*نشرت في مجلة الدعوة التي تصدر في مدينة الرياض العدد 744
تاريخ 21/ جمادى الأولى / عام 1400ه
يغالبُني همٌّ ثقيلٌ مؤرِّقُ = ويغفو بأحداقي الضِّياءُ المشوِّقُ
وأنظرُ والآمالُ تزخرُ بالرؤى = ويمطرني ليلٌ من اليأسِ غيدقُ
وأغفو وأشباحُ الرزايا تهزُّني =وأصحو ونيرانُ العزيمةِ تبرقُ
وصفحةُ إيماني تعيدُ عقيدةً = وعودتُهافي العصرِ أجدى وأليقُ
وموكبُنا المرموقُ مازالَ عازمًا = صبورًا وقد ضحَّى وللفتحِ يرمقُ
فيحرقُ أوهامي ويشتدُّ ساعدي =ويغرقُ في نجواي وهمٌ وديسقُ
رويدك فالأيامُ آتٍ ربيعُها = ووجهُ الصَّحارى جلَّنارٌ و زنبقُ
صدى رنَّ في أجواءِ روحي ولم يزل = حناجرَ تدوي للجهادِ و تنطقُ
جزيرَتَنا رُدِّي الليالي هنيئةً = فليلُ مآسينا الطويلُ محملقُ
هنا أنبتَ الإسلامُ دوحةَ مجدِنا = فطالت مدى الآفاق والفتحُ ريِّقُ
بمكَّة لم يُطفأْ سراجُ هدايةٍ = وذي أُممٌ بالبيتِ تسعى وتصدقُ
وإيماءةُ الوحي الأمينِ تلَفُّتٌ = على المسلم اللهفان يحنو ويغدقُ
وفي الدربِ آثارُ النُّبُوَّةِ نفحةٌ = تهلُّ على المغنى الوريفِ وتنشَقُ
فأيامُ بدرٍ مكَّنتْ شوكةَ الهدى = ويشهدُ للإيمانِ أُحدٌ و خندقُ
ومؤتُةُ سِفرٌ للبطولةِ خالدٌ = يحدِّثُ زهوًا للجهادِ وينطقُ
مدائن كسرى لم تقفْ بعدَ ذلِّها = قلاعٌ منيفاتٌ عليها ورونقُ
أَما فَتَحَتْهَا أُمَّةُ الخيرِ والهدى = لها المجدُ غنَّاءٌ يميسُ ويلبقُ
وهمتُ إلى اليرموكِ والطيفُ شدَّني = وراحَ يُريني الصَّالحين تسابقُوا
على صهواتِ الضُّمرِ هبُّوا جحاجحًا =وحنُّوا إلى جنَّاتهم وتشوَّقُوا
وصوتُ الفدا الهدَّارُ لحنُ قلوبهم = تردِّدُه بغدادُ شوقا وجُلَّقُ
ورفَّتْ على الأمصارِ راياتُ فتحنا = ففي الصين مرماها وفي الهند تخفقُ
وأندلس الخضراء تدنو قطوفُها = فعاش عليها الغربُ والغربُ مملقُ
محقنا دياجيرَ الضَّلالةِ فالهدى = نهارٌ على ليلِ الممالكِ مشرقُ
به قد ملكنا الأرضَ شرقا ومغربا = وجذوتُه رغم الدُّجى تتألَّقُ
أروني مدى الأيام عهدًا معطَّرًا = بغير هدى الإسلام يهمي ويعبقُ
جديرٌ بنا أن ننفضَ الوَهْنَ والعنا = وعودتُنا للَّهِ أحرى وأخلقُ
جزيرتَنا لي فيك من سالف الهوى = أغاريدُ لايبلى جناها ويخلَقُ
شمَمْتُ بدنياك الطيوبَ رخيَّةً =وسُحْبُكِ خيراتٌ على الكون دُفَّقُ
ولي من حنيني للحجازِ قصائدٌ = بديعُ معانيها رقيقٌ وشيِّقُ
باُمِّ القرى أستافُ عطرَ جبالها = يموجُ ببيتِ الله والطِّيبُ معرقُ
وألمح ممشى موكبٍ إذ يقودُه = نبيُّ الورى والنُّورُ بالبشرِ يسبِقُ
فللخزرجِ الأبرارِ عهدٌ وموثقٌ = وللأوسِ شوقٌ للهدى وتعلُّقُ
وإنَّأ وإن طال السُّرى لَكَتائبٌ = إلى مثل أيامِ الألى نتحرَّقُ
فيا أمَّةَ التوحيدِ هبِّي فهذه = عيون الورى ترنو إليك وترمُقُ
وياربِّ لا تُخزِ انبعاثَ قلوبِنا = فللمسلمين اليومَ أُفقٌ سيشرقُ