فقد أعلنوها وفاةَ العرب
ثريا نبوي
تُجَلْجِلُ في الأُفْقِ يا سيدي
متى يُعلنونَ وفاةَ العربْ؟
تُطرِّزُ شعري بأصدائِها
يُسجِّلُ أحوالَنا عن كَثَبْ:
تَراجَعَ حُلْمُ الزمانِ الجميلْ
وما زالَ قَصُّ شعورِ النخيلْ
وما زالَ مَنْعُ الخيولِ الصَّهيلْ
ويذهبُ نِيرونُ يأتي بديلْ
ويأتي العساكرُ بالمستحيلْ
فينتعِلونَ جِباهَ النُّخَبْ!
= = =
ولم يأتِ (شعبٌ مِن الياسَمينْ)
(لهُ برلمانٌ مِن الياسَمينْ)
وما زالَ حُلْمُكَ طيَّ السنينْ
حبيسَ الصدورِ طريدًا مَهينْ
ولم يأتِ بعدُ بشيرُ القُرَبْ!
= = =
ولم يأتِ برقٌ، ولم يأتِ رعدٌ، وعَزَّ المطرْ
-سوى أنَّ برقًا جريئًا بريئًا، ومِنْ سُدْفَةِ الليلِ حيَّا .. ظَهَرْ؛
فما عرَفَ الشَّجْبَ طفلُ الحَجَرْ-
ولم يسْتَثِرْنا نَذيرُ الخطرْ
ولكن سَجا الليلُ حتى مَحا مِن المُفرداتِ بهاءَ السَّحَرْ
لكي لا تُفيقَ عيونُ المها.. أفاقَ القطيعُ بِمَسِّ سَقَرْ
فردَّدتُ قولَكَ: يا لَلعجبْ!
= = =
تَساءَلْتَ عن أَبْلَجٍ يا نزارُ تُطيِّرُهُ الريحُ فوق السُّحُبْ؛
فقد أعلنوها وفاةَ العربْ؛
بلونِ الهوانِ بَدَا سَمْتُها وعُلِّقَ إعلانُها في الشُّهُبْ
وشدُّوا خِطامًا على أرضِنا لِيرصُدَ مَن قد يُثيرُ الشَّغَبْ
وقالوا لِـ "عنترَ": خَبِّرْهمو بأنَّ زمانَكَ وَلَّى.. ذَهَبْ
فَـ "عَبْلُ" الأمانيِّ حِكْرٌ على أُسودٍ إلى غابةٍ تنتسِبْ
وَ"عَبْسٌ" قَلَتْكَ وما أَمْهلت وداعي الجهادِ غدا ينتَحِبْ!
= = =
ونحن الفراعِنَةُ القادمونَ مِن الغيبِ نهتِكُ سِتْرَ الحُجُبْ
نُذبِّحُ أبناءَكم.. وَيْحَكُم.. فَلَسنا نُحبُّ البنينَ النُّجُبْ
نُطاردُ إرهابَكم.. دينَكم؛ بحرقِ المصاحفِ، حَجْبِ الكُتُبْ
وفوق المنابرِ، أو في الحناجرِ، أو في القلوبِ، وتحت الأُهُبْ
وفي جِنْحِ ساحٍ، وفي غِمدِكم، وطيَّ النوايا، ورِفقَ الطَّرَبْ!
= = =
ونملِكُ آلةَ حربٍ طَغَت، لِقطفِ الرؤوسِ وصَبِّ اللهبْ؛
على عزمِ شعبٍ أبيٍّ رَنا لحريةٍ.. أو عَراهُ الغضبْ
فمعبودُنا ليس إلا دولار، ومنه الشفاءُ ومنه الوَصَبْ
وصُغْنا قوانينَ قهرِ الوَرَى: "مع الأمريكانِ أو القَ النَّصَبْ"
= = =
ولن نَتوانى نَعُدُّ الخُطى، ونُحصي التنفسَ عند الطلبْ
نُحَدِّدُ مَن يستحقُّ الحياةَ، ومِن نَبعِها لو أذِنَّا شَرِبْ!!
فلا فرقَ يا سيدي بين موتٍ، ومَمنوحةٍ مِن رُعاةِ البقرْ؛
لِعَبْسٍ، تَميمٍ، ثَقيفٍ، هِلالٍ، قُرَيْشٍ، هُذَيْلٍ، وحتى مُضَرْ؛
وإنْ منحوها وعاشَ العربْ!!