شلال الضوء
خلف دلف الحديثي
ابن الفرات العراقي
[email protected]
دعـي شـعـرَك الحلوَ يسترسلُ
دعـيـهِ عـلـى لـهـوِهِ ثائراً
كـشـلالِ لـيـلٍ عـلى ناهديْكِ
ويـسـبـحُ عند شواطي العبيرِ
ويـنـقـشُ بـوحَ الهوى شهقةً
يـسـافـرُ بـركـانَ نارٍ جرى
مُـثـقـلٌ مُـثـقلٌ بحلوِ الثمارِ
رُبـى والـهـوى ضحكةٌ حلوةٌ
لـمَـاك الـلمى مهرجانُ الجمالِ
فـداك الـنـسـا يا بهارَ النساءِ
تـعـالـي ، بلابلُ شعري تريدُ
وصـوتـي أنـا شهقة الياسمينَ
وأنت انفلات الضحى في الدروب
وأنـت ولا تـدركـيـن الجنونَ
وصـوتـكِ رقصُ السما والنقاءِ
كـلـيـل بـلاديَ صافي النجومَ
وتـسـبـحُ تـسـبحُ في مقلتيكِ
فـإسـراء روحـي لقاك الجميل
دعـيـه يـطـيـر كـأرجوحة
دعـيـه خـيـوطا بسلكِ العقيقِ
ورقـصُ الـنـهودِ بِكُمِّ القميصِ
تـمـورُ الـسـنابل رفُّ النسيمِ
سـمـاؤك عـطر وثغرك شعر
دعـي حـلوتي شعرك المستثار
أرى مـوكـبا من جواري الربيع
ويـسـرح فـي غابة الأرجوان
دعـيـه عـلـى الصدر مجنونةً
لـتـسـبـحَ كـلّ الـنجوم به
ويـسـكـر وهـج اللآليء فيهِ
أحـس بـه شـاطـئا من حنانٍ
وأنـت لـنـا ضوعُ هذا العبيرِ
أنـا زوق فـي بـحـار العيونِ
عـلـى جـرف شوقٍ قديمٍ قديمٍ
تـعـالـي نـنـامُ عـلى رملِها
ويـسـكـرُ فـينا جماحُ العروقِ
أريـج الشذا في مطاوي القميصِ
فـيـا حـلوتي يا انفلاتَ الربيعِ
ربـى يا رؤى كركراتِ الغروبِ
تـعـالي مساؤك طيبُ الطيوبِ
ونـغـرقُ نـغرقُ حتى الجنون
أشـمُّـكِ حـتـى أقولَ انتهيتُ
تـعـالـي فـمي لهفةُ الإشتياقِِ
وفـي أضـلـعي رغبة للجموح
دعـيـنـي ألملمُ جرحَ الشموسِ
دعـي شـعـرَك الثائرَ في لهوِهفـويْـقَ ارتـجافِ النّدى يرْحلُ
بـكـلّ انـفلاتِ الضُّحى ينزلُ
بـسـرِّ الـذهـولِ دمـي يغزلُ
فـيـحـكـي بما قد رأى السّنبلُ
لـرجـفِ الـسّرابِ الذي ينقـُلُ
عـلـى ربـوتـي راقصٍ يثمَلُ
شـهـيّ الـجـنـى لـيلُهُ أليلُ
بـهـا سـحْـرُ هذا الهوى يقتلُ
وغـابـةُ لـوزٍ نـمـتْ نـأملُ
ويـا فـتـنـةً فـيـكِ ما يُذهِلُ
غـنـاكِ وصـوتـكِ بي يحفلُ
ورجـفُ الأطـايـبِ كـم ننهلُ
عـلـيـكِ فـؤادي كـم يـسألُ
جـنـونـي عـلـيك فما أعملُ
إلـيّ تـهـادى فـمَـن يحملُ؟
بـحـقـلِ الـمـسا نزفُهُ مُرسلُ
رؤايَ وعــيـنُـك لا تَـعـدِلُ
وروحُــك فـيّ ولا تـهـمـلُ
وعـن قـبـلـة الشعرِ لا يغفلُ
عـلـى أضـلعي بالهوى ينسلُ
تـداعـبُ نـهـراً بـه تمْثـلُ
ودفءُ الـضـيـا بالفضا مُنزلُ
ومـا بـيـنـهـا خافقي يرحلُ
عـلـى كـتـفـيك هوى يُسْدلُ
بـمـاء الـزهـور لـه تـغسلُ
تـدلـى ولـيـل الـشذا مُهملُ
خـصـلاتـه بـالـنـدى ترْفلُ
وخـيـطُ الـمـرايـا له يَجدلُ
وكـل الـطـيـور بـه تـذهلُ
ويـفـرشُ لـي شـطَّهُ المخْملُ
مـن الـحـبِّ والحبُّ لا يجفلُ
أسـوح لـسـحـر الهوى أزجلُ
سـحـائـبُ رفُّ الـندى تهطلُ
ونـغـزلُ عـطـراً لـنا ينهل ُ
ويـصـمـتُ صـوتٌ بنا يهدلُ
حـدائـقُ زهـرِ الـرّبـى يأملُ
ويـا صـيـحـةَ الآهِ تُـستنزلُ
عـلـى نـهـرِ دجلة إذ يرحل ُ
هـنـا بـالـبـها يسكرُ الشمألُ
ولا بـالـذي حـولـنـا نـحْفلُ
وتـرجـعُ بـي ثـورتي تشعلُ
إلـيـكِ وبـي صـرخـةٌ تعْوِلُ
تـنـادي وبـي يعصفُ المرجلُ
وأعـقـدُ كـل الـذي يُـجـهلُ
عـلـى صـدرِك الحلوِ يسترسلُ