رسالة المسجد الأَقصى إلى المسلمين
21أيلول2013
د.عدنان علي رضا النحوي
نجوى وشكوى وحنين
د.عدنان علي رضا النحوي
بمناسبة وضع إسرائيل عقبات أمام دخول المسلمين إلى المسجد الأقصى ، وتيسير ذلك لليهود ، نذكر بهذه المناسبة المسلمين بواجبهم المشركين الذي فرضه الله عليهم : ( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ) [ الذاريات :55]
أنا المسجدُ الأَقصى ! وهذي لــقــد كنــتُ بـيـن المــؤمنـيــن وديــعـــةً يــضـمّـــون أَحـــنـــاءً عــلـيًّ وأعْـــيُــنــــاً زُحـوفٌ مــع الأَيــامِ موصـولــةُ العُـــرا إِذا أعــوزَ الــقـــومَ الــســـلاحُ تـواثبُـــوا وعَـــهْـــــدٌ مــــع الله العــلـــيِّ يـــشـــــدُّهُ وأنّ جنــانَ الــخُــلـــد بالحــقّ تُجْتَلَـــى مـواكـــبُ نــورٍ يمــلأ الدهــــرَ زحْفُهـــا وتــَنــشُـــرُ في الدنيـــا رسـالـــة ربِّـــهــــا وتـــنــشُـــرُ أنـــداءً وتَــسْـــكُـــبُ وابـــــلاً * * * فما بـالُ قومـي اليومَ غابُوا وَغُيِّبـــوا وما بال قومــي بدَّلوا ساحـةَ الوغـي وما بَالُهم تاَهوا عن الــدرب ويَحَهـــمْ فــغـــابَ نــــداءٌ مـــا أجــــلَّ عَـــطـــــاءَه وكانـتْ مياديـــنُ الشّـهــــادة ساحَـهـــم وفي كــلِّ يـــومٍ مَـهْــرَجَـــانٌ يَضُمُّنـــي وكــانـــتْ دمـــاءُ الـمــؤمــنــيــن غنيَّــةً فأصبَحْتُ ،ياويحي ،أَحاديث مَجْلسٍ وكــان يُـــدوّي في الميـــاديــن جولـــةٌ وَكـمْ كْنتُ أَرجوأن تكون دُموعُهـمْ * * * أَيــذْبَحُــنــي أهُـلـــي و يَبكُـــونَ بَعْدَهـــا فَــكَـــمْ تاجـــرٍ أَلــقــى بِلَحْـمــيَ سِلْعَـــة فــهــذا يُـــنـــادِي بـالــتـــجــــارة جَـــهْـــــرَةً فغاصُــوا جميعـــاً بِالوُحُـــولِ وَغُيَّبــــوا * * * فمــا أَنـــا جُــــدْرانٌ تَـــــدورُ وسَـاحَـــــةٌ يَــــمُـــدُّ لـــيَ الآفـــــاقَ وحْــيُ رســــالــــةٍ ريـــاضٌ يَـــرِفُّ الطيـــبُ منها وتغتنـي فِــمــنْ مُهْجَـــةِ الإِسْـــلام مَكّةَ خفقتـي ومـــن كـــــــلِّ دارٍ مــــِنـــبَـــــــرٌ ومـــــآذِنٌ قُـــلـــوبٌ لهـا خفـــقُ الحــيـــاةِ وأضْلُـــعٌ تــظـــلُّ عُــروقــي بـــالــحــيـــاةِ غـنِــيَّــةً وأَيُّ حَـــيــــاةٍ دونَ ذلـــــك تُـــــرْتــــجَـــــى * * * ونـــادَى مُــنـــادٍ حَسْبُنَــا كِــســـرةٌ هِــنـــا وطافـــتْ على الدُّنيـــا الهــزائـــمُ كلُّهـــا تَــشُـــدُّ علــيَّ الـيــوْمَ قَبْــضَـــةُ مُجْـــرِمِ وفـي كلّ يوم، وَيْحَ نَفْسي ، مَسَــارحٌ تُدَارُ خُـيـــوطُ المكْـــر خَلْـــفَ ستارهــــا ويَطْـوِي عَلى هُــوْنٍ أســـايَ و ذِلتـــي تُمــزَّقُ أَوْصَــالـــي وتُـــنْـــزَعُ مُهْجــتـــي يقولون " تحريرٌ " ويُجْرون صَفْقَــةً يقولـــون " تقــريــر المصيـــر" و إنّـــه يفــاوضُ فيــه الشــاةَ ذئــــبٌ وثعلـــبٌ يقولون : أهـلُ الدار أدرى بحالهـا وأهليْ ! ومــا أهلي ســـوى أَمَّـة لهـــا وصـــفٌّ يــشــدُّ المـؤمنــين جميعهَهُــم إذا لــمْ تَــقُــمْ في الأرض أمَّــةُ أَحـمـــدٍ * * * حنانيـكَ يــا أَقْصَــى ! حنــانَيــكَ كُلَّمـــا فــيـــــافٍ تــرامــــتْ بَيْنَنَـــا ومَــسَــــالِـــــكٌ تَــمُـــرُّ مَــعَ الـــذّكـــرى لــتـوقــــظ أُمّــــةً أُطأطـئ رأسـي مــا خَــطَـــرتَ وأَنثنــي وأُصْغـــي ! ونجْــوى البرتقــال تهُّزنـي يــعــيـــدُ لـنــا العُتْبــى حــنـيــنٌ مـرجّـــــعٌ فــيـــا أيـهــا الأقْــصـــى أنينُـــك موجـــعٌ حَنينـــكَ أصــداءُ الـعــصــورِ ولَــهــفـــةٌ * * * رجعتُ ! فنادانـي ! وعدتُ لكــي أَرى وقــال : إبـائــي يحجـــزُ الدمــعَ كلَّـــهُ جَرَتْ دَمْعةٌ في الأرض مِنـهُ فَأَوْقَدتْ تَـخُــوضُ مَيـاديــنَ الجِهــادِ وتَعْتَلـــي فَلَسْطِـينُ حـقُّ المسْلمــين جَميِعهـــم | المرابعُبقايـا ! وذكــرى ! والأَســى علـى الـدّهـــرِ ما هبّــوا إِلـيَّ وسارعـــوا وتحرُسنـــي مِـنْـهــم سيـــوفٌ قــواطـــعُ فترتــجُّ مــن عـــزْم الزُّحــوف المرابـــع تـــجـــودُ قُـــلـــوبٌ بــالــوفـــــا وأضـــالـــعُ يـــــقــــــيــــنٌ بــــأنَّ الـــمــــرءَ للّـه راجِــــــعُ وبــالــــــدَّم تُــجْــلَــى ســـاحـــةٌ ووقـائِـــعُ فيُشـــرقُ مــنــهــا غَــيْــهَـــبٌ ومــطـالِـــعُ فَتُصغِيْ لها في الخافِقَـــين المسامـــعُ فـتـخـــضّـــرُّ ســاحـــاتٌ ذَوَتْ وبَـــلاقـــعُ * * * ومـــا عـــادَ في الآفـــاقِ منهم طلائـــعُ فــغــابَـــتْ مــيــاديـــنٌ لـهـــم ومصـانِـــعُ فجــالـــتْ بــهــم أهــواؤهـــمْ والمطامــعُ تُـــــردّدُهُ فـي كــــل أفـــــق مــــجــــامـــــعُ فـصـــارَ لَــهُـــمْ مـــلء الــديّـــارِ مَــراتــــعُ وتنــدبـنـــي بــيـن القصيـــد المـــدامِـــعُ تُـــصَـــبُّ وأرواحُ الــشـهـــودِ تـــدافِـــــــعُ وأدمـــعَ بــكَّـــاءٍ حَـــوتْـــه الـــمــضــاجِــــعُ فـــصـــارَ يُــــــدوّي بالشــعـــــاراتِ ذائـــــعُ دِمـــاءً تُــــرَوّى مِـن غِـــنــاهـــا البَلاقِـــعُ * * * عليَّ ؟! لــقـد سَـاءتْ بــذاك الصنـائِـعُ وقَدْ عَزَّ في الأسواقِ منهــا البَضائِــعُ وذاك يُــــــواريـــــه شِــعـــــــارٌ مـــخــــــادِعُ بــتــيـهٍ ودارَتْ بَـــيْــنَ ذاكَ المـصَــــارعُ * * * ولـكــنّـــنــــــي أُفْــــــقٌ غَـــنـــــيٌّ وواسِـــــــعُ وحَـــبْــــلٌ مـــتــيـــنٌ للــمــنـــازِلِ جـــامِــــعُ مِنَ الطّــيـــب سَاحَـــاتٌ بهـــا ومَـرَابــــعُ ومِـنْ طيبَــةٍ وحـــيٌ إلــى الحــقِّ دافـــعُ بـــيـــوتٌ تـــدَوِّي بـــالـــنّـــداء جَــــوامِــــعُ تــجـــيــــشُ وآمـــالٌ غَــــلَـــــتْ وَوَدائـــــــِعُ إِذا اتّـصــلـــتْ بــيــن الدّيــار الشرائِـــعُ إِذا انتزَعْتنـــي مِنْ ضُلوعي المطَامِـــعُ * * * ونـَـــادَى سِــــوَاهُ نَــرْتَــجـــي ونُــصـــانِـــعُ شــعـــارٌ يُــــــدَوّي أو ذلــيــــــلٌ وضـــــارعُ ويَــجْـــتَــالُـنــي مَـــكـــــرٌ لــــهُ وأصــابــــــعُ تُــــدَارُ وأَهْـــــــواءٌ عَـــلـــيْـــهــــا تَـــنَـــــــازَعُ وتُــعْـــلـَـــنُ آمــــالٌ عَــلـــيْـــهــا لَـــوامِـــــــعُ شِــــعَـــــارٌ يُـــــــدَوّي أو أمـــــانٍ روائــــــعُ ويُطلَبُ نَـصْــــرٌ والنُّــفـــوس خَـــواضِـــعُ عَليْهـــا شُــهـــودٌ ضِــامنـــون وبـــائـــعُ لَــتـدمــيـــر آمـــالٍ : فَــمــعْـــطٍ ومــــانِــــعُ وقـــد مَهَّـــدَتْ عَبْــر السنيـنَ الــوقائـــعُ وأيـــن هُـــــمُ ؟! إنـي إلـى الله ضـــــارعُ مـــن الله عـــزمٌ في الميــاديــن جــامــعُ كــأنَّهُـــمُ البُـنْــيــانُ : عـــــالٍ ومـــانـــــعُ فكلُّ الذي يَجْري عَلى السّاحِ ضائــعُ * * * خَـطَـــرْتَ وَشــدَّتـــنــي إلــيــــكَ الــنّــــوازعُ تُــسَـــــدّ وأشـــــــواقٌ إلـــيــــــك تُـــصـــــارعُ وحــوْلــكَ غـــافٍ لـــو عـــلـمـــتَ وقابـــعُ وطرفــيَ مــن هُــوْنِ المذلَّـــة خــــاشِـــعُ وَوَشْــوشَــةُ الزيتـــونِ مــنـــــكَ قَــــوارعُ يـــــردّدُهُ فـــيــك الــحــمــــامُ الــســـواجِــــعُ تـهــيـجُ بــه بــيــنَ الضـلـــوع الفـواجــــعُ فصـبــراً ومــا يُــدريــكَ مـــا الله صـانِـــعُ * * * عـلــى جـــانِــبَــيْــــه دَمْـــعــــــةً تــتـــدافَــــعُ ولــكــنَّ حُـــزْنــي الــيــومَ طـــاغٍ ودافـــعُ عــــزائـــمَ أجــيــــال وزحـــفـــــاً يُـــتـــابــــــعُ ذُرَاهــا تُـــــدَوِّي بــالـــجِـهـــادِ الـمـجـامـــعُ وهـــذا كـــتــابُ اللّـهِ بالحــقِّ سَاطِـــــــعُ | والفـواجـــعُ