وداعُ الشَّهيدِ
02تشرين22013
فيصل بن محمد الحجي
فيصل بن محمد الحجي
انتقل إلى رحمة الله تعالى ابن مدينة قارة القلمون بسوريا
البطل المجاهد/ياسر بن مرعي الجُرد شهيداً - إن شاء الله تعالى - عصر يوم الثلاثاء 17 /ذي الحجة/ 1434ه = 22/10/2013م
أياسِرُ قد حباك اللهُ سعيْتَ إلى الجهادِ بطيبِ نفسٍ وما كانَ افتِقادُكَ يَومَ حُزنٍ غدَوْتَ لِكلِّ ذي القربى شفيعاً طرقتَ على طريقِ المجدِ باباً ومَهَّدْتَ الطريقَ لِكلِّ حُرٍّ وأرعَبْتَ الطغاةَ غداةَ ظنوا هنا في قارةِ الأبطالِ بأسٌ مَنحتكَ مِن عبيرِ الشِّعرِ أنقى وحَلقتِ المعاني وهي تُزهى رَوَيْتَ شطورَها حِسّاً رقيقاً وما أسدى القصيدُ إليكَ فضلاً وحين تقدَّمَتْ راياتُ شعبي يذودَ عن الفضائلِ والسجايا ويُنقِذَ كلِّ مُؤمِنةٍ حصانٍ رأيتك رائداً سبقَ السرايا جَرَدتَ السيفَ لِلأعداءِ جَرداً وآثرتَ الفداءَ على انغِماسٍ طحنتَ نفوسَهم بالرُّعبِ حتى فبالأفعال صار المجد يدعو يسيرُ بهِ إلى طرُقِ المعالي رحلتَ وما ظفرنا باجتماع ٍ وكنتُ أوَدُّ أن ألقاك يوماً هو الظلم الذي نشرَ المآسي ولم أعرفكَ لكن لسْتُ أنسى * * * أسوريَّا الحبيبة َ كم صبَرنا فما حفِظَ اللصُوصُ لنا حقوقا وما غضبْوا إذا عَبَثَ الأعادي وما حكموا بإنصافِ وأنى فيا شعبي الحليمَ كفاكَ صبراً وقد كانوا الأرانِبَ في المخازي فثوروا يا بني وطني .. وهُبّوا فهيّا أشعلوا غضباً لهيباً دَعوها ثورة ً تمحو ظلاما فهذا ياسرٌ دَرَجَتْ خطاهُ يُريدُ لشعبهِ عيشاً كريما هي الأيّامُ قد خفضتْ جَباناً لِيومِ النصر تهفو كلُّ نفسٍ | جُودابأنْ وافيْتَ جَنتهُ وأغضبْتَ الرّوافِضَ واليهودا ولكن صارَ للأحبابِ عيداً كِلا الأبَوَيْنِ صارَ بِكم سعيدا و أشرَعْتَ المنافِذ و الحُدودا أبيٍّ كي يَجودَ وكي يُجيدا بأنّ الشرَّ يَمْنحُهم صُمودا وفي الجُردِ المنيعِ ترى المزيدا(1) شذاهُ واصطفيْتُ لكَ الجديدا بأنك نبعُها الصافي وحيدا يُثيرُ شعُورها فغدتْ نشيدا ولكن أنتَ شرّفتَ القصيدا إلى ساحِ الجهادِ لكي يذودا وينتقِدَ المُكابرَ والعنِيدا ويرعى الشيخَ والطفلَ الوليدا وخاضَ غِمارَها وغزا الحُشودا فقالَ بِحَدِّهِ الرأيَ السَّديدا بدُنيانا فكنتَ المُسْتفيدا يذوبَ الحشْدُ إن سمِعَ الوعيدا (أبا عمّارٍ )(2) البطلَ الشديدا يَلوذُ بهِ ويَرجُوهُ المزيدا نسَرُّ بهِ ولم ألقَ الشهيدا وكيف يراكَ مَن أضحى بعيدا ؟! بأوطاني .. وصَيّرني شريدا أباكَ وجَدَّكَ الشهمَ الحَميدا * * * كصبرِكِ ثمّ لاقيْنا الجُحُودا ! وما احترمَ اللصوصُ لنا العهودا بأوطاني وما صانوا ِ الحدودا لهم عَدلٌ وقد عَبَدوا النقودا فإنَّ الحِلمَ صَيَّرَهم أسودا كما صاروا لأعدائي العبيدا لكي نسترجعَ المجدَ التليدا فنحسبُهُ الصَّواعِقَ والرُّعودا ؟! وتبني بعدَها عهداً مجيدا إلى العلياءِ واختارَ الخلودا فلا طغيانَ فيهِ ولا قيودا بذلتهِ .. كما رفعتْ شهيدا فبالأفراحَ يغدو اليومُ عيدا | شهيدا
(1) الجُرد : (بضمّ الجيم) اسم منطقة في جبال قارة الغربية ، وهو اسم عائلة الشهيد أيضاً.(2) أبا عمّار : هو استعارة اسم الصحابي الجليل عمّار بن ياسر للشهيد ياسر .