في دُوما.. دموع بلا رقيبْ
أبو المعتصم بالله يوسف النتشة
جرح دوما .. ابكِ دُوما
إنه عصر النحيبْ.
مزِّق الصمت المريبْ
واندب الأشلاء والأموات والأحياءْ
وانثر الأحشاء َ..
والموت الرهيبْ.
*****
آهِ دوما ..
آه يا جرح القلوبْ
خبرينا
واذرفي نزفاً.. ودمعا
واطمئنّي..
أختَ حمصٍ..وحماةٍ
أخت عرسالٍ ودرعا..
اطمئني
ليس للدمع رقيبْ!
إنه عصر النحيبْ
*****
من لدوما..
مات في الدنيا الشعورْ!
أخرس الكونَ ضجيجُ الأشقياءْ.
وسجى صمت القبورْ
وشخيرُ الوهن غشّى
سكرة القوم الغثـاءْ!
وعلى طولِ التخوم ْ
حارس الشعب يحومْ
بسيوفٍ بالياتْ..
وجسومٍ من صديد الذلِّ
تستجدي الحياةْ
تستمد العيشَ
من وحل الفناءْ!
*****
ايه دوما..استمري
ليس يثنيك الهراءْ
مزقي ثوب الرجاء ْ
من ركام الوهْـنِ يسري
في عروقٍ..
مات فيها كل عرقٍ..
من حياة ..أو حياءْ
*****
استمري ..
مزقي ثوب الرجاءْ
من سراب ٍ..
إسمه مسْخ الحضارةْ
من بقايا كائناتٍ ..
من سلالات القذارةْ
جُبلت بالمكر..
بالطغيان في تيه القرون ْ.
أُترعت حقد الجنونْ
لا ترى الانسان إلا في مواخير المجونْ
أو رقيقا..أو حجارةْ.
*****
استمري.. استمري
ألفظيهم..
ودعيهم..رهن غيٍّ سامدينْ
والعنيهم..وارقبيهم
يوم لا يغني متاع ٌ ..
أو بنونْ.
*****
استمري..
ودَعي الأحزانَ..
والليل الطويلْ
واستمري..
ليس تثنيك الجراحْ
لا ولا القهر المدججْ
بالعوادي والأيادي السودِ..
والكفر البواحْ
إنما الصبح مع الليل الثقيـلْ.
فارقبي :
الديكُ صاحْ.
إنه النصر مع الصبر الجميلْ.
أنظري:
الفجرُ لاحْ.