صوت الشعور
خلف دلف الحديثي
ابن الفرات العراقي
[email protected]
شـعـورك رقّ فـرقَّ العزيفُ
ونـادم كـرزَ الـنـهودِ ارتفافٌ
وأضـفـى على شهوة الأرجوانَ
فـفـتـّق أغـلى عقودَ اللهيب
بـجـسم حَوى جمرَ نار الفتون
ورقـّص قطر الندى في الحقولِ
تـذيـقـك أشهى كؤوس المدام
وصـوت يـمـوسق أفق الخيال
لـعـوب حوت مغريات الدلال
بـهـا روح أنـثى وعقلٌ رزانٌ
خُـلـقتِ كما شئتِ نهر احتراق
كـذاك رُسـمـتِ بـكف القدير
رأيـتـك لـونـاً غريب المثالِ
بها همسُ روض الحياة الوريفِ
هـنـا والـمسا فيّ ألقى الجرانَ
صـفـا جـوّ عـمري لأنك فيه
أنـا غـربـة فـي بلاد الدماء
وأنـت الـرؤى غـالبت مقلتي
تـعـالـي هـنا ضحكة أورقت
تـعـالـي نسيرُ خطوطَ المغيب
فـمـالـي إذا قـلت أني أحِبُّ
ورحـنـا نُـقـاتـَلُ بالأمنياتِ
وعـشنا نـُمنّى بألف اضطرابٍ
سـتـلـقي علينا الظلالَ الكرومُ
فصبّي إلى الصمت كأس السيول
فـحـبـك فـي أضـلعي خفقة
سـيـبـقـى لقاك مُنى الأمنياتِ
وفـي كـل درب وأنّـى اتجهت
أتـيـت بـجـنحِ الرؤى حالماً
أراك هـنـا فـي الكرى خلسة
أنـا مـنك شعري وفيك ابتهالي
وأنـي خـمـائـل سحر الجمال
لـقـد أسـكرتني حروفك نشوى
فـدونـك مـابـي ولا تأخذيني
أنـا طـفـلُ هذا الحنين الذبيح
فـنـون الجراح تصوغُ الشجونَ
فـلـسـت بـناكر ودِّ الصحابَ
أنـا حـالـمٌ بـالـهـوى حائمٌ
سـنـيـنـي حبالى بنار الهموم
وأدمـى نـدى جلناري الجفافُ
سـمـاء أنـا مـن دماء العراق
وجـرف غـريب بسطرِ الزمان
وصـوت على كل موت يصيحُ
يـدقّ الـعروشَ عروش الطغاةِ
ومَنْ خار حينَ احتشاد الصفوفِ
فـنـبضي لنبضك صارَ عزيفاً
مـتـى والمتى سرّ لونِ الغيابِ
مـتـى والسرابُ كثيفُ الجموحِ
أراك أنـا ومـضة في السحاب
تـرفّ إلـيـك عـروق الحنايا
فـَلُـوحـي لـو مـرّة حلوتي
غـريـب أنـا يا انبهار الدلالِ
تـعـالـي نـديٌّ مـساءُ العبير
لـقد طال بين الضلوع الوجيبُ
حـمـلنا الهوى فوق كلّ احتمالٍ
فـكـونـي لليلي صدى شهرزاد
وكـونـي لـنـا قصة الانتهاءوأغـرى دروبَ السرابِ الحفيفُ
ولـمـلـمَ طهرَ الحنينِ الشفيفُ
ونـادمَ خـيـطَ الـرداءِ الرفيفُ
وغـاب بـوهـم اللقاء النصيفُ
فـثـارَ اشـتـهاءً لظاك العنيفُ
ورمـل الـضفاف فجُنّ وصيفُ
وتـغـريك فيها ثمالى الحروفُ
عـلى خفقهِ رجفُ قلبي شَغوفُ
وفـيـها من السحر سرّ طريفُ
وقـلـب تـنـاهى بحبي عفيفُ
وروضا به صوت روحي هتوفُ
كـمـا شاء صيغ الأنيس الأليفُ
عـلـيـه من الدرّ طافت شفوفُ
ونـحـوي أمـان بقلبي تطوفُ
وأفـضـى بـمـا للنفوس ينيفُ
وفـيـه أنـا لـلشجونِ رصيفُ
تـمـسّ ضلوعي وجارَ الرهيفُ
فـرفـّت لعرش الليالي صفوفُ
عـلـى كل درب طواهُ الكسوفُ
حـفـايا وترقصُ نشوى طيوفُ
تـلـوذُ عطاشى بجلدي السيوفُ
فـيـسحقُ زهرَ الربيعِ الخريفُ
وتـطـحنُ تطحن فينا الظروفُ
ويـعـزفُ بـوحَ النشيدِ النزيفُ
وكـفّ الـدجـى بالمدام تطوفُ
وشـوقي بروحي علاه الوجيفُ
ويـبـقى هواكِ الغرامُ العسوفُ
أراك ووجـهـك عـنّي صدوفُ
وتسبق خطوي لخطوي الكهوفُ
ومـن كـل غصن تدلّت قطوفُ
وأنـك أنـتِ الـنـداء اللطيفُ
تـهادى لها غصن قلبي المَفوفُ
كـمـا رقصتني بصمتي الدفوفُ
فـإنـي لـحالي ومابي قـَروفُ
على جرف صوتِ المآسي كسيفُ
وقـلـبـي لخفق النزيفِ نحيفُ
وإنـيَ عـن كـلّ شيْنٍ عزوفُ
وفـوق دروب النجوم المصيفُ
كـوتني وآذت فؤادي الصروفُ
وشـاطـئ عـمري نهار كفيفُ
وجـرحـي له في قفاري وحيفُ
رواه بـثـغـرِ الحزانى مُطيفُ
وحـرفٌ جريءُ المقالِ عصوفُ
ومَـن خـان أو نالَ منه الحليفُ
وبـاعَ الـترابَ فديسَ الشريفُ
وعـزفـي إليك روتـْه الألوفُ
جـروحـي لجرحك حباً تروفُ؟
عـيـوني لوجهك لهفى تشوفُ؟
تـجلت وكسر ضوئي الخسوفُ
وطـالَ بـبـاب هواكِ الوقوفُ
بـدربـي فـإنـي نـداءٌ لََهوفُ
دلالـك أنـت وقـلـبي الرديفُ
يـنـادي لـيـهنا بروحكِ ريفُ
وطـالَ بـنزف العروق الوجيفُ
وذبـْنـا التياعاً وغابَ الرغيفُ
وقـصّـي الـحكايا فليلي مخيفُ
وعن نهر دجلة تـُطوى السدوفُ