ومضةٌ على طريقٍ
11شباط2012
وحيد خيون
وحيد خيون
مضَتْ السنونَ و ودّعَتْ نَهَباً كما فعَلَ الزّمانُ بعَصْفِهِ حتى إذا أحْصَيْتُ صَحْبَ مَواسِمي مُتـَوَتـّـِراً نـَزِقَ الفؤادِ وأرتدي مُتـَذَكـِّـراً عمري الطويلَ قضَيْتـُهُ ولِمَنْ أُجَنـِّبُهُمْ أسايَ وهم على ظلّوا وقدْ بدّلـْتُ كلّ َ مسالِكي هُمْ جَـنّـبُوا قَدَمي المَقامَ و قرّبوا هُم زيّفوا صُوَري التي صوّرْتـُها هُمْ مَنْ يُقبِّـحُ لي أرَقّ َ محاسِني وأشدُّهمْ عَطـْفاً عليّ َ هو الذي قتلوا فؤادي المُـسْتـَحِمّ َ بحُبّـِهِمْ والآنَ أسكُنُ في طريق ِ رجوعِهِمْ مُتـَنَصّـِتاً أخْبارَهُمْ و ردودَهُمْ لي في الشّروقِ لهم غروبٌ دائمٌ لم يسمَعوا مني النّداءَ ولا أنا شَهِدُوا على جِسْرِ اللقاءِ تأفـُّفِي ختـَموا على قلبي فصِرْتُ حبيبَـهـُمْ إنّي أُطارِدُ كلّ َ ظِـلّ ٍ مائِل ٍ ذهَبَ الجّـميعُ إلى منازِل ِ قـَيْظِـهِمْ أَذْهَبْتَ لي عُمْـري القصيرَ بلـَحْظـَةٍ ماذا قرأْتَ مِنَ الكِتاب و ما الذي دَعْـني أَعِشْ بيَنَ السّـطورِ لواحِدٍ أضحى الحبيبَ ولم يزَلْ بعُيونِهِ فازَ الرفيقُ بثـَوْبِهِ و بجِسْـمِهِ وإذا أراهُ أميلُ عنهُ كأنّـما وأنا أُرَفـْرِفُ مثـْلَ طَيْرٍ مُثـْقـَلٍ وأودّ ُ لو أحْـنو عليهِ أضـُمّـُهُ مالي إذا شاهَدْتـُهُ أنْـكـَرْتـُهُ تـَصْـفـَرّ ُ ألواني إذا شاهَـدْتـُهُ حتى الفؤادُ إذا فـَرَرْتُ يقولُ لي إنّ الغرامَ أشدُّهُ إخْـفاتـُهُ ليْسَتْ لثاقِبَةِ الظـّلامِ بِبَرْقِـها يا مَنْ يُعَـلـّـِمُني بدَوْرَةِ وجْهِهِ قدْ جِئـْتُ في الكَلِـماتِ لَحْـناً موجِعاً | ساعاتيومضى الكثيرُ مِنَ القـَليلِ ولـّتْ بأدراج ِ الرّياح ِ حياتي ألـْفـَيْتُ أكثـَرَهُمْ مِن الأمْـواتِ حُزْنَ السّنينَ زرَعْتـُهُ بـِرِئاتي أُعْطي لِمَنْ شرِبوا دَمِي أقواتي طولِ الطريق ِ يُقـَسِّمونَ رُفاتي حجَراً يُطارِدُني إلى عَثَراتي مني الحِـمَامَ و قلـّـبُوا آهاتي و تبادَلوا التَشْويشَ في مِرآتي وهُمُ المُسَــرِّحُ قبْحَهُ في ذاتي غَطـّى بضِحْكَتِهِ على صَرَخاتي لكنـّهمْ لم يعْلموا بوفاتي وأعُدّ ُهم من أجْمَل ِ الأوقاتِ والأذنُ قدْ تـَعِبَتْ مِنَ الإنْصاتِ وحمائمٌ تجري معَ النّسَماتِ عَدَمُ الرّجَاءِ يحُدّ ُ مِنْ أصواتي و ترصّـُدي و توَقـّـُفي و هِناتي رغْمَ اخـْتِـلافِ طرائِـقي و لـُـغاتي ومعي بمَعْرَكَةِ الظّـِلال ِ عَصَـاتي وبِـقِـيتَ أنتَ تَعِيثُ في جَـنـَباتي وخَتـَمْـتَ لي في لحْـظـَةٍ سَنَـواتي للآخرينَ كتـَبْتَ في صَفـَحَـاتي؟ قـَلِـقَ الشّـعورِ يرُدّ ُ لي سـاعاتي نـَظَـرُ الطبيبِ مُسَكـّـِناً وجَعَـاتي وأنا مَلـَكـْتُ القلبَ و النّـبَضاتِ عندي سِـواهُ مُـدَبّـِراً لحياتي بِبُـلـُولـَةِ الأمْـطارِ والرّجَـفاتِ ضَـمّ َ القـَطا لبيوضِها بـفـَلاةِ وجَـفـَوْتـُهُ و مَنـَعْـتـُهُ نَـظـَراتي وإذا مضى فاضـَتْ لهُ عَـبَـراتي هذا الحبيبُ يدُقّ ُ في دَقـّـاتي وأنا بدَأتُ هواكَ بالإخـْفاتِ إلاّ القِـيامُ إلَيْكَ بالصّـلـَواتِ كيفَ الشـّـُموسُ تـُطِـلّ ُ في المِرآةِ إقـْـرَأْ فإنـّي الآنَ في كَلِـماتي | الآتي