ليس لها من دون الله كاشفة
19أيار2012
أحمد الميداني
ليس لها من دون الله كاشفة
أحمد الميداني
دمشق، حي الميدان
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153)
وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ (154)
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ
وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ (155)
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156)
أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ (157) البقرة
| بكم أيها الثُّوارُ ينبلجُ الفجرُ وها قد أتاكم بالبطولةِ والفدا فمن ظلمةِ الآهاتِ والكربِ أشرقتْ فحيَّاكُمُ الباري العزيزُ ، فزحفُكُم فقد طالَ ليلُ البغيِ والظلم والعنا لكم ربُّكم أيا ثوارَ مجدٍ وشِرعةٍ غثاء بقايا ذلَّةٍ ضلَّ شأنُهم تملَّكهم ما غـرَّ إبليس إذ غوى وتأتيهُمُ النَّجداتُ من كلِّ جانبٍ وما ضرَّنا في الشامِ كثرتُهم ولن شربنا كؤوسَ العزِّ ، والموتُ محدقٌ فأطفالُنا إذ رُوِّعوا ونساؤُنا رأوه جهادا في سبيلِ عقيدةٍ فأطفأت النيرانَ إذ لاحَ نورُها وفي ثورةِ الشامِ الأبيَّةِ حتفُهُم وملحمةُ التحريرِ هذا صباحُها ويا أهلَ دينِ اللهِ لن ينفعَ البكا جهادُ بلادِ الشَّامِ والدمُ دونكم يعاني بنوها من مقاصلِ وحشِهم دمانا وشكوانا وألوانُ شجوِنا إلى ربِّنا نشكو الفجائعَ مُـرَّةً بصقنا بوجهِ المجرمِ الجَروِ مَرَّةً ولم نلتفتْ يوما لنجدةِ عالَمٍ ومَن رضيَ الدَّيَّانَ ربًّا فأمرُه إلهي شكاوانا إليك تصاعدتْ ففرِّجْ عن الشَّامِ الجريحةِ ، إنَّها زنيمٌ مجوسيٌّ لئيمٌ وحاقدٌ تطيبُ لنل الأخلاقُ عفوًا ورحمةً فبالمديةِ العمياءِ قطَّعَ أرؤُسًا وبالمدفعِ الهدَّارِ هدَّمَ مسجدا وبالصبرِ يارحمانُ لاذَ يقينُنا ولمَّـا نزل ياربِّ نرجوك نجدةً ولكنَّها وهمٌ عريضٌ سرابُه فرحماك ياربي بشعبٍ مسالمٍ وحزبٌ يهوديُّ الأصولِ ، وملَّةٌ فياحيُّ ياقيُّومُ يابارئ الورى | ويأتي من الرحمنِ ربِّكُمُ النَّصرُ إلى حومةِ الميدانِ جيشُكُمُ الحُـرُّ مطالعُ عهدٍ لن يفوزَ به الغِمرُ إلى جَروِ كسرى إنَّ موئلَه النَّحرُ وفيه تعالى مجرمٌ غرَّه الكِبرُ سيمحقُ أذنابَ المجوسِ وقد كرُّوا وليس لهم يوما إن حوسبُوا عذرُ فأقوالُهم زورٌ ، وأفعالُهم نُكرُ فملَّتُهم كفرٌ ، وأجنادُهم فرُّوا ينالَ من الثُّوارِ مايفعلُ الغدرُ وما هانَ هذا الشَّعبُ أو ردَّه العسرُ وقد زُلزلَ البنيانُ واحتلك الأمرُ أتانا بها الوحيُ المنزَّهُ لا المكرُ ! وذلَّت فلولُ الفرسِ لفَّهُمُ الخُسرُ وإن طالَ هذا الخطبُ أو دلهمَ الشَّرُّ فَحَيَّ على الحُسنَى ، فذاك هو الفخرُ ولن ينفعَ الشَّجبُ المقيتُ ولا الهَذرُ رخيصٌ وفي الإيثارِ يُستَرخصُ الدُّرُّ وعالَمُنا المخمورُ في أُذْنِه وَقرُ وذا العبثُ المسعورُ والذَّبحُ والأسرُ ولكنْ وحقِّ اللهِ مانابنا ذعرُ وفي المرَّةِ الأخرى يُداسُ له الصَّدرُ تقاسمَ كعكاتِ المصالحِ يجترُّ بخيرٍ من الدَّيَّانِ ماضرَّه الضُّرُّ تؤججُها الآهاتُ والوجعُ المُـرُّ لتأبى بظلِّ العزِّ أن يحكمَ الغِرُّ تفنَّنَ باتلإجرامِ إذْ زادُه الوِزرُ ولكنْ لهذا الذئبِ طابَ لنا الثأرُ وبالحقدِ والمنشارِ خِسَّتُه تعرو وبيتًا على أهليه وابلُه جمرُ وبالصبرِ يا خلاَّقنا يُجبرُ الكسرُ فنجداتُ أهلِ الأرضِ في عدِّها كُثْرُ ولا ينفعُ الظامي إذا التهبَ الحَـرُّ دهاه الأذى والبغيُ والشركُ والقهرُ على حين غفلاتٍ رمانا بها العصرُ أغثْ شامَنا ، فالشَّامُ رايتُها النصرُ |
