أوَ تسألينَ ؟
خلف دلف الحديثي
ابن الفرات العراقي
[email protected]وسـألـتُ نـفسي واقتحمتُ رواقي
وعكفتُ في وهج الضحى عن عالمي
وبـكـت زنـابـق حقلنا وتشرنقت
أنـسـيتني ، ونسيت أرض توجّعي
يـشـكـو غروبي ، لن يغني وقتنا
حـتـى إذا هفت العروق سأزدري
فـأنا انزويت على احتراقٍ في دمي
قـد كـنـت مـوثوقا إليك بلهفتي
فـمَـنِ الـذي أدمى قيودي في يدي
ورسـائـلٍ كـم كـنتُ مبهوراً بها
مـزّقـتـهـا وذبحت أشواقا جرت
أنـا لا أريـد رسـائـلا شـمـعية
آثـرتِ حزني واصطنعتِ مرارتي
فـلـقـد وجدت القرب فيك معذبي
فـأذعـتِ عـبر البرق ملهوفا أتى
مَـنْ يا ترى فضّلتِ يا شرق الشجا
ولـمـن ترى فتـّحت شباك المسا
مَنْ يا ترى ، ولِمَنْ ترى ويدوخ بي
قـد كنتُ فيك ، وكنتِ أحلى ومضةٍ
وبـدون تـوديـعٍ نـسيتِ طريقنا
وذهـبـتِ لا أدري كـمـا حلمٍ هنا
أوَ تـسألين ، أوَ لست أنت حبيبتي
وغـدوتِ مـرآتـي ودرتِ بكوكبي
مـا ضـرَّ أنّـي يا .. شآميّ الهوى
وإذا انـتـسبت هو العراق لموطني
رقـَّتْ طِباعي رغم جدبِ مواسمي
(الله ربـي ) يـا فـتـاة ، قرأتني
جِـسّـي يدي ستريْن ناري أحرقت
حـتـى مـصـابيحي تعاني غربةً
فـلـتـتـركـيـني للنوى أظما به
قـولـي الـتـقـينا شاعرٌ بجنونِه
وبـرغـم جُدْبي لسْتُ أنسى روحَه
يـا أيـن مُـذْ رسـم الوداع بمقلتي
مـا زلـت أطلق في سماي مواردي
أيـن اشـتـيـاقي أنت من طوحته
أو لـست من ألبست صحو مدائني
وكـسـوت شـطآني وعيني حزنها
وتـيـبّـست همسات كل مزارعي
بـسـتـان وجهي لملمته عواصفي
كـم نـفثة أطلقت في غسق الدجى
وتـطـوّحت ضحواتُ روحي لوعة
شـبحٌ من الأوجاع أشرق في غدي
وأنـا الـمـؤاخـذ لـي بقايا مهجة
لا تـسـألـي ، كـالسندباد سفائني
أنـا لـن أهـيمَ ، لواعجي مشلولةٌ
فـلـتـسـتريحي من مشاكستي أنا
وحـدي وأحـزانـي نـدامى ليلتي
لا تـسـألـي هل متُّ بعدك حلوتي
لا تـسـألـي أرجوك لم يدعِ الأذى
مـاذا تـغـير فاعتصمتِ عن الندا
أودعـتُ فـيـك عوالمي ومعالميوتـنـاثـرت شـهـقـاتها أوراقي
فـاغـتـال صـيف تأوهي إيراقي
روح الـورود فـتـهـتُ بالأذواقِ
وذهـبـت يـا أغـلى الهوى بنفاقِ
كـلا ولا يـهـفـو لـها خفـّاقي
نـفسي ، وأخْرِسُ في دمي أعلاقي
وكـتـمـت أوجـاعي ونار مُحاقي
وشـكـوتُ مـا تـشكين من إقلاقِ
ومَـنِ الـذي قـد زادَ بـالإطباقِ؟
مـهـزوزةٍ فـي زحـمـة الأنفاقِ
سـكـرى بها ، في غيبة المصداقِ
مُـلـئـت بروح الزيفِ في إغداقِ
واخـتـرتِ درب البعد دون تلاقي
فـهـويتِ غيري واخترمْتِ مساقي
صـوت الـوداع بـدمـعه المهراقِِ
ولـمَـنْ فـتـحت كوامن الأعماق؟
ولـمـن تـرى أطـلقت للأبواق؟
قـلـقُ الـسـؤالِ برجفة الترياق؟
بـرؤى مـداي تـطوف في أحداقي
ونـسـيـتِ في حيِّ الزمان زُقاقي
قـد جـئتِ في موج الندى الرقراقِ
وأنـا الـذي أعـلـنتُ فيك وفاقي
وسـكـنـتِ في أفقي وحول نطاقي
وأنـا أذوب بـشـهـقـة الـدرّاقِِ
ولـه انـتـمـائـي قلَّ فيه صَداقي
وتـوشّـحـت بـرؤى الدّلالِ مآقي
شـعـراً . وشـيّعتِ الهوى أشواقي
جـسدي ، ولن تُجْدي عزيمةَ راقي
مـثـلـي ، وأقـلقها نزيفُ خناقي
وأسـيـرُ فـي خطوِ اللظى الحرّاقِ
يـحـيـا ، وفـزَّزَ وحـدَه أعْراقي
طـافَـت عـلـيَّ وهندمت أذواقي
وجـع الـمـتـاه وغـيبة العشاقِ
وأخـطُّ فـي وادي الـشجا ميثاقي
صـحـوي ، وأبدعت الهموم فراقي
غـيـمَ الـجـنونِ وقسوة الأطواق
ومـواسـمي احترقت وغاب مذاقي
والـقـحـط هـيَّأني لكأس الساقي
وجـدائـل الأحـزان صرن رفاقي
تـحـكـي إلـى مـلكوته إخفاقي
وتـعـثـَّرت بـرُبى المتاهة ساقي
واغـتـالَ فـي شفق الغيابِ سياقي
طـارت شـظـايـاهـا على آفاقي
عـادت بـلا بـحـرٍ ودون سواقي
ولِـمَ الـسؤالُ ، وقد نكرتِ خَلاقي
(وتـطـمَّـنـي) لنْ تسمعي إقلاقي
جَـدّت عـلـي وأبـرمتْ إرهاقي
أو أنـنـي بـيـن الـخـليقة باقي
شـيـئـا ، وشـذّبَ بالظما أوراقي
وكـمـا اختلقتِ مع الرّواح شقاقي
وجـحـدتِ أنـفـاسا بروحِِ عراقي