نكبة الشام
24آذار2012
د. علي العتوم
نكبة الشام
د. علي العتوم
قلتها أواسي بها سوريّة الحبيبة مما يصيبها وأهلها من قتلٍ وتشريدٍ واعتقالٍ وهدمٍ وتخريبٍ , على يد حاكمها الغاشم الذي ما زال يواجه ومنذ سنةٍ , بكلِّ قسوةٍ كلمة أحرارها بالمدافع والدبابات.
| يا شامُ حُبُّكِ في قَلْبِي وفي كَبِدِي فأنْتِ مُرْتبَعِي عَهْدَ الشَّبابِ وقَدْ حَضَنْتِنِي يافِعاً أشْدُو إلى طَلَبٍ وكُنْتِ مِضْمارَ سَبْقِي للعُلا وأنا لَمْ تَخْذُلِينِيَ يوْماً في مُراهَنَةٍ أرْضَعْتِنِيهِ مَعَ العِلْمِ الوثيقِ على ورُحْتِ تَرْعَيْنَنِي في كُلِّ مرحَلَةٍ حتّى رَقِيتُ بفضْلِ اللهِ مرتَبَةً فكيفَ أنْساكِ هَلْ ينْسى الفَتى بَلَداً ولسْتُ أنساكِ يا فَيْحاءُ ما طَلَعَتْ جزاكِ ربِّيَ عنّا كُلَّ صالِحَةٍ * * * يا شامُ عفْواً وعذْراً مِنْ فَتىً دَنِفٍ يا غادَةً مِنْ كِرامِ القَوْمِ مَنْبِتُها هُمْ أهلُها كلُّهُمْ قَدْ ضَمَّ جَمْعَهُمُ ويفْتَدُونَ حِماها وهْيَ حُرَّتهُمْ يا بِنْتَ خالِدَ والجرّاحِ قَدْ هَزَما وطَهَّرا وجْهَكِ الوضّاحَ في نَفَرٍ بِقُوةِ الحقِّ والتصْمِيمِ قَدْ نُصِرُوا وبِنْتَ مروانَ والعبّاسِ قَدْ بَنَيا حضارةٌ شادَها الآباءُ مَفْخَرةً ليسَتْ حضارةَ غَشْمٍ أو مُكابَرةٍ فما دهاكِ وأنْتِ الخَوْدُ ناعِمَةً وتُلْطَمِي لَطْمَةً رَعْناءَ مُنْكَرةً لطْماً أصابَكِ والأهْلِينَ كُلَّهُمُ * * * يا شامُ يا قُرَّةَ العيْنِ التي سَفَحَتْ هَلْ مَنْ رَماكِ بِنارِ الموْتِ مِنْ وَطَنِي حتّى يُصَوِّبَ دبّاباتِهِ قَصَفَتْ لِتتْرُكَ الحيَّ قَدْ شِيدَتْ عَمائِرُهُ قَدْ سُوِّيتْ بالثّرى دَكّاً بِساكِنِها يا ويْلَهُ مِنْ حقُودٍ كافِرٍ غَدِرٍ وزَهْقِ أرواحِ شعبٍ هبَّ مُنْتَفِضاً ومنكِراً ظُلْمَ جبّارٍ طَغَى وبَغَى اللهُ أكبرُ عادَتْ للحِمَى فِرَقٌ مَنْ لم يُقِيمُوا إلى الإسْلامِ خَرْدَلَةًج أُوْلاءِ مَنْ جَعَلَ (البعثيَّةَ) امْتُطِيَتْ وكلُّها بِوِزانِ اللهِ ساقِطَةٌ * * * يا شامُ حَسبُكِ أنَّ اللهَ مُرتَقِبٌ دَعِيهِ كالجُرْذِ يجري هاهُنا وهُنا فاللهُ يُمْلِي إلى الطّاغِي لِيَقْهَرَهُ أتحسَبِينَ بأنّ اللهَ تارِكُهُ وليسَ يعرِفُ في مجْرى تَعامُلِهِ إذْ يُرْسِلُ العَسْكَرَ الموتُورَ يأمُرُهُ ولا يُرِيغُ إلى خُلْقٍ فيمنَعَهُ القتلُ ليسَ سِوى القتْلِ الشّنِيعِ لَهُ حتّى المشافِي ودورُ العِلْمِ ما سَلِمَتْ بَلِ الخَداجُ مِنَ الأطْفالِ باغِمَةً حتّى المساجِدُ قدْ هُدَّتْ مآذِنُها فظائِعٌ لم نَكَدْ مِنْ قَبْلُ نَسْمَعُها هُمُ التَّتارُ وأعْوانُ التَّتارِ وقَدْ * * * يا وَيْلَهُ أشْعَلَ النِّيرانَ لاهِبَةً مِنَ الجُنُوبِ وهذِي أذْرِعاتُ بَدَتْ وإدْلِبٌ في شَمالِ القُطْرِ ثائِرَةً والبوكَمالُ ودَيْرُ الزَّوْرِ مُطْلِقَةً هذا مِنَ الشّرقِ أمّا الغرْبُ فالزَّبدا هي الجوانِبُ قَدْ هَبَّتْ مُزَمْجِرَةً قَدْ أعلَنَتْ ثوْرةً في وجْهِ ظالِمِها أمّا اللَّظَى أحْرَقَتْ أحشاءَهُ عَطَباً تِلْكَ الدَّواخِلُ مِنْ حِمْصٍ وجارَتِها واللاذِقِيّةُ سِيفُ البحْرِ قَدْ أَنِفَتْ اللهُ أكبَرُ راعٍ لا يَرى بَدَلاً إلاّ الحديدَ وإلاّ النّارَ تَصْرَعُهُ حتّى لقدْ عادَ جيشُ الشّعْبِ قاتِلَهُ ولستُ أدْري أيا جيشَ الأُلَى مَرَقُوا حتّى تُدَكَّ مِراراً وهْيَ صامِدَةٌ * * * يا شامُ لا تجْزَعِي أو تيأسِي أبداً فالظّلْمُ مهْما تَمادَى يَلْقَ مَصْرَعَهُ وذلِكَ الفاجِرُ المأفُونُ غايَتُهُ مَعْ كُلِّ فَرْدٍ مِنَ الأوْغادِ آزَرَهُ مِنْ كلِّ مَنْ يدَّعِي حُبَّ الحُسَيْنِ فِرَىً يا خيْبَةَ الرُّوسِ مِنْ نَصْرِ الطُّغاةِ وقَدْج ومِثلُهُمْ في ضَلالِ الفِكْرِ صِنْوُهُمُج تبّاً لَهُمْ مِنْ فَراعِينٍ جَبابِرَةٍ * * * يا شامُ هُبِّي وزِيدِي في مُقاوَمَةٍ مَعْ رَمْيِهِ بِدُعاءٍ خاشِعٍ ضَرِعٍ فنُصْرَةُ اللهِ ما نعْتدُّهُ سَنَداً ولا تُغَرِّي بأنْصارٍ لَهُ مَرَدُوا فكيْدُهُمْ كيْدُ شيْطانٍ غَوٍ نَكِسٍ واسْتصْرِخِي حَلَبَ الشَّهْباءَ عَنْ ثِقَةٍ مَعَ الجماهيرِ في ساحِ البِلادِ غَداً لِتُعْلِني لِلدُنا أنَّ العُلا هَدَفاً مَرْحى ومَرْحى لِما قَدْ نِلْتِ مَحْمَدَةً فلْيَشْرَقِ الكُفْرُ مِنْ خِزْيٍ تَجَلَّلَهُ فُقاعَةٌ ظَهَرَتْ ثُمَّ اخَتَفَتْ بَدَداً * * * يا شامُ يا حبَّةَ القلْبِ التي عَشِقَتْ قَدْ جِئْتُ أحبُوكِ مَحْضَ الوُدِّ مُقْتَرِناً ثُمَّ اعْذُرِينِي على جُهْدِ المُقِلِّ إذا حَماكِ رَبِّيَ مِنْ كَيْدٍ تدبِّرُهُ وعِشْتِ بعدَ خلاصٍ مِنْ جرائِرِها أمّا أنا فسأبْقى ما حَيِيتُ على أشدُو بحبِّكِ يا مَغْنى الهوى لَهِجاً لا أنْتَهي عَنْه ما ناحَ الحمامُ على وفرَّجَ اللهُ عنكِ الكرْبَ تكرِمَةً | باقٍ على الدَّهْرِ لا يُمْحى إلى الأَبَدِ وجَدْتُ فيكِ عظِيمَ الرُّحْبِ والسَّنَدِ بِهِ أُنافِحُ عَنْ دِينِي وعَنْ بَلَدِي أهمُّ أشْأُو جميعَ الصَّحْبِ في الطَّرَدِ وأنْتِ تُصْفِينَنِي حُبّاً بِلا نَكَدِ أيْدِي أساتِذَةٍ في المُسْتقى عُمُدِ وكلِّ خَطْوٍ إلى العلياءِ والصَّعَدِ فاقتْ على الكلِّ واستولَتْ على الأمَدِ فيهِ تَضَلَّعَ مِنْ عِلْمٍ ومِنْ رَشَدِ شمسُ الصَّباحِ وذرَّ النُّورُ في الرَّأَدِ مِنْ جُودِكِ الثّرِّ خيْرَ الأجْرِ والصَّفَدِ * * * بِحُبِّكِ الرّاسِخِ المغْرُوسِ في الكَبِدِ مِنَ الأعارِبِ والأعْجامِ والكُرُدِ على المحبَّةِ دينُ الواحِدِ الأحَدِ بِأنْفُسٍ في إباءِ الضَّيْمِ كالوَقَدِ جِحافِلَ الرُّومِ ذاتَ العَدِّ والعُدَدِ قُلٍّ مِنَ المالِ والتّسْلِيحِ والعَدَدِ نَصْراً هُوَ الرُّوحُ لِلأشْكالِ والجَسَدِ لَكِ المعالِيَ لا تُبْنى على فَنَدِ قامَتْ بِعَزْمٍ على الإيمانِ مُنْعَقِدِ أو جاهلِيّةِ مَغْزىً غيرِ ذِي سَدَدِ حتّى تُراعِي ارْتِياعَ الآمِنِ الوَحِدِ فتَسْتحِيلي إلى ضَرْبٍ مِنَ القِصَدِ في كُلِّ ناحِيَةٍ وهْداً إلى نَجُدِ * * * عليْكِ دَمْعاً سَخِيناً كاللظى الوَقِدِ أمْ أجْنَبِيٌّ بِلا دِيْنٍ ومُعْتقَدِ أحْياءَكِ الزُّهْرَ في حِنْقٍ وفي حَقَدِ كأنَّها لم تَكُنْ يوماً ولم تُشَدِ فماتَ خَنْقاً ولم يُسْعَفْ لِمُلْتَحَدِ كأنّهُ مُولَعٌ بالهَدْمِ والهَدَدِ لِرَدِّ حقٍّ إلى أهْلِيهِ لم يُعَدِ وراحَ يَهْزا بِشَرْعِ البارِئِ الصَّمَدِ مِنَ القرامِطَةِ الكَفّارَةِ الجُدُدِ وودُّهُمْ لِنُصَيْرِ الكُفْرِ والحَفَدِ إلى الوُصُولِ لِحُكْمِ الواحِدِ الفَرِدِ إذْ ليْسَ مِنْ لَبَدٍ فيها ولا سَبَدِ * * * ولنْ يَضِيعَ عِقابُ الفاجِرِ الوَغِدِ يُغَرُّ أنْ لم يُصَبْ يوْماً ولم يُصَدِ أشدَّ قَهْرٍ وأنْكاهُ على عَنَدِ وحْشاً إلى دَمِ كلِّ الطّاهِرينَ صَدِ مَعَ الرّعِيّةِ غَيْرَ اللُّؤْمِ واللَّدَدِ إِبادَةَ الجِيلِ مِنْ كَهْلٍ ومِنْ وَلَدِ قَتْلَ النِّساءِ مِنَ الزّوْجاتِ والخُرُدِ مِنْ مطلَبٍ في جميعِ الأمْرِ أوْ صَدَدِ يوْماً – على هُدْنةٍ – مِنْ قَصْفِهِ النّكِدِ بَلِ البَهائِمُ قَدْ شُدَّتْ إلى وَتِدِ على رُؤُوسِ رِجالٍ رُكَّعٍ عُبُدِ (لِمِثْلِ هذا يذُوبُ القلْبُ مِنْ كَمَدِ) عاثُوا بِبَغْدادَ تَخْرِيباً بِكُلِّ يَدِ * * * لِتحْرِقَ الأرْضَ مِنْ رَوْضٍ ومِنْ جَرَدِ في رَفْضِها بِرِجالٍ في الحِمى أُسُدِ تُحَرِّقُ الجَوَّ مِنْ غَيْظٍ ومِنْ حَرَدِ لاباتِها مِنْ ذَوِي عَزْمٍ ومِنْ صَيَدِ نِي ومَضايا كَسَيْلٍ فاضَ بِالمدَدِ تَأْبَى الخُضُوعَ لِطاغُوتٍ ومُضْطَهِدِ ناراً تَسَعَّرُ مِنْ نَبْعٍ ومِنْ خَضَدِ ففي الغَضَى كُلَّما قَدْ هَبَّ يَتَّقِدِ حَماةَ إذْ جُرْحُها ما زالَ في الضَّمَدِ أنْ تستكِينَ فسَلَّتْ سَيْفَ مُعْتَمِدِ عَنِ التّفاهُمِ مَعْ شَعْبٍ وَعٍ رَشِدِ والسِّجْنَ يَرْسُفُ في قَيْدٍ وفي زَرَدِ وليسَ حامِيَهُ مِنْ مُعْتَدٍ مَرِدِ هَلْ بابُ عمرٍو هِيَ اللِّيكُودُ في القَوَدِ في كُلِّ يَوْمٍ بِقَصْفٍ جِدِّ مُطَّرِدِ * * * واسْتبْشِري النَّصْرَ في ذا اليومِ أو بِغَدِ والشَّرُّ أنّى عَلا يوْماً إلى زَبَدِ إلى جهنَّمَ في حَبْلٍ مِنَ المسَدِ لهمْ زَبانِيَةُ النِّيرانِ بالرَّصَدِ أوِ العُرُوبَةِ لا ذِكْرٍ ولا سَنَدِ زَجُّوا بأنفُسِهِمْ في سَلَّةِ (الأسَدِ) بِكِّينُ قَدْهُمْ مِنَ المخْزاةِ ألفُ قَدِ يُدافِعُونَ عَنِ الإجْرامِ والإدَدِ * * * فقَدْ تَرَنَّحَ عبْدُ السُّوءِ فاجْتَهِدِي يسقُطْ على الوجْهِ والكفَّيْنِ والكَتَدِ واللهُ أعظَمُ مِعْوانٍ ومُعْتَمَدِ على الضّلالَةِ والكُفْرانِ والجَحَدِ ما إنْ يَشِمْ قُدْرَةَ الرّحْمنِ يَنْخَضِدِ وجِلِّقاً لقَرِيبِ النَّصْرِ واتَّعِدِي كيْما تُقِيمِي بِها الأعْراسَ واحْتَشِدِي لا لَنْ يُنالَ بِغَيْرِ الصَّبْرِ والجَلَدِ مَجْدَ الحياةِ ومَجْدَ الفَوْزِ بِالخُلُدِ ثُمَّ لْيَمُتْ رأْسُهُ الضِّلِّيلُ مِنْ حَسَدِ (أخْنَى عليْها الذي أخْنَى على لُبَدِ) * * * رُؤاكِ مُنْذُ الصِّبا يا رَبَّةَ الغَيَدِ بالحُزْنِ فَيْضاً لِما تَلْقَيْنَ مِنْ كَبَدِ واسَيْتُ بالشِّعْرِ أقْفُو نَهْجَ مُجْتَهِدِ عِصابةٌ شَرُّها كالنّارِ في الحصَدِ مدى الحياةِ بطِيبِ العَيْشِ والرَّغَدِ عهْدي مَعَ اللهِ سَيّاراً على الجدَدِ بِذكرِكِ العذْبِ شدْوَ الصَّيْدَحِ الغَرِدِ غُصْنٍ وما هَلَّتِ الخضْراءُ بِالبَرَدِ وباتَ خصْمُكِ في شَرٍّ وفي بَعَدِ |
