خُيولُ الأَطْلَسِ
عبد الله فراجي
صَدَحَتْ جِبَالُ الأُرْزِ جَامِحَةً ،
بِرَوْعٍ مِنْ صَهِيلِ الخَيْلِ فِي كُوَمِ الرَّمَادِ،
وَ لاحَ فِي غاباتِهَا قمَرٌ،
عَلاَ قِمَمَ السُّهاَدْ.
اَلْأَطْلَسُ الْبَرِّي يَغْتَرِفُ الْجِمَارَ،
وَ جِنّياتُ السِّروِ تَغْزِلُ ظِلَّهَا،
وَهَجًا عَلى زَمَنٍ تَناثرَ فِي الْمَدَى،
وَهَجًا عَلَى صَفَحَاتِ نُورٍ مِنْ عِنَادْ.
وَ حَبِيبَتِي فِي قَهْرِهَا الأَبَدِيِّ،
تَنْثُرُ زَغْرَدَاتٍ فِي مَعابِدِهَا الْحِسَانِ ،
تُغَازِلُ الرُّوحَ الَّتِي خَفَقَتْ،
نَسَائِمَ صَادِحاتٍ فِي اعْتِدَادْ..
وَ حَبِيبَتي جَبَلٌ تَهادَتْ حَوْلَهُ،
زَهَراتُ عشق وَارِفَات كَالدَّوالِي،
ثَائِرًا كَسَرَ القُيُودَ بِزِنْدِهِ ،
قَبَسًا وَ نُورًا فِي عِمَادْ.
في صُبْحِهَا قَمَرٌ تَعَطَّرَ سِحْرُهُ..
ثُمَّ اسْتَحالَ جَسَارَةً و تَمَرُّدًا،
أَرَقًا يُعَانِقُ مُقْلَتَيْن،
وَ يَعْتَرِينِي فِي اتِّقَادْ.
فَخْرًا وَ جَمْرًا فِي مَتَاهاتِ الدُّجَى،
رَكَضَتْ خُيول ُالأَطْلَسِ الرَّعْناءِ،
مَا يَخْتَالُ سـِرَّ جُموحِهَا،
شَبَحٌ رَجيمٌ فِي الْبِلادْ.
لَمَعَتْ وَ ما انْخَسَفَتْ عَلى وَتَرِ الْعِنَادِ ،
تُعانِقُ الأَحْلامَ وَ التَّارِيخَ،
وَالشَّجَرَ المُشاكِسَ،
فِي دَياجِيرِ الْبِلادْ.
غَجَرِيَّةً لَمَعَتْ خُيُولُ الأَطْلَسِ الْجَذْلَى،
قَنادِيلاً لِهذَا السِّنْدِيانِ الُمْجَتَبَى،
عِشْقًا عَلى عُمَدٍ تَحَدَّتْ قَيْدَهَا،
صُحُفًا تُخَطُّ بِلاَ مِدَادْ.