نرسمُ من دَمِنا
نرسمُ من دَمِنا
أحمد عبد الرحمن جنيدو
سوريا حماه عقرب
في سوءةِ التقطيع ِ يلفحنا انصهارٌ،
تبرزُ الأنيابُ أشكالاً،
تُجمّلُ لابتساماتِ الهوانِ.
ما كانَ يلعبُ في سوادِ الليلِ أدعية ٌ،
تثيرُ من الصهيلِ الكبتِ،
في تعبِ المسافاتِ انكساراتُ الحصانِ.
يا أيّها المولودُ من رحم المآسي،
واسمُكَ المبعوثُ في كتبِ الأمانِ.
خرقتْ نوايانا، وصرْنا كبوة ً،
ترمي الثيابَ إلى لعابِ المشتهاةِ،
تحاورُ النعراتِ في منع ِالأوانِ.
قلتُ: الحنينُ بأضلعي،
أشعلْتُ أوراقي على تخاريفِ النهايةِ،
ننحتُ المجهولَ،
كي نلقى المخبّأُ بالصدورِ،
فيفشلُ الصمتُ المقنّعُ بالعيون ِبدمعةٍ،
أو غصّةٍ من أمّهاتِ البيلسانِ،
من وحشةِ الخوفِ الأثيمةِ أمتطي بعضي،
ظلالُ الروح ِتهوي في قرابينِ البقاءِ،
وثورةُ الأحفادِ تغدو كونَنا،
فيضيعُ من وسطِ التماسكِ غرُّهمْ تحتَ الدخانِ.
عذراً أقلّمُ لفظتي حسبَ المقاسِ،
فلا تغبْ،
أنا هاربٌ من نزفِ إحساسي المصلّبِ في الترابِ،
وخاضعُ المغروسِ في ماء الدماءِ،
سنشربُ الأنخابَ من طهرِ البراءةِ،
من طفولتنا الذبيحةِ،
لا اعتذاراً من لساني.
عبرتْ حدودي في ردودي،
من يغيبُ بضحكةِ الأعيادِ،
والكلُّ الغيابُ،
سجينُنا المحروسُ يبقى فارداً لغة َالكيانِ.
لجمتْ حنيني يا دليلَ الخوفِ في سطرِ الغروبِ،
أحاورُ الأيّامَ كي أنجو،
يتوهُ على معابرِنا مكاني.
آذارُ يمتشقُ الوصولَ على اعتناقي،
أبرحُ الأغلالَ يا غلَّ الجرائم ِفي زغاباتٍ تعاني.
عذراً أتمْتمُ أغنياتِ النصرِ،
في خوفِ ارتعاشي،
أنفض التكليسَ عن نطقي،
وأنتِ هدايتي،
أنتِ الطريقُ الآخرُ المفروشُ بالنسرين ِعند اللهِ،
صلّي فوق أضرحةِ الأجنّةِ،
غربة ُالأرحامِ تسحقُنا،
الفواصلُ من كلابِ العهرِ،
يدنو سافراً ولدُ الزنى،
فوق الرقابِ على الثواني.
فأتاكَ في ليلٍ طويلٍ كافرٌ،
يرعى الطهارةَ بالرصاصِ،
ويحصدُ الآمالَ،
قال فتى الصراع ِ:لقدْ أتاني.
ميسونُ غارقة ٌ،
تحيكُ الجرحَ من دمع ِالأنينِ
بخيطها المنسوج ِمن رئةِ الجياع ِ،
ومن رغيفِ الفقرِ،
من كسرِ الحواجزِ،
من سؤالِ الكسرِ في دهسِ الرحيقِ،
وفي خرائبِ موطني،
في شعلة ِالتكوينِ،
في زحفِ اللهاثِ على الحضيضِ،
وفي حليبِ اللفظِ والشحَّ المكبّلِ للصلاةِ وللأذانِ.
يا حمصُ حين نعانقُ التاريخَ من دمِنا،
فإنَّ الله يرعانا،
سنرسمُ حلمَنا لو قطّعوا أجسادَنا،
يا للصفاقةِ في اغتصابٍ يرقصون،
وقالَها: الآنَ انتصرْنا،
ـ (لو) (تفو)
أيُّ انتصارٍ تصنعونَ على النساءِ،
على الرجال العزّلِ،
المأساة ُفي قبح ِالفجورِ تقولُ:
يا بطلَ النقائصِ،
يا ابن توريثِ الجبانِ.
في غرفةِ التخديرِ كنّا أمّة ً،
كانتْ رؤوسُ القوم ِبين الخصيتينِ،
ومن كريم ٍقدْ أتتْ ريحُ الحياةِ،
وصرخةُ الأحرارِ في وطنِ السجونِ،
من انسحاقِ النبضِ والكلماتِ والأعرافِ
والضحكاتِ والإنسانِ والإيمانِ
من دعسِ الكرامةِ والشهامةِ
والرجولةِ والطهارةِ والطفولةِ،
من عبادةِ مجرم ٍ،
قلنا: كفى دحرَ الزمانِ.
ميسونُ ترفضُ قيدَها،
سلبوا بكارتَها على مرأى الجميع ِ،
هناك قدْ ضحكَ الخسيسُ،
وباعَ أخلاقَ المروءةِ للأبدْ.
كانَ الولدْ.
يبكي الجسدْ.
ضحكتْ خنازيرُ المددْ.
باعوا البلدْ.
ونسوا العددْ.
قالوا: الأسدْ.
قلتُ: البلدْ.
صاحَ الولدْ.
يا حمصُ يا سطرَ الضياءِ،
و يا غناءً في العنانِ.