الأخطل الصغير يرثي الزهاوي

ذهب بشارة الخوري المعروف بالأخطل الصغير إلى بغداد عام 1936 ليرثي شاعرها جميل صدقي الزهاوي بقصيدة من عيون شعره نقتبس منها هذه الأبيات:

بغدادُ ما حمل السُّرى

مني ، سوى شبح مريب

جفلت له الصحراء والتفت

الكثيب إلى الكثيب

وتنصتت زمرُ الجنادب

من فويهات الثقوبِ

يتساءلون ، وقد رأوا

قيسَ الملوح في شحوبي

والتمتمات على الشفاه

مضرجات بالنسيب

تبكي لها قبل الصبا

ويذوب فيها كل طيب

يتساءلون : من الفتى العربي

في الزي الغريب ؟ ..

***

صحراء يا بنتَ السماء البكر

والوحي الخصيب

أنا لو ذكرت ، ذكرت أحلامي

وأنغامي وكوبي

إحدى الشموع الذائبات

أمام هيكلك الرهيب

أنا دمعة الأدب الحزين

رسالة الألم المذيب

من قلب لبنان الكئيب

لقلب بغداد الكئيب

لبيك نابغة العراق

وحُجّة الشرق القريب

لبيك معجزةَ البيان

الحُرّ والقلم الخضيب

حُجّاج روحك وهي ملء

الكون، تقذف باللهيب

وسوم: العدد 1088