قَتَلوْكَ يا ولدي وأنتَ بُرَيْعِمٌ
03آذار2012
محمد جميل جانودي
قَتَلوْكَ يا ولدي وأنتَ بُرَيْعِمٌ...
محمد جميل جانودي
اِبْكِي الشَّهِيْدَ وردّدي معنا اِبْكي "فداءً" إنَّ قَلْبَكِ شاهِدٌ اِبْكِي عَلَيْهِ فَلَنْ يَلُوْمَكِ عَاقِلٌ جُودِي بِدَمْعِكِ واستَزيدي سيلَهُ اِبْكِي عَلَيْهِ فَإنّ دَمْعَكِ مُذْهِبٌ يا أُخْتنَا، اِبْكيْ ولا تَتَردَّدي يَا أُخْتَنا إنّ الْبُكاءَ لَرَحْمَةٌ اِبْكِيْ ريَاحِيْنَ الشَّآمِ وقدْ بدَتْ اِبْكي الْورُوْدَ وقدْ غَدَتْ مدْفونةً لَسْتِ الْوحِيْدةَ يا أُخَيَّةُ فَاذْرِفي فَلأَنْتِ نَحْنُ ونَحْنُ أَنْتِ وكلّنا اِبْكِيْ عَلَى الطّفْلِ الّذي أَبْصَرْتِه مَا حَالُ والِدِهِ الّذي بِجِوَارِه يَرْنُو إلَيْهِ وقدْ تَقَطَّعَ قَلْبُهُ قَتَلُوكَ غَضا يا بُنَيَّ بحِقْدِهِمْ قَتَلُوكَ يَا ولَدِي وأنْتَ بُرَيْعِمٌ قَتَلُوكَ في وضَحِ النّهَار لأنّهُم اِبْكِيْ عَليْهِ فَإنّ دمْعَكِ شاهِدٌ اِبْكيْ عَلَيْهِ بُكاءَ شوْقٍ إنَهُ سَبقَتْهُ أتْرابٌ لَهُ زُغْبُ الْحَوَا كمْ حَمْزةٍ ؟ كَم ثَامِرٍ؟ كمْ هَاجَرٍ؟ اِبْكِي علَيهِمْ فَالْبُكاءُ يُريْحُنا | الدّعاءاِبْكِي الطّفُولةَ وهْيَ تُنْحَرُ في الْعَرَاءْ لَمْ يستَطِعْ صَمْتًا عَلى طَمْسِ الضِّيَاءْ إنّ الْمَلامَةَ هَهُنَا مَحْضُ الْغَبَاءْ أَوَلَسْتِ تَبْكِيْنَ البراءة والنَّقَاءْ؟! دَرَن الْقَسَاوَةِ والبَلادَةِ والشَّقَاءْ فالنَّفْسُ يَهْدأُ رَوْعُهَا حِيْنَ الْبُكَاءْ مِنْ رَبِّنَا سَكَنَتْ قُلُوبَ الأتْقِيَاءْ في قَبْضَةِ الْجَزَّارِ يذبَحُ مَا يَشَاءْ تَحْتَ الثَّرَى، منْ غَيْرِ مَاءٍ أوْ هَوَاءْ دمْعًا سَخِيًّا في الصّبَاحِ وفي الْمَسَاءْ يَا أُخْتَنَا فيْما نُحِسُّ عَلى سَواءْ في شَاشَةِ الرّائِيْ تَضَرّجَ بالدّمَاءْ لَمّا قَضَى في حُجْرِه، يا لَلْبلاءْ ولَدِي حَبِيْبِيْ قَدْ رَضِيْنَا بالْقضَاءْ تبّا لَهُمْ مِنْ أَشقِيَاءَ وأَغْبِبَاءْ لا تَعْرِفُ الحِقْدَ الدّفِيْنَ ولا العَدَاء! قَدْ جُرّدوا مِنْ كلّ خيْرٍ أو حَيَاءْ يَرْويْ إلى الأجيَالِ لُؤْمَ الأَدْعِيَاءْ قَدْ طار شَوقا لِلْجِنَان وللسّمَاءْ صِلِ طاهِرينَ وأصْفيَاءَ وأبْرِيَاءْ كم مِنْ (عُلا) أوْدَى بهِمْ أهْلُ البِغَاء! وبهِ نَرَى لِمُصَابِنَا حُسْنَ العَزَاءْ |