هذي القوافلُ

هذي القوافلُ، يا (نزيهُ ) ، تتَابعتْ

مُشتاقةً، تسعى إلى الرّحمن

من قبل عُرسك قد شهدتَ عروجَها

ثم التقيتَ    إلى  عُلا    الرِّضوانِ


وبدأتَ في استقبالِ    أحبابٍ لنا

في جنة  تبقى على    الأزمانِ


هذي القوافلُ، مِن عُطورِ دمائهم

أرِجتْ رياضُ الوردِ والرّيحانِ


هذي مصارعهم   تنبّئ عنهمُ

أنَّ الشّهادةَ ذروةَ الإحسانِ


هذا تضمّخ بالدّماءِ زكيّةً

هذا تطايرَ رأسُه ويدانِ


هذا غدا كالفحم مِن غيظِ العِدا

ماذا  يَضير؟! فإنه  ربّاني


أشلاؤُهم صعدت تُسبّح ربّها

فتلقّفَتْها  الحورُ    بالتّحنانِ


باعوا حياتهمُ  لِنُصرةِ ربّهم

ورَضُوا بِجَنّةِ واحدٍ  ديّانِ


بِكر الشّهادةِ  ياسرٌ وصحابةٌ

شقّوا الطريقَ بقوّةِ  الإيمانِ


وتتابعت من بعدهم أسُدُ الثّرى

تبغي الحياة  لدولةِ   القرآنِ


منهم نزيهٌ زينُ شُبّانِ الحِمى

وكتائبُ القسامِ فخْرُ  زماني


قيسٌ ونصرٌ   ثم أعلام الفِدى

تروي البطولة عنهم الملَوانِ


والشيخُ أحمدُ في سلاسل ضَعْفِهِ

يقضي شهيدَ الحقّ في الميدانِ


يا للشّهادةِ   ما  ألذّ  مذاقَها

يسعى لها  عشّاقُها   بأغاني

 

*****

 

لا مجدَ إلاّ بالشهادةِ، إخوتي

أو عِزَّةٍ  بالنّصرِ من  مَنّانِ


فنعيش في فردوسنا مُتَحرّراً

مِن رِبْقَةِ الظّلام والطّغيانِ


شُدّوا العزائمَ، واقْتَدوا برسولكم

فهوَ المجاهدُ طغمةَ البهتانَ


وتذكّروا شهداءَكم  وأحبّةً

بسجون مغتصبٍ غشومٍ جانِ


لبّوا نداءَهمُ ولو بدعائِكم

ولْتجعلوهم كعبةَ الشّجعانِ


طوفوا بكعبةِ مجدِهم، فلعلّها

تتنزّل الرّحماتُ مِن حنّان

 

*****

 

هذي الشّدائِدُ لن تدومَ على المَدى

ما دام  حُبُّ اللهِ في الوِجدانِ


فاصْبر وصابر، يا أُخَيَّ، فإنّما

بالصّبر تنزلُ رحمةُ الرّحمن

وسوم: العدد 1099