عذابات رهين المحبسين
عذابات رهين المحبسين
د.حسن الأمراني
عذراً أبا العلاءْ
إن سالت الدماءْ
على ثيابك التي نسجْتَها
في الليل بالحسرة والبكاءْ
يا سيدي، عذرا إذا لم يسمعوا
الوصيّة التي تقولُ:
سرْ رويدا يا جهول في الهواء
إن استطعت لا اختيالا فوق هذه الوجوه
وما الذي ترجوه
من بعد ما غطّت حوافر الطغاة
بالغبار القبّةَ الزرقاءْ ؟
الأمراءُ الأُجَراءْ
آذانهم صمٌّ..وألسنتهم خرساءْ
الأمراءُ الأُجراءْ
لم يفهموا رسالة السماءْ
فجلبوا بخيلهم ورَجلهم
على الضعاف الفقراءْ
كي يسْلَمَ التاجُ لهمْ
لا الشّرفُ الرفيع، لا الإباءْ
الأمراءُ الأُجراءْ
جاروا على الدهْماءْ
واستضعفوكَ يا أبا العلاءْ
فانتزعوا شاهدك المنْقوش بالحكمة:
(هذا ما جنى يوما أبي عليّ..)
ثم دوّنوا بالحقد والبغضاءْ
وبالدم الفوّار من جماجم الأطفال والنّساءْ
على حواشي قبرك المهجورِ:
هذا ما جناهُ خالعو الولاءْ
هم لم يراعوا ذمّةً،
ولم يراعوا قيمة الوفاءْ
هل يعرف الوفاءْ
من كان كلّ همّه أن يلعق الدماءْ ؟