أوهى أواصرَنا يابؤسَ أُمتِنا = غيابُ روحِ التٌّقى، فاستفحلَ الوجعُ
فكيف يا أُختَنا نعدو لنصرتكم = والوهنُ كبَّلنا، واللهوُ و الطمعُ؟؟
وهاهي الدٌّول العظمى! يقوِّضُها = أمرٌ من اللهِ، للبغيِ الذي صنعوا!
ولليهودِ وقد طالت جنايتُهم = يومُ النهايةِ إذ من هوله فُجعوا
يبقى فكلٌّ قوانينُ الهوى خُدَعُ = من رجسِ أفئدةِ الغاوين تندلعُ
كم نوَّعوا من فنونِ الريبِ وابتدعوا = لطمسِ مافي محيَّاهُ، وكم برعوا
ويطمعون وقد رامت لعثرتِه = مدى الليالي نفوسٌ أزَّها الطمعُ
وليس يُهدَمُ ركنُ المجدِ إن عصفت = على مشارفِه الأرزاءُ والقذعُ
يبقى... فمنْ ألقِ التنزيلِ أنجُمُه = وفوق صدرِ الدٌّجى بالنٌّورِ تجتمعُ
حُلوٌ تأرٌّجُه، ثرُّ تدفٌّقُه = به الرخاءُ الذي يُطوَى به الوجعُ
يبقى كفطرةِ هذا الشعبِ مابرحت = مؤامراتُ العدا تفنى وتنصرعُ
فما استراحوا وقد هاجت مكائدُهم = ولم ينالوا وبالإحباطِ قد رجعوا
كم فِرية رمت الإسلامَ لاهبة = وآبَ موري أذاها هدَّه الهلعُ
تردٌّه زفراتُ القهرِ تكبتُه = وقلبُه كاد يومَ البأسِ ينخلعُ
والحقًّ باقٍ وإن ثارت بساحتِه = هوجُ الأعاصيرِ، لايفنى وينتَزَعُ
يجري شذاه ربيعًا في مرابعنا = وفي القلوبِ له ظلُّ ومُتسعُ
كنهرِ جودٍ, همى، وانسابَ سلسلُه = هيهات ينضبُ في الدنيا وينقطعُ
لا تجزعي أُمَّةَ القرآنِ من محن = على الهداةِ لظاها باتَ يندفعُ
عدوٌّكِ المجرمُ الأفاك من حقبٍ=عليه لعنةُ مَن يُعلي ومَن يضعُ
هو الشقيٌّ الحقودُ الوغدُ تصرعه = يدُ الجحاجحِ مهما طالت المتعُ
ألم تَرَي وجهَه المشؤومَ في قترٍ = لكلِّ مخزيةٍ, بالذلِّ يضطجعُ
تبًّا له حينَ دبَّت بين أضلعِه = نارُ المثالبِ للأحناءِ تبتلعُ
وطينةُ الإثمِ في أحشائه كبرت = فكان منها فحيحُ القومِ إذ طلعوا
وقبل أفرزتِ اللعناتُ إخوتَهم = من اليهودِ ارتأوا ما الحقدُ يضطلعُ
والكفرُ أُمُّ بني مَن ساقَ ركبَهُمُ = إبليس يا بؤسهم من مكرِه رضعوا
هيهات يأمَنُ أهلَ الكفرِ في زمن = مَن عاشَ في الأرضِ أو يدري الذي صنعوا
وملةُ الكفرِ في الأحقابِ واحدةٌ = وأهلُها بفنونِ الشرِّ قد برعوا
عريُ الفسادِالذي ربِّي يُحرمُه = فيهم تبرَّأ منه الطٌّهرُ و الورعُ
موسى وعيسى وكلٌّ الأنبياء على = مرِّ العصورِ أقاموا الحقَّ واتٌّبعوا
وحرَّموا القتلَ ظلما دونما سببٍ= فهل درى بعدهم قومٌ، وهل سمعوا؟؟
وكيف نردعُ بغيَ الغربِ إذ فتكوا = وكيف نوصلُ ما الأعداءُ قد قطعوا؟؟
أودى بنا الغيٌّ فالنبضُ الأبيٌّ خبا = وأهلُك الصِّيدُ ويح الصِّيدِ قد هجعوا!!
واليوم يهتف باللاهين مصحفُنا = يا أيها النَّاسُ ثوبوا قبل أن تقعوا!!
يا أيها الناسُ إن اللهَ ينصرُكم = على العدوِّ الذي ماعادَ يرتدعُ
يا مَن حملتم متونَ الخيرِ في حقبٍ = لمَّا تزل من جناها الأرضُ تنتفعُ
يزلزلُ اللهُ ما شادوه من عبثٍ = فحظٌّ مَن كفروا في العيشِ ما شرعوا!!
إن شاءَ ربك بالمصنوعِ دمَّرهم = أو أغرقَ الكفرُ مَن بالكفرِ قد رتعوا
فلا يهابنَّ أهلُ اللهِ سطوتَهم = ولا الحديدَ الذي بالنَّارِ يندلعُ
لو انتظمنا بصفٍّ مؤمنٍ لهوت = أعلامُهم ولآبوا ذلةً و نُعوا
يخافُنا الكفرُ لو جلنا بمصحفنا = وكان يخشى جنودَ اللهِ إن صدعوا
ماردَّنا خورٌ أو نالنا نصبٌ = ولا استكنَّا له أو مسَّنا جزعُ
إسلامُنا رغمَ أنفِ الكفرِ منتصرٌ = تزهو به الليلةُ القمراءُ والجُمَعُ
يبقى تبلٌّجُه في كلِّ معضلةٍ =للناسِ إن جهلوا فيها وإن خُدعوا
يبقى القويَّ إذا قلَّ النَّصيرُ وإن = أعداؤُه الظالمون اليوم قد جمعوا
يبقى وكالشَّمسِ نورًا لا أُفولَ له = يسفي دجى أنفُسٍ ضلَّت ويقتلعُ
إسلامُنا يتحدَّى كلَّ ذي عوجٍ = ولن تزعزعَه الأحزابُ والشِّيعُ
ألم تَرَ الفلسفاتِ الموبقات وقد = جفَّت منابعُها والناسُ مازرعوا
وباطلُ الكفرِ لا يبقى بمنتجعٍ= والناسُ في طلبِ الأسمى قد انتجعوا
كانت تراودُهم أحلامُ لهفتِهم = إلى الرخاءِ ولكن بالشَّقا رجعوا
وبدَّدوا نِعمَ الرحمنِ إذ جحدوا = والخيرُ من يدِ أهلِ الكفرِ يُجتدعُ
كم بدَّدت نُظُمُ الكفارِ من قيمٍ= كانت على بِرِّها الآفاقُ تجتمعُ
لولا العمى في عيون الظالمين رأوا = مكانةَ الشرعِ منها الأرضُ تنتفعُ
طوبى لأهلِ الهدى لم تلوِ دعوتَهم = إلى الفلاحِ أكاذيبٌ ولا بدعُ
وللطغاةِ من الدَّيانِ قارعةٌ = يعطون من هولها للحقِّ ما منعوا