الغائب... العائد
28تموز2012
شريف قاسم
الغائب... العائد
شريف قاسم
الرَّبيعُ الفوَّاحُ والمغاني مزهوَّةٌ والأماني لك حنَّتْ قلوبُنا ، وتلظَّى يتهاوى على المحاجرِ وهمًا وتراءتْ بك المنى ، ومن المجدِ ... وضلوعُ الربيعِ يزجي شذاها ليس زورًا تلك الرُّؤى ، فمداها تتثنَّى بك البيادرُ جذلى بك طابَ اللقا فتلك وجوهٌ والليالي ـ طوبى لهم ـ مقمراتٌ لك هذا الترحابُ من كلِّ قلبٍ وابتهاجٌ يومي بمنزلةِ الفضلِ ... سلسلتها الأفراحُ في كلِّ أرضٍ واحتفاءٌ به الوفاءُ تجلَّى حسبُك الخيرُ لم يطفْ في مدارٍ حسبُكَ الحبُّ في القلوبِ استفاضتْ حسبُكَ الشوقُ في حنايا نفوسٍ عدْتَ تحيي ما ماتَ في سأمِ العمرِ ... في سنين انقضتْ ، توالتْ عجافا شهدَ اللهُ أنَّك الخيرُ يُزجَى فربانا قطوفُها يانعاتٌ أيها الغائبُ الحبيبُ تهادى وتغنَّت لك القوافلُ نشوى جئتَ والكونُ مالديه أنيسٌ فهو الفضلُ يورقُ الزَّهوُ فيه فَلْيُجددْ وجهَ الأباطحِ جودٌ ولتغادرْ بناتُ صدرٍ مدمَّى طالما هزَّه الحنينُ فألفى والجديدان لم يبوحا بسرٍّ إنما في الصدورِ يكمنُ لمحٌ | والجلَّنارُوالنشيدُ الممراحُ والأطيارُ والتَّهاني ، فما تبدَّدّ غارُ في حنايا أشواقِها الإصرارُ مابناهُ الإقبالُ والإدبارُ ... شموخٌ علاه لاينهارُ لأمانيه موسمٌ معطارُ في يديه الإثمارُ والإعمارُ دانياتٌ سلالُها والنضارُ باسماتٌ لأهلِها استبشارُ حيثُ ولَّتْ بسوئها الأكدارُ يتباهى ، وشانئوه احتاروا ... فدنياكَ بهجةٌ وازدهارُ وتغنَّتْ بجودِها الأمصارُ وله الناسُ أبرموا واختاروا ذي اعتكارٍ إلا و ولَّى التَّبارُ بمعاني خلودِه الأسفارُ مازجتْهُ الأشذاءُ والأوطارُ ... ليُطوَى على يديك البوارُ حيثُ ماجَ الأسى ، وطال انتظارُ والخزامى والطيبُ والأمطارُ دانيات أغصانُها والثِّمارُ في محيَّاكَ أُنسُنا واليسارُ وحُداها التاريخُ والآثارُ ويطيبُ الهنا ، ويُطوَى اعتكارُ وتولي الآلامُ والأكدارُ ما سقاها من قبلِه مدرارُ مزَّقتْهُ الأنيابُ والأظفارُ (1) في خباءِ السنين تُوقدُ نارُ !! دفنَ الليلُ سِفرَه والنهارُ !! جهلتْه الأيامُ والأبصارُ |
(1) بنات الصدر : هي الهموم والأنكاد