمٌّ للمؤمنينِ تسامتْ = بالمزايا وباليدِ البيضاءِ
فسجايا الصِّدِّيقةِ الفخرُ فيها = رغمَ أهلِ النِّفاقِ والأسواءِ
أَوَبعدَ الآياتِ تُتلى صباحًا = من بيانٍ الهدى وعند المساءِ !
والبراهينُ بالبراءةِ جاءتْ = لاصطفاءِ الأثيرةِ الشَّمَّاءِ (ا)
قد أشارتْ إلى مكانةِ أُمٍّ = أكرمتْها يدُ انْبِجاسِ السَّناءِ (2)
تتراءى عُلويَّةَ الشَّأنِ روحًا = تستقي الزَّهوَ من رفيفِ الرواءِ
قد حباها الكريمُ منه بفضلٍ = والرضا للنجيبةِ الزَّهراءِ (3)
قد رآها النَّبيُّ رؤيا ، ووحيٌ = هي رؤيا الإكرامِ للأنبياءِ
إنَّ ربِّي يُمضي المشيئةَ ، لكنْ = قد تماري بها رؤى السُّفهاءِ
ثمَّ يخزيهُمُ القويُّ ليبقى = ما يشاءُ الرحمنُ للسُّعداءِ
فَتُوارَى وتضمحلُ الدَّعاوَى = خائباتٍ على سرابِ العفاءِ (4)
عَمَهُ الغيِّ قد طواهم فتاهوا = بفسادٍ لتمتماتِ الهُراءِ
هو عنوانُ كفرِهم بكتابٍ = فيه أزكى البراءةِ الغرَّاءِ
هو إفكٌ للمرجفين وشرٌّ = لم يلحْ مثلُه على الغبراءِ
فأُولو الحقدِ صيدُ حشرجةِ القهرِ . = . وأسرى في ربقةِ البغضاءِ (5)
وعدوُّ الإسلامِ يبقى رهينا = بأيادي مكيدةٍ وافتراءِ
كم أغاروا محاولين عُلُوًّا = بانتقاصِ الشَّريعةِ الفيحاءِ
فجناياتُ خبثِهم ماتوانتْ = ودويُّ استكبارِهم والدَّهاءِ
أوجدتْها الأحقادُ فاغتنموها = وأشاعوا هراءَها في الفضاءِ
وعلى مَنْ تجاسروا فاستخفُّوا = بعقولِ الأشياعِ بالإغراءِ
إنَّها زوجةُ الحبيبِ لديها = مجدُ أبهى السُّمُوِّ في العلياءِ
فَهنا الإفكُ ليس تقبلُه النفسُ . = . إذا عاشت في كريمِ الصَّفاءِ
أرأيتُم للشَّمسِ يومًا محيَّا = غيرَ أنوارِها بوجهِ السَّماءِ !
يستفزُّ الجناةَ أيُّ افتراءٍ = من حقيرٍ للنفسِ والأهواءِ
وانكسارٌ لهؤلاء عَلاهم = فاستشاطوا وبالغوا في الحفاءِ
ومتاعُ الأشرارِ شربةُ لؤمٍ = رنَّحَتْهم في مهمه العنقاءِ
ليس يدرون ما نهايةُ بغضٍ = للمثاني والسُّنَّةِ الغرَّاءِ
وغُلُوٍّ استعدائهم لِنَبِيٍّ = رفع اللهُ ذكرَه في ارتقاءِ
سيِّدُ الخلقِ والوسيلةُ جاهٌ = لأبي القاسمِ العريضِ الثَّناءِ
وإمامٌ للأنبياءِ جميعًا = حيثُ وافى في رحلةِ الإسراءِ
أين أنتم من ذي المكانةِ ، أنتم = من فلولِ الضياعِ والأشقياء
إيْ وربِّي خِبْتُم بها واندحرتُم = بأقاويلكم عن الفضلاءِ
النَّبيُّ الحبيبُ والآلُ والصَّحبُ . = . بقرنِ الأبرارِ والنُّجباءِ
والصَّحابياتِ الأثيراتِ فاشهدْ = يازمانًا مضى بأبهى إياءِ (6)
رضي اللهُ عنهُمُ وحباهم = بنعيمِ الرضوانِ للأكفاءِ
فسلامٌ على الصِّحابِ جميعا = علَّمونا فضائلَ الأوفياءِ
أَوَلَا يستحي الذين تمادوا = بالسِّبابِ البغيضِ والشَّحناءِ
وبهذي الأفعالِ باتتْ مكانا = لانحدار وفسحة استهزاءِ
أنفوسٌ لم ترتدعْ من جزاءٍ = يومَ حشرِ وليس من شفعاءِ
سامحينا يا أُمَّنا واعذرينا = إنْ تعالتُ أصواتُ أهلِ العماءِ
واستباحوا ما حرَّمَ اللهُ فيها = من غُلُوٍّ ومن فحشاءِ
أنتِ بنتُ الصِّدِّيقِ نلتِ ثناءً = لايُجارَى من سيِّدِ الأنبياءِ
وأبوكِ الذي قضاها حفيًّا = بالموداتِ والفدا والوفاءِ
لم يغادرْ ظلَّ الحبيبِ وأوفى = حبَّه للنَّبيِّ في الآناءِ
شهدَ اللهُ بالوفاءِ له العمرَ . = . رفيقًا وسيِّدَ النُّصراءِ
هي أيَّامُ رفعةٍ لأبي بكرٍ . =. وللفاروقِ الشَّديدِ المضاءِ
ولعثمان قد جناها شهيدًا = ذا حِباءٍ ومصحفٍ وحَياءِ
والإمامُ الكرَّارُ ذاك عليٌّ = بابُ علمٍ وغيرةٍ وقضاءِ
وجموعُ الأصحابِ هيهاتَ تأتي = مثل أحوالهم يدُ الإعلاءِ
أنتِ فيهم زوجُ الحبيبِ وأمٌّ = لجميع الهُداةِ في الأرجاءِ
أين منك الذين هم في شقاقٍ = وضلالٍ في بيئةِ الخلطاءِ(7)
ما اكتفوا بالتفاهة استعرتْ مقتًا. = . أتاهم بالمهلكاتِ بداءِ
مُتَولَّون كبرَ إفكٍ أراهم = وجدوها عقوبةَ السُّفهاء
والبقايا في ذا الزمانِ استعادوا= ما افتراهُ العميانُ في القدماءِ
وعساهم عنها يؤوبون يومًا = من ظلامِ الأذى لنورِ الإخاءِ
وتولِّي التُّرَّهاتُ وتُطوى = صفحاتُ التضليلِ والإيذاءِ
لينالوا مكانةً عند ربٍّ =لن يردَّ التَّوباتِ للصُّلحاءِ
أيتوبون ... نسألُ الله ألاَّ = يتوانوا عن توبةٍ و رجاءِ
أقسمَ المصطفى بشأنِ أذاهم = فترامتْ دسائسُ الإزراءِ (8)
والأذيَّاتُ قد طوتْها الليالي = خائباتٍ والعارُ للسُّفهاءِ
ليس يبقى افتراؤُهم والتَّناجي = ملؤُه المكرُ : فتنةُ البغضاءِ
ويح أهلِ الأهواءِ قيدُ تبارٍ = والتَّبابُ المحيقُ للأهواءِ
ويلَ مَنْ قد يؤذي النبيَّ ويرمي = أمهاتِ الأخيارِ بالأسواءِ
هُنَّ من خيرةِ الخلائقِ مجدًا = راسخًا في المنابتِ الحسناءِ
أَوَتُنْسَى خديجةٌ سندُ المبعوثِ .= .للناسِ يومَ عصْفِ البلاءِ
نِعْمَ أُمُّ البنين بشَّرَها اللهُ . = . ببيتٍ في جنَّةِ الأصفياءِ
أولمْ تَسْعَ لابنِ نوفل تروي = ماتلقَّاهُ في فِناءِ حِراءِ
والأثيراتُ الأُخرياتُ لهُنَّ الفضلُ .= . عِشْنَ الحياةَ زهوَ اهتداءِ
قد شهدْنَ الوحيَ الأمينَ يوافي = سيِّدَ الخلقِ بالمثاني الوِضاءِ
شرفٌ لم ينلْ سِواهُنَّ أغلى = منهُ عزًّا مابين كلِّ النساءِ
هُنَّ قد فزْنَ بالحبيبِ فطوبى = إذْ لدى المصطفى كريمُ الثَّواءِ
وترى المرجفين خاضوا بأمرٍ = دلَّ عن حمقِ نخبةِ الأغبياءِ
فيه عارٌ لشأنهم ليس ينأى = ودليلٌ على شديد الجزاءِ
جندلتْهم نقيصةٌ ليس تأتي = من حفيٍّ بأطهرِ الأصداءِ
حيثُ نودوا للنَّهجِ أبلج تسمو = في مداهُ محاسنُ النُّبلاءِ
فمن الخِشَّةِ الدَّنيئةِ إفكٌ = يتلوَّى كالحيَّةِ الرَّقطاءِ
يسقطُ المرءُ في مهاوي ابتذالٍ =كذبٌ جرَّهُ قرينَ حَفاءِ
فالموالي للمرجفين شقيٌّ = وكذا المفتري بحضنِ العفاءِ
هؤلاءِ الذين هم قد تمادوا = فاستعذْ بالقهار من هؤلاءِ
فَتَنُوا الأُمَّةَ الكريمةَ فَلْتُفْضَحْ . = . نوايا المكيدةِ البلهاءِ
شتموا الأصحابَ الكرامَ وعابوا = عزماتِ الفرسانِ في الهيجاءِ
والأباطيلُ دأبُهم والحكايا = مضحكاتٌ في صيغةِ استهزاءِ
قنواتُ الترفيهِ للناسِ طاشت = بين سخفٍ وخفَّةٍ والتواءِ
وتصدَّى رجالُنا لضلالٍ = همُّهم طمسُ غُمَّةِ الإدجاءِ
لنجاةِ الذينَ حاروا بنهجٍ = فيه ريبٌ قد عاثَ بالنُّصراءِ
أسعِفُوهم فالأمرُ جدُّ خطيرٍ = عندَ حشرِ الأمواتِ يومَ الجزاءِ
فعساهم تؤوبُ أنفسُهم للَّهِ . = . حُبًّا يفيضُ في الأحناءِ
ويُوالون دينَهم باتِّزانٍ = للمثاني والسُّنَّةِ الغرَّاءِ
ويحبون أُمَّهم رضي الَّرحمنُ . = . عنها والصَّحبَ أهل الولاءِ
لينالوا شفاعةً من نَبِيٍّ = ويفوزوا بالجنَّةِ الفيحاءِ
لكِ عذرُ الذين قاموا هُداةً = لأُناسٍ ... ماهم من البُشَراءِ
ضَلَّلُوا الخَلْقَ واستباحوا حرامًا = لاتِّهامٍ بالإفكِ أغلى النساءِ
زوجةِ المصطفى وبنتِ أبي بكرٍ .=. وأختِ الفخارِ في الأسماءِ(11)
زوجةِ الفذِّ بنِ الزبيرِ وتلكم = للنطاقينِ شأنُها في إياءِ
أيُّ مجدٍ وأيُّ فضلٍ يضاهي = ذاتَ علمٍ ورِفعةِ وانتماءِ
أَوَليسَ الرحمنُ مَن قد حباها = بزواج من سيِّدِ الأنبياءِ
لاتبالي أُمَّاهُ من قولِ فظٍّ = كَذَّبَ الآيَ وانتمى للهُراءِ
وأضاعَ السنينَ يكذبُ حتَّى =صارَ كذَّابَ زمرةِ الغوغاءِ
جانبَ الحقَّ مفلسًا وترامى = بين أهلِ العَمَاءِ والأهواءِ
لكِ طوبى فللمكانةُ أهلٌ = عندَ مولى الأبرارِ والسُّعداءِ
رضي اللهُ عنكِ فالبشرياتُ . = . ازدانَ سِفرُ ابتهاجِها بالهناءِ
لاعَدِمْنا هبوبَ طيبِ جِنانٍ = ينفحُ الروحَ عاطرَ الأشذاءِ
وتطوفُ الرؤى لعهدٍ تولَّى = بجلالِ النُّبُوَّةِ العصماءِ
قد أذابَ الحنينُ فينا قلوبًا = ماتدانى من بيئةِ البعداءِ
فتداركْ ياربِّ أُمَّتَنَا اليومَ . = . رمتْها ضغائنُ الأعداء