العراقُ الثاني
11شباط2012
وحيد خيون
وحيد خيون
نادَيْتُ مِنْ طَرَفِ العِراقِ أنا فاقِدٌ وَطَناً وعِشْتُ كآبَة ً أحبَبْتُ وجهَكِ والنّخيلُ يلـُفـُّهُ أحبَبْتُ طولَكِ والفراتُ يَزُفـّهُ أحْبَبْتُ تَلاّ ً في الشّمالِ وقلعةً أحبَبْتُ موقعةَ الطفوفِ بأرضِها أحْبَبْتُ فيكِ سَنابِلَ الأرْزِ التي أحْبَبْتُ عُمْري فيكِ بعْدَ أُفولِهِ أفديكِ بالدّنيا وما يجري بها أفديكِ بالعُمْرِ الذي لا ينتهي أفديكِ بي و بساعتي و بلحظَتي أفديكِ بالسّفنِ التي أعدَدْتُـها هُزّي مكامِنَ كلِّ ِ شيءٍ في دَمِي وخذي القصائدَ من غصونٍ أيْنَعَتْ لا للجِّنانِ بفقدِ وجْهِكِ كربلا يا كربلا خَفَتَتْ شموعُ مَراحِلي ولقد خَشيتُ أموتُ بعدَكِ واقِفاً فمتى سَيَنْهارُ الجّدارُ ونلتقي يا قِصّة ً لم تَكْتـَمِلْ وجِراحُنا أجْسادُنا صارتْ تعيشُ لِوَحْدِها زرتُ العِراقَ فلم أجدْ لي موطِناً يحْتـَلـّـُني وجَعُ العِراقِ وإنّهُ ناديتُ مِنْ طرفِ العراقِ ولم أجِدْ باتتْ تـُطارِدُني الدّموعُ لقلْعَتي سَلـْـني لِمَنْ سَـلـّمْتُ كلّ َ قواعِدي لم أنكَسِرْ يوماً بمَوْقِعةٍ ولا يا كربلا ولقد وقعْتُ وها أنا مُرّي على جَسَدي الصّريع ِ فإنني | الثانييا كربَلا هل تعرِفينَ والآنَ أفقِدُكُمْ معَ الأوطـانِ والبُرتـُقالُ و روضـة ُ الرُمّـانِ بالسّـُنْبُلِ الشّرْقِيِّ والريْـحانِ عندَ الجنوبِ مَنِيعَة َ الغـُدْرانِ والعلقَمِيَّ و كثرة َ الأشْجانِ مثْلَ الرّموشِ تـُحيطُ بالأجْفانِ والعُمْرُ قـُرْبَ حبيبةٍ عُمْرانِ من أشـْهُرٍ ودقائقٍ و ثواني إلا على وهَـجٍ من الحِرْمــانِ وبمنطقي و بصحّتي و لساني لو أنذرَ التـَنـّورُ بالطوفانِ هَزّ النسيمِ حدائقَ الرُمّـانِ و عليكِ تحتارينَ بالعُنوانِ ونعمْ بقربي منكِ للنيرانِ و تبَدّدَتْ أضواءُ عمري القاني أو ينتهي في داخِلي إنساني إنّي مَلـَلـْتُ حِكايةَ الجدرانِ لم تـَنْدَمِلْ بتـَقادُم ِ الأزمانِ بمَكانِها و قلوبُنا بمَـكانِ فخَرَجْتُ أبكي غربَة َالأوطانِ يحْتـَلـّـُهُ جيشٌ مِن الغِربانِ وطَناً و مَلّ مِن الصياحِ لساني واحْتـَلّ َ دَمْعُ مَعارِكي وِجْداني قصْري المَنيفَ و عُدّتي وحِصاني لَبِسَتْ رؤوسُ الدّهْرِ مِن تيجاني نَدَماً أعَضّ ُ يَدَيّ َ بالأسْنانِ أصْبَحْتُ فيكِ أرى العِراقَ الثاني | مَكاني؟