آمنتُ بالحُلم
26أيار2012
عبد الناصر أحمد
آمنتُ بالحُلم
عبد الناصر عبد المولى أحمد
عضو نادي الأدب بقصر ثقافة سوهاج - مصر
تنبثقُ في أحلام يَقْظَتي كفتاةٍ عربيةٍ عطريةِ الأنفاسِ , تقفُ بين قبابٍ ومآذنٍ علويةِ النداء , تنظرُ إليَّ بنظرةِ عَتْبٍ تشطرُ القلبَ وتزلزلُ الأفكارَ , لها بسمةٌ كـ (الموناليزا) , تُخبئ خلف بسمتها حزناً كبيراً ؛ فأراودُ عنها الشعرَّ , فيعصيني تارةً وتارةً كالنهرِ يأتيني , إنها القدس سندريلا الحُسن المظلومةِ في بيت أبيها,وحورية البحر التي تتيه بحسنها تيهاً....
تبكي يَراعَتُهُ والشعرُ حُروفُ شعرٍ مِدادُ اليأس جَمَّدَها هذي القبابُ وهذا الطيرُ يا قلمي ترىَ صبياً على أبوابِ مدرسةٍ على جبينِ الفتىَ تعْويذةٌ كُتِبتْ انظرْ ! فما أمُّهُ الثكلى ولا وجعٌ أسْرجتُ خيْلَ الهوىَ والشوقُ جنَّحنيِ مَرَرتُ بالأفقِ كي أجلو لكم خبراً فَلاحَ لي من بعيدٍ وجهُ فاتِنةٍ مالتْ تُصَبِّرُ أشبالاً لها وقفوا حَوْراءُ حُسْنٍ وفي أهدابها عَلِقَتْ فكًتْ ضفائرَها والريحُ طيَّرهَا في ثوبها التينُ والزيتونُ مرتسمٌ ناديتُ يا قدسُ لي في عشقكمْ سَهَرٌ دَمِي فداءٌ وما في مهجتي جَزعٌ يا سِدْرَةَ المنُتهىَ والقلبُ يطلبُها شوقُ البُراقِ لدىَ قلبي فيا وجعي تاجُ المدائنِ والدنيا لها حَشَمٌ يا وشم َ عشقٍ على عينيَّ مُرتسمٌ أتيتُ أسْتَنْطِقُ الآمالَ مُرتشِفاً تبكين يا قدسُ والأنَّاتُ تجلدُني تبكينَ يا قدسُ والأشواقُ تصرعُني لي دفترٌ - حلَّهُ شعري – ومِحْبرةٌ بحرٌ من الشوقِ والزّْفْرَاتُ تَبعثهُ مَسْرىَ الحبيبِ إذا ما شاقنَا وَلَهٌ فيم التَغرُّبُ يا عِشقيِ ويا وجعي فأين قوميِ الأُلىَ في مجدهم , صعدوا شموسُ عزٍّ عيونُ الشمس تغبطهمْ (فخالدٌ) لعرينِ الأُسْدِ مُقتحمٌ سهمٌ مُصيبٌ (لسعدٍ) صالَ مخترقاً (صلاحُ) هل صلصلتْ أسيافكمْ زمناً كم من رجالٍ بهذا الحُلم أعرفهم ساءلتُ مستصرخاً هل أُمتي عَقِمَتْ هذي العِجافُ لعُشْبِ النورِ قد أكلتْ أعوامُ جدبٍ أماتتْ قلبَ أيْكَتِنَا لو أن عاماً أغاث الناس ألبَسَهمْ فيمَ التغَرُّبُ يا عشقي ويا وجعي قالت :تَصَبّرْ فليِ في محنتي قَدَرٌ حلفتُ بالتينِ والزيتونِ يا ولديِ بأنَّ لي غداً نصراً سيعزفهُ سافرتُ في سُندس الأحلام أسكبها صبحٌ من الفُلِّ والأزهارِ صَبَّحني شوقٌ وحلمٌ به ما زلتُ في سَفَرٍ كسندبادٍ سحابُ المجدِ أشرعتي شمسُ العُلا دفَّتي والموجُ مُصطخبٌ سَفْرِيِ له ثمرٌ بالروحِ أطلبهُ يا قومُ إنِّي أنا القدسُ التي اغتربتْ آنستُ ناراً لعلِّي أجتلي قبسَاً يا أُمَّتي اعتصمي بالله واقتَدريِ آمنتُ بالحُلمِ لا زيفٌ ولا خُدعٌ لا الزيفُ يُغْرِيِ ولا الأوهَامُ تخلُبُني واكتبْ قصيدكَ ما في الشعرِ من حَرجٍ وارسمْ قلوباً لها بالحُبِّ أجنحةً سبحانَ منْ بالهوىَ أسْرىَ ليجْمَعنَا | يحتضرُماذا يقولُ وما في ليلهِ ففي حُلوقٍ من الأقلامِ تنْحَشِرُ ودربُ (أقصى)_ متى يدنو _ فنعتمرُ راعَ العدا في كفِّهِ المقلاعُ والحجرُ في كفِّهِ الموتُ , والإعصارُ , والخطرُ في عينها لوحةُ الإصرارِ تُشْتهرُ! وطِرْتُ علِّيِ علىَ الأحزانِ أنتصرُ والحلمُ يصدقُ في أحكامهِ الخَبَرُ في حُسنِها الصبحُ , والأزهارُ , والمطرُ يحمون أبوابها أُسْداً وما انكسروا للناس أفئدةٌ؛ بالشوقِ تنْصهرُ غيْمٌ إلى شَعْرِها يهفو فينحدرُ([1]) يا نَقْشةً حارَ في ألوانها البصرُ وفي وِصِالِ المُنىَ يُسْتَعذَبُ السَهرُ أفديكِ حُبَّاً فلا جبنٌ ولا خَوَرُ ما من سبيلٍ إلى اللُقيا ؛ فنصطبرُ؟ هل لي جناحانِ حقاً ؟إنَّهُ السفرُ وأولُ السَطْرِ والأقلامُ تختصرُ فلا ترى غيركِ العينانُ والنظرُ صبراً عسى ليلُنَا يحلو به القمرُ أُمَزِّقُ الشعرَ في ذُلٍّ وأحتقرُ ولهفةُ الدمعِ في جَفْنَيَّ تستَعِرٌ ولي دموعٌ فقولي كيف أعتذرُ؟ مَدَّاً وليس له جزرٌ فَينْحَسِرُ كيفَ السُرىَ ؟- خَبِّريِ - فالقلبُ ينشطرُ؟ لو كان في العُرْبِ فُرسانٌ , سننتصرُ لهم نفوسٌ على الإعجاز تقتدرُ([2]) تُغضِي حياءً وفيها يُقدَحُ الشررُ كذا نجومُ العُلا قد حازهَا (عُمَرُ) يشفيِ قلوباً بها الأحقادُ تبتدرُ أم كان حُلماً جميلاً ساقهُ السَحَرُ همُ النجومُ بها التاريخُ ينبهرُ أرحامُها أم تُرى للمجد تدَّخِرُ سنابلُ الحقِّ بالبهتانِ تندثرُ متى تحِنُّ لنا أعوامُنا الأُخَرُ؟ نصراً جديداً به الأحفادُ تفتخرُ والأرض حُبلىَ وفيها النصرُ ينتظرُ ولْتَسْمَعنْ قولتي: إنِّي أنا القدرُ لا بلْ بحقِّ الذي تعنو له البَشَرُ([3]) شدو الصبايا , حكايا , كُلها عِبرُ كأساً وسِرِّي بها في الأفْقِ يُشتَهرُ نشيدُ مجدٍ له كُل المَدَى وتَرُ درْبٌ بعيدٌ بعيدٌ ما به خَبرُ بحَّارتي من هزيم الرعدِ قد سَخِروا والبحرُ سافر عن أصدافهِ الدُّرَرُ كبيضة الرَّخِّ إذ كانتْ له ثَمَرُ في الدربِ وحدْي ولا ظلٌّ ولا شَجرُ لكم فخوفُ العِدا بَردٌ له أثرُ نامَ الشقاءُ , وماتَ الخوفُ والخطرُ آمنتُ لو كان كلُّ الناسِ قد كفروا فصدِّقوا قصَّتي يا ناسُ واعتبروا عسىَ - لِحَرفٍ صَدُوقٍ - يَسمَعِ الحَجَرُ فقافُ قُدسي وعينٌ عِشقُها سهرُ بدهشةِ الملتقىَ... قد طارتِ الفِكرُ! | قمرُ؟
([1]) الريح: تؤنث وتُذكر.
([2]) الأُلى:اسم موصول للذكور العاقلين.
([3]) تعنو : تخضع.