وفي أحراجِها النارُ
وفي أحراجِها النارُ
ثريا نبوي
سنخرُجُ مِن متاهةِ صمتِنا المجدولِ بالإذعانِ.. ننفجِرُ
نُنافِحُ عن خُيوطِ الفجرِ تَحجُبُها يَدُ الطغيانِ.. ننتصِرُ
سنخرُجُ مِن حريرِ الصمتِ والتمريرِ والنسيانِ.. نعتبِرُ
سنخرُجُ مِن جفونِ الصَّخرِ..
رملِ الصبرِ صاعقةً خريفيةْ
تَمُجُّ دفاترَ التَّنجيمِ والتَّحجيمْ
تَرُشُّ الغَوثَ والحَدَبا
على أرضٍ تُخَضِّبُها مَلاحِمُنا تُوَدِّعُ حِقبةً جَدْبا
سَنَحطِمُ عرشَكَ المغروسَ في دَمِنا..مصائرِنا
ونحن العُزْلُ إلا مِن تَصَبُّرِنا
وخيْلِ الريحِ نُسرِجُها لِفَكِّ طلاسِمِ الضَّيْمِ
وسيفٍ سلَّطتْهُ الغادةُ الأمَويَّةُ الجَدَّيْنِ مَيسونُ
على أجيادِ أصنامِ الهوى والخوفِ والسَّوْمِ
ونسبِقُ خيلَ أسئلةِ الطفولةِ في أوانِ الحَكْيِ للغِلمانِ تُخجِلُنا:
أيُجدي سَوسَنٌ للحربِ مسنونُ ؟
تُعَيِّرُنا: بما عانت رُبى الجولانِ
في المنفى مِن الخِذلانِ.. والسَّأَمِ
بزهرِ اللوزِ إذ يغفو فيوقظُهُ فحيحُ النارِ والألمِ
= = =
سنَنزِعُ مِن شوارِعِنا وسَمْعِ الليلِ والحانِ
شَهاداتِ القناديلِ
وقبْضاتِ المطارقِ قبل أنْ تهوي على السِّندانِ
ناثرةً تفاصيلَ التفاصيلِ
أنَجرؤُ أنْ نقولَ لطفلِنا الآتي على أهدابِ لَحْظِ الغَيْبِ
أنَّا قد تناسَيْنا؛ فأُنسينا بأمرِ الهُونِ والعدَمِ
خِطامَ القوسِ مُرتَخيًا فلا سهمٌ نُسَدِّدُهُ
إلى مَن أطفأوا فينا ضِرامَ الثأرِ
مِن أعدائِنا التَّتَرِ، ومَن في ركْبِهِم ساروا ؟
وأنَّا –بعدُ- دوَّرنا زوايا القهرِ
إذْ كانت -على مَهلٍ- تَمُرُّ إلى دواخِلِنا نُتوءاتٍ
وتَتْبَعُها من الآلامِ أنهارُ ؟
= = =
سنهدِمُ فيكَ صرحَ المَيْنِ عُرقوبَ العراقيبِ
نُلَقِّنُ سِحنَةَ التغريبِ: عن أيامِنا غيبي
ونغسِلُ أوْجُهَ الوِديانِ والصحراءِ والمِينا
ليبقى الحُلمُ لا سيَّافَ يقتُلُهُ ويسبينا !
ويُزهِرَ في حقولِ الليْلَكِ الشَّاميِّ حاضرُنا وآتينا
أنا أُهْزوجَةُ التحريرِ هادرةٌ وفي أحراجِها النارُ
أنا حُورانُ في الآفاقِ أُعلِنُها وفي الأنباءِ إعصار
سيرحلُ عن روابينا بنو صُهيونَ.. بشَّارُ
فلا فِرعَونُ يحكمُنا لهُ هامانُ نصَّارُ !