صدُأ الكلام
بكر زواهره
صدأ الكلام
ولم يعدْ المعنى
كبرقٍ
في الظلام
ولم يعدْ كطعنة ِ
الزلزال
في قلب الصخور
والجرح لا يلتام
من تقطيب المنى
والاقلام
صدأ الكلام
وجفت مصادره
كل الكلام في رحم اللغات تجمد
وانتهى منذ الامس
ترياق الحروف
والزهر يمسح الصاروخ
عن جباه اخوته النيام
ويضحك في شفتين من وجع عميق
من هجوم الموت
مستتراً بثوب الندى الخفيف
وتسخر ُ نخلة
من خيام المعاني
فوق انقاض المباني والركام
فلن تأوي بيوت الشعر شعباً
من لباس الخوف والجوع
ولن تمنع عقارب البرد والحر
من لسع احساس الرضيع
إذاً صدأ الكلام
وما زالت الذكرى تدق
ستائر الليل القديم
فهل سندهن قصائدنا
منابرنا -- محافلنا
ملاعبنا
بدم الشهداء
لكي نستغل الحزن
في فرح المقالة والخواطر
والرواية والغناء
ونصقل مواهبنا ونسنها
بأشلاء الضحايا
لنصبح شعراء اكثر
شاعرية بجملتين من المجاز
إلى الامام
سنصير اكثر بلاغة
حين نغمد الكلام
مثل سكين البخيل
في جلدة الصمت الطويل
صدأ الكلام
كقطعة السلاح في قعر بئر
مختنق بالمياه
لم يعدْ عندي كلام
والارض توقظ بحرها
لكي يُغسل صدرها
من دماء
لأن البحر اطهر من جراثيم الكلام
صدأ الكلام