اغترابُ عَاشقْ
13نيسان2013
هائل سعيد الصرمي
هائل سعيد الصرمي
انظرْ حواليكَ وجهُ الحسن قد انظر حواليكَ تلقى الأنس منسكباً في هذه الربوةِ الفيحاء مولدنَا في حِضنها وُلِدتْ أحْلامُنا وغَدَتْ طِبْ هَاهُنا ودَعِ التِّرْحال .. هلْ بقيتْ فللطفولةِ تاريخٌ يَحنًّ لهُ رفقاَ بنبضِ الشَّعابِ الخُضْرِ.. تَعشَقُكمْ مِنْذُ الصِّبَا سَجَّلَتْ خُطْوَاتِ نَشْأَتِكُمْ على رباهَا حَدِيثُ الروحِ بَسْمَلةٌ هذي مشاربها تشدو بكم طرباً قد طابَ مذْ نظرتْ عيناهُ طلْعَتَكُمْ لا تتركوا ظِلَّهُ الفينَانِ مُغْتَرباً مازالَ يُرسلُ من أفيائهِ شَجَناً أنتمْ مَسرَّتُهُ العُظْمَى ومَورِدُهُ إنْ تَرْحَلوا رَحَلَتْ أشْواقُهُ مَعَكُمْ تَحْلُو الحياةُ إذا ما رَفَّ طَيفُكُمُ للهِ مَا غَردَ العُصْفُورُ مُبتَهجَاً إلا بوصْلِ الذي تشدو الوهاد لهُ إن الحياةَ إذا طِبْتُمْ تَطِيبُ لنَا طابتْ بقربكُمُ الأيامُ وابتسمتْ كم نَجْتني الكرمَ رطباً في رِحَابِكُمُ لا يَسْتَوي البُعدُ بَعدَ القُرْبِ.. صَاحِبَهُ هلْ يَفجَعُ العاشقَ المَوْصُولَ غَيرُ نَوىً لا يُثْمِرُ الكَرْمُ لوْ غَابَ السِّقاَءُ وَهلْ هذي مَرَافِئُهُ تَمْتَدُ طَالِبةً تَرنُو كَفاتِنَةٍ في طَرْفِهَا حَوَرٌ قدْ هَامَ قَلُبُ فتىً في زَهْوِ طلعتها فكيفَ يا قلبُ تَرضَى أن تَفارقهَا من يَهجرِ الظِّلَّ حرُّ الشَّمسِ يُحْرِقُهُ | فُتنابوجهكَ الطلقُ يامن وجهُهُ حَسُنا في كل رابيةٍ.. كانتْ لكمْ وطنَا والعيشُ بينَ مغانيها ألذُّ مُنَى أشوَاقنَا تَذرعُ الوديانَ والقِّنَنَا سوى الأماكن والذكرى تهُشُّ لنا قلب الشَّجي فيطوي ذِكْرُهُ الحزَنَا كالموج في البحر يَهوى الرِّيحَ والسُّفُنَا وبينَ أعينهَا التَّاريخُ ما دُفِنَا هلْ لاقتْ الروحُ يوماً مِثْلَهَا وطنَا والقلب مُذْ رامَكُمْ يحسو الهوى مِننا وتاهَ في جذلٍ حباً وفاضَ هَنَا إن الفؤادَ إذا غادَرْتُمُ وهنا فهلْ سيبقي لهُ سَيفُ النَّوى شَجَنَا لا تَرحَلوا فيُعَاني الآهَ والإحَنَا وإنْ تقيموا فظلٌ وارِفٌ وهَنَا وتَنْتَشِي طَرباً لو غَيثَكمْ هَتَنَا من غيرِ إلْفٍ ولا ظَبيُ الهَوى أمِنَا وتحتفي بسرورٍ لو جَنَاهُ دَنَا متىَ يَراكمْ فؤادي خَوفُهُ سَكَنَا لنا الحياةُ وأضحَى روضُنَا فنِنَا من ذا سَيقْطفُ من روضِ الفِرَاقِ جَنَا مثلُ اليَتِيمِ وَيُتْمُ العَاشِقِينَ ضَنَا من خَوْفِهِ ذَابَ .. لا رُوحاً ولا بَدنَا يَسْتَعْذِبُ المَاءَ ظَمْآنٌ وقد أسِنَا دِفْءَ الحَنَانِ ويَرْنُو طَرْفُهَا وسنا فالحسنُ في الصَّافِنَاتِ الغيد شَبَّ هنا وباعَ من أجلهَا الأحياء والمدنا بعدَ الوصالِ وقد آنَسْتهَا زَمَنَا و يَتَّقِي لَفَحَاتِ الشَّمسِ من سَكنَا |