عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ ) . قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ هُمْ ؟ قَالَ : ( بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ) رواه البخاري ومسلم .
هـوامش :
(1)ممنـون : اختلفوا في تأويل: ( غَيْرُ مَمْنُونٍ ) فقال بعضهم: معناه: لهم أجـر غيرُ منقوص ، ذكر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: ( فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ) يقول: غير منقوص.
(2)الخِب : [خ ب ب]. (خَبَّ) رَجُلٌ خِبٌّ: خَدَّاعٌ. ( لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ خِبٌّ وَلاَ خَائِنٌ) عَمَلٌ فِيهِ خَبٌّ: فِيهِ غِشٌّ، خُبْثٌ، خِدَاعٌ، فَسَادٌ. الْمُؤْمِنُ غِرٌّ كَرِيمٌ وَالْكَافِرُ خَبٌّ سَئِيمٌ.(حديث) خِبُّ الْبَحْرِ: هَيَجَانُهُ، اِضْطِرَابُهُ.
(3)شانينا والمراد شانئُنا : أي مبغضنا وعدونا .
(4) انتفضت : تحركت وثارت . والأمة انتفضت من سباتها وغفلتهـا .
(5) اسجري : سجَّرَ النَّارَ: أوقدها، أحماها ) وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ ) .
(6)ملل الإفساد : وأهلُهـا هــم هؤلاء الفاسدون والمفسدون وهم جزء من المعركة الطويلة بين الخير والشــــــر، وهي باقــــــــية ما بقيت الأرض – واللـه أعلم ــــــــــ وإن عاقبة هؤلاء الاندحــــــــــار والهوان . لكنهم موجودون باقون .
(7) التغبيش : معنى كلمة تغبيش؟ تعريف و معنى تغبش في قاموس الكل. قاموس عربي عربي تغبَّش الزُّجاجُ صار أغبش معتما غير شفاف ، أي ذهبت شفافيته ونصاعته بفعل التلطخ ...
(8) غسلينا : في التفسير : ( ولاطعام إلا من غسلين) صديد أهل النار أو شجر فيهـا .
للــهِ نســجُدُ إنَّ اللــهَ يكفينــا = فمــا وَهَنَّـا ولـم تُثْلَـمْ مـواضينــا
جـذورُ عـزَّتِنا باللــهِ راسخةٌ = فكيف يخضعُ للطاغـي المصلُّونـا!
وإنَّـه العهـدُ لـم تُنْقَضْ وثائقُـه = للـهِ باقٍ فمـا اختَلَّتْ مـوازينـا
إنَّ المواثيقَ ربَّانيَّةٌ شَمَمًـا = مـذ عانَقَتْها يـــــــــدُ التوحيدِ تمكينـا
في ركنِهــا لم تـزلْ للحــقِّ طائفةٌ =منصورةٌ رغـم مَن عاشوا يعادونـا
وتخفقُ اليوم للأبرارِ ألـويةٌ = وما انثنوا أو جثا للخطبِ حـادينا
ويحملُ السَّيفَ مَـن أزجوا تجارتَهم = فاللــهُ يقبلُنا واللــهُ يُغنينــا
مَن بايعَ الله لـم تخسرْ تجارتُه = ففضلُـه لم يكنْ للصيدِ مـمـنونــا(1)
كتيبةٌ في سبيل اللهِ نجدتُــها = للدِّين ، للناسِ ، أضحى السَّعيُ مأمونا
ماضرَّها الظلمُ مِن طغيانِ مَن كفروا = وناجزوا الظالـمَ الأفَّـاكَ ملعونـا
أمَّـا الأذى فتلقوا وَهْجَه صُبُـرًا = فـمـا رأى منهمُ أعداؤُهـم لينا
عقيدةُ القومِ قد شدَّتْ أواصرَهم = فما استكانوا لِمَـنْ بالغيظ يعوونـا
ومَن قَلَى للهـوى المذمومِ وسوسةً = فكان حقا من الصِّيدِ الميامينـا
ضياغمُ الدَّعـوةِ الغرَّاء ماوهنوا = ولا من المرجفين الخطب يشكونـا
هـي الحقيقةُ قد أوفى تبلُّجُها = والباطلُ انهدَّ فوق الكيدِ مـأفـونــا
أما العدوُّ فلا جدوى لغفلتِهم = ولا مجال لِمَن في ذا يقاضينا
هـذا العدوُّ تـداعى بالسِّلاحِ على = أبناءِ أُمَّتِنا بل باتَ يغـزونـا
وجاءَ منتفشًا زهــوًا ليرهبَنا = ورام من بأســه الفوَّارِ يسقينا
والبغي في نفسِ مَن أغوتْهمُ ظمأٌ = للظلمِ يغلي جحيما في أعادينا
وقـد نسوا أنَّ ربَّ العرشِ يهلكُهم = متى يشاءُ فما خابتْ مساعينـا
كم أهلكَ اللهُ من طاغٍ ومن وقــحٍ = ومن فراعنةٍ عاشوا شياطينـا
وأوهنَ البارئُ القهَّارُ مَن كفروا = وبالغوا بالأذى عُميًـا ملاعينا
وبـدَّدَ اللهُ أقـواهم وأَلْعنَهم = فأصبحوا خبرًا للناسِ يعنينـا
وقـد دعـا الشيخُ والطفلُ الجريحُ على = مَن عذَّبوهم فقال الناسُ آمينـا
فالناسُ تمقُتُهم حتى إذا هلكوا = قالوا أتاهم ضحى مايستحقونـا
فالحمدُ للهِ يملي للطغاةِ فإن = آن الأوانُ فمولانـا يواسينا
خطبُ الليالي وما غابتْ عزائمُنا = ولا تخلَّتْ عن الأسيافِ أيدينا
فالحقُّ في القلبِ لاتُفنيه قوتُهم = يقينُه لـم يزل بالنَّصرِ مقرونـا
مَن ينصرِ اللهَ ماخابتْ بطولتُه = ولا انثنى عن غمارِ الساحِ مـوهونـا
يقوم من غُـمَّةِ الآلامِ ذا جلدٍ = وما رأى للفداءِ اليوم تسكينا
فالكفرُ عربد والطاغوتُ حرَّضه = غيظٌ ليغرقَ بالبلوى مغانينـا
واستنكرَ الناسُ مَن بالكِبرِ خاطبَهم = وبالهوى والأذى خِبًّـا يُقاضينا(2)
فرعون من قبل أو نمرودُ أعلنها = حُمقـا ودعوى تبنَّاها أعادينـا
وكم شقيٍّ على منوالُ مَن غزلوا = أعادَ نسجَ الأذى والشَّرِّ مجنـونــا
غـوى ولـم يتَّعظْ ممَّـا جرى فجنـى = من سوءِ عاقبةٍ ما ذاقَ شانينا(3)
حتَّى إذا انتفضتْ للهِ أمَّتُنـا = وكبَّـرتْ وبهذا اللهُ يوصينا(4)
فنحـنُ ما أذعنـتْ للظلمِ أو سجدَتْ = لغيرِ بارئهـا يومًـا نواصينــا
ولم تزل بكتاب الله عـزَّتُنـا = ونورُ سُنَّتِنـا في الكربِ يهدينـا
قد آذنتْ بعد هذا الوهنِ صحوتُنا = تعود فيها لأمجادٍ سوافينا
فلا ترى صنما إلا قد اقتلعتْ = أركانَ سطوتِه إذ كان يرمينا
تهبُ بالخير في الدنيا شريعتُنـا = لهـا يُبشِّرُ بالأسمى ... تدانينـا
وحسبُنا اللهُ مـا قــد حــلَّ في حقبٍ = من البلاء وقد صُنَّــأ مراثينا
وما جزعنا لأهـوالٍ مدمِّــرةٍ = ولا ركنَّنـا لطاغٍ عاشَ يـؤذينـا
فهـؤلاءُ المخـازي ثوبُ خسَّتهم = وحسبُنا الله إن بالبغي جاؤونـا
وحسبنا اللهُ قد جاروا وقد قتلوا = وعذَّبُوا ولقـانـا عند بارينا
فالفصلُ يومئذٍ لم يُبق مَن ظلموا = إلا وجُــرُّوا إلى النيران يبكونـا
نُـودوا ويومئذ جاؤوا بلا حرسٍ = ولا النياشين تجدي مَن أبُــوا الدِّيـنــا
وذلَّ مَن عاشَ في كِبرٍ بلا قيم = هــو الأثيمُ الذي زورًا يقاضينا
واليوم يابن الأذى عطلا بـلا خدمٍ = ولا العساكرُ تلقاهم يُلبُّونـا
فالملك للهِ قد ولَّتْ محاكمُكم = وأُخرسَ البائعُ الإسلامَ مـوهونــا
أمَّا ليالي الهوى والإثمُ مرتعُهـا = فقد ترنَّـح أهـلوهـا المُـدانـونـا
جزاءُ مَن كفروا بالله أوردَهم = سوءَ المـآلِ ومـا فيها محامـونـا!
أعمالُ مَن مكثوا في الأرضِ باقيةٌ = يُبْنَـى عليها الذي بالحقِّ يلقونـا
وقيلَ للنَّـارِ يانارُ اسجري فلهم = نارُ الجحيم التي فيها يُمـارونـا
ستنقضي هذه الدنيا برمَّتِها = وذكرُ ربِّــي إذا ولَّت سيكفينـا
المال والجاه واستكبارُ مَن جحدوا = فضلَ الإلهِ لقد أمستْ هي الدُّونــا
أبلى المهيمنُ ماصاغوهُ من نتنٍ= مُسْتَقْذَرٍ لـم يكن من صنعِ مـاضينا
واليوم ردَّتْـهُ للقيعانِ طائفةٌ = يقينُهـا لم يـزل في القوم مكنونـا
هي العقيدةُ إسلاميةٌ هـَـزَمَتْ = بهديِهــا مللَ الإفسادِ تغـزونــا
فللفسادِ وللإفسادِ هيمنةٌ = بزخرفِ الدَّنسِ الممقوتِ يغرينا!
لكنَّها اليقظةُ العصمـاءُ مابرحتْ = تمحو رؤى صاحبِ التغبيشِ موهونـا(7)
صنَّـا عهودَ الهـدى للــهِ ماحفلتْ = بِمَــنْ تمادوا ولـو كانوا ثعابينا
فلـم تـزلْ في مغاني العزِّ طائفة = منصورة لـم تهبْ ما القومُ يخفـونا
وهبَّ منها شبابٌ يفتدي قيما = لهـا المثاني من البشرى تواتينـا
ونهجُهـا تـتــثـنَّى في محامدِه = رسالةُ الخيرِ تعنيهم مـآتينا
فقد سَمَتْ في محيَّـاهـا شريعتُنا = وأكرمتْ بعطايـاهـا الملايينـا
تلك العهودُ التي ما مـاتَ شاهدُهـا = تضمٌّ ميثاقَهـا الغالي مآقينـا
وتـزدهي اليوم في الميدانِ عزَّتُهـا = لهـا الثَّباتُ الذي أعيا أعادينـا
ألـم يُبشِّرْ رسولُ اللهِ من حقبٍ = بهـذه الفئـةِ اشتاقتْ تصافينـا
وفي حماهـا تهبُّ اليوم طائفةٌ = منصورةٌ أنكرتْ فينا تجافينا
لعلَّ أُمَّتَنـا تصحو فغفلتُهـا = كادتْ بأربُعِنــا تأتي بناعينــا
فشأنُهـا القيمُ العليـا بشرعتنـا = فديدنُ الـرَّكبِ في هـذا يناغينـا
فليس يمنعُنا ظلمٌ لطاغيةٍ = ولا جنونُ أعادينـا سيُثْنِيْنـا
تصدُ طائفةُ النَّجدات غارتَهم = ماادَّارؤوا يملؤون البطنَ غسلينا(8)
أعـداؤُنا في نواحي الأرضِ قد جمعوا = حشودَهم بئس مَن بالبغي يغزونـا
واليوم قد دارت الأيامُ دورتهـا = فليس نرضى بمَن بالمُــرِّ يسقينا
طليعةُ الأمَّــةِ الديَّـانُ ينصرُها = وشعبُنا في بوادينا ينادينـا
فـربُّنا اللهُ مولانا وناصرُنــا = وشدةُ البأسِ منهم ليس تفنينا
يعودُ للأرض مَن للظلمِ غادرها = وبالكريم لخطبٍ يستغيثونـا
فهيَّـأ اللهُ للنجداتِ طائفةً = لبَّتْ نِــداهم وبالفرسانِ جاؤونـا
فزلزلَ اللهُ للطاغين سطوتَهم = وبدَّدَ الركبُ أعدادا ملاعينـا
إذ فيه لله أبطالٌ غطارفةٌ = أمدَّهم ربُّنـا في الساحِ تمكينا
فبوركتْ من كرام الشعبِ طائفةٌ = قد بايعتْ ربَّهـا نعم المحبونـا
وأسقطتْ صنما قد كان يرهبُنا = وكان باللؤم طاغوتا يعادينـا
أبادَه اللهُ لم تُسْعِفْهُ قوَّتُـه = ولا المجوسُ بأوهامٍ يغنُّونـا
ولا الذين فسادُ الكفرِ مذهبُهـم = والمرجفون وهم كانوا موالينا
أعـزَّنا اللهُ بالإسلامِ ماوهنتْ = كتائبُ الفتحِ ترمي الزائفَ الدُّونـا
تدول للكفرِ من إفسادِه دولٌ = والمُلكُ للهِ يفنيهم ويُبقينـا
ولن تدوم لأهل البغيِ سطوتُهم = والله يمهلُ مَن بالشَّرِّ يرمونـا
عاشوا فراعنة من قبلُ في حقبٍ = وجيَّفُـوا بقبورٍ حيثُ يعوونـا
وخلَّفوا بعدَهم مَن باتَ يلعنُهم = وربَّما قبلُ قد عاشوا مُـرائينـا
سيعلمُ الظالمون النَّاسَ مااقترفوا = وما المآلُ الذي فيهِ يُجازونـا
تبًّا لهم فالأذى والظلمُ ديدنُهم = وغيُّهـم والهوى أمستْ عناوينا
لم يصمتِ الصِّيدُ والأخيارُ حفَّزهم = ظلمُ الطغاةِ فجاؤوهم ميامينا
تنامُ عينُك والمظلومُ يرسلُها = شكوى لبارئهِ ماردَّ داعينا
فالظلمُ شؤمٌ على أيامِ صاحبِه = ويُحْرَمُ الأمن في دنياهُ مـرهونـا
هيهات تسعفُه يوما قبائحُه = مهما بدا في عيون الناسِ مأمـونـا
أناخَ للظلمِ فاستهوتْهُ شهوتُه = فسلَّه سيفَ حقدٍ صِيْغَ مسنونـا
فاتَ الأوانُ فقد أنكرْتَ مكرمةً = جادَ الإله بها بل كنتَ مغبونـا
لكنْ تغافلْتَ فاستدبرْتَ نعمتَه = وعشتها بطرًا ياوغـدُ مفتونـا
وتلك عاقبةُ الأشرارِ أوجبَها = ربُّ العبادِ جزاءً كان مقرونـا
شريعةُ اللهِ رغم البغيِ باقيةٌ = وجندُها هـم إذا نادتْ يُلبُّونـا
وللعدوِّ ستبقى الـرَّدَ طائفةٌ = جهادُها في سبيلِ اللهِ يعنينــا
قد أيقظتْنا فقلْ : من سوءِ غفلتنا = وقلْ :سكتْنا فأغرينا أعادينـا
ماضرَّنا بطشُهم أو أغرقتْ همَمًـا = في أمَّـةٍ ظلماتُ الحقدِ تعرونـا
فحسبُنا اللهُ بالإسلامِ أكرمنا = فلن نهونَ ولن تُطوى أمانينـا
يرتِّلُ الفجرُ آياتِ الجهادِ فمــا = من رقدةٍ عن نـداءِ الفجرِ يُثنينا
هـم في الدروبِ فلا لأواؤُهم منعتْ = فهم كذلك قد هلُّـوا ملبِّينـا
تكبيرُهم قدرٌ مازالَ يرعبُهم = ورنَّـحَ الباطلَ المهزومَ موهـونــا
عادت إلى أمَّـةِ الإسلامِ عـزَّتُها = فَلْيُبشرِ الناسُ قد طابتْ مآتينـا
ما أعظم الـدِّين للدنيا يزيِّــــنُهـا = بالأمن ميثاقُه الأسمى بأيدينا
فأرضُنا غـابةٌ من غير شرعتنا = فَعَدْلُ منهاجِها للسَّاكنينـا
فهل يفيءُ ذئابٌ من توحشهم = إلى ظلال أمانٍ في مثانينا !؟