هَمسٌ مع النَّسيمْ
محمد نادر فرج
ميرلاند - أمريكا
وأحيا على نُعمى ويَحسُدُني الألى
يَغرُّهمُ في العَيشِ شَكلٌ ومَظهَرُ
ولكنَّني شَوقٌ دَفينٌ تَهيجُهُ
بَوادرُ من رَبعي تَلوحُ وتَخطُرُ
نَسائمُ صُبحٍ تَستَشِفُّ، عَبيرُها
شَذاً فيهِ نَفحُ الياسَمين مُعطَّرُ
ومَولِدُ فَجرٍ بالبَشائرِ يَنثَني
عليَّ بتَحنانِ الأمومَةِ يَغمُرُ
وشَمسٌ كأيامي على السَّهلِ أشرقتْ
بَحُرنَةَ خَجلى، لي على البُعد تَنظُرُ
وإذ تَنْثَني غَرباً يَنامُ أصيلُها
على ورق الزَّعرورِ وَسْنانَ يَسْكَرُ
وتَبحثُ عنّي في البَساتين والرُّبا
وتَسألُ أفواجاً على الجِسرِ تَعبرُ
وتَرقُبُ وَلهى أنْ تَراني وتَنْثَني
معَ اللِّيل كَلمى، قَلْبَها اليأسُ يَعصِرُ
أبثُّ لها روحي وفَيضَ مَدامعي
ونَفْحَ أريجِ الشَّوق ولهانَ يَنْثُرُ
على جُنْحِ أطباقِ النَّسائمِ والرؤى
بأروعِ أنواعِ الأطايبِ يُنشَرُ
يُبَلِّغُها حُبّي، وقَرحةَ أعْيُني
عَساها لِما بي من جَنا الشَّوقِ تَعذُرُ