وأقسم يا شآم
14أيار2011
يعرب الأموي
وأقسم يا شآم
يعرب الأموي
"في عام 1925م صبّ المستعمر الفرنسي على سورية نار بطشه وطيشه، ويومها كتب الشاعر العبقري شوقي قصيدته الرائعة " نكبة دمشق " فأجاد وتألق، وهذه القصيدة تجري على منوالها وتقتبس منها، ذلك أنها تصف نكبة سورية اليوم على أيدي العصابة الباغية التي تحكمها، ومما يزيد حجم المرارة والمأساة أن بطش اليوم أشد من بطش الأمس، وأن باطش الأمس فرنسي ظالم، وأن باطش اليوم سوري أظلم".
"سـلامٌ مـن صبا بردى وودٌ مـن أمـيّـة يـعـربيٌّ إلـى الـشام التي أدمى علاها يـسـيـر به إليها عهد صيدٍ ويـحـفظه لها إخوان صدق * * * سـطا بالشام مذ خمسين عاماً تـنـقّـل في أيادٍ إثر أخرى يـخـوّن بعضهم بعضاً جهاراً ويـرديـه وفـيـه الحقد نار فـيـأتـي مـرة وهو اغتيال ويأتي وهو في الأعواد صلب لـقد كانوا "الرفاق" فأين منهم ولـو أحصيت ما قالوا ببعض قـنـاعَ الزيف عنهم قلتَ قومٌ عـصـابة غادرين يسود فيها ومـا أقسى "الرفاق" إذا تعادوا وإن الـذئـب يـأكـله أخوه وذا طـبـع الـلئام فهم رفاق * * * وفـي حـاطـوم لما أعدموه أسـنّـتـهـا مواضٍ كالمنايا (تُظَنُّ من الخرافة) حين تروى لـقـد قـتلوه بالتقسيط جهراً إذا جـرحـت لـه كف تلتها وظـلـوا وهـو لاحيٌّ وميت ومـنـهـم نـحوه رَمْقٌ حقود وقـال بـصمته عفواً فصموّا فـصـار رجـاؤه موتاً سريعاً ومن عجب يصير القتل أحنى لـقـد ضـنوّا عليه وهم لئام يـعـيـث بأهله عنتاً وسطواً وشـر الـرق رق عـن خِيار وهـل يـنجو أسير من قيود يرى المأفون في الحقد التشفي ولـلأخـيـار عذق من سجايا * * * وسـاد الشاَم (حافظُ) وهو شؤم وبـالإرجـاف والـتزييف فن وولَّـى غـيـر مأسوف عليه وغـربٌ والـفرات ومن عليه وثـأر مـن أمـيـة هبّ فيه * * * وجـاء الـتـاجُ يا بشار عفواً فـأعماك الغرور فقمت تهذي وكـل فـتـىً ينافسني عليها ولـكـن الـشـآم وإنّ فـيها أبـت إلا الـتصدي والتحدي وهـبّ حـماتها شُمساً وقالوا "ولـلأوطـان في دم كل حر "ومـن يسقي ويشرب بالمنايا "ولـلـحـريـة الحمراء باب "دم الـشـهـداء نعرفه جميعاً ونـعـلـم أنـه بعث لشعبٍ وأسـودهـم فتىً حاز الغوالي لـقـد وجدوه عن حق جديراً وهـا هـم أمرهم رشدٌ جميعٌ مـوازيـن التقى والبذل فيهم * * * وحـيـا الله (درعا) إن درعا وحيا (حمص) كالإعصار هبت وحـيـا (الـلاذقـية) إن فيها وحـيا في (حماة) أسود غابٍ وإن غـضـبوا فهم نار تلظى ولـن أحـصي فكل الشام ثأر يـرى الشجعان أن الذل عارٌ وإن الـشـام لـيـس تذل إلا * * * سـلـوا في الشام طاغية غبياً "ولـلـمـستكبرين وإن ألانوا ألم يبصر عروش البغي تهوي هـوى فـي تونس باغٍ غشومٌ لهم في الصبح من خوف بكاء و(بـشـارٌ) وطالت منه عنق ألا تـبـت يـداه وتـب حشد وقـد يُـرْدونـه فـالغدر فيهم فـصـبراً يا شآم المجد صبراً * * * وأقـسـم يـا شآم غداً سيأتي سـيـأتـي وهو سيف خالدي ويـأتـي فـي فم الدنيا نشيداً إذا عـزفته في شغف (حماة) وأنـت الـعـز لا تـيه وكبر تـجـوزين المدى يغريك ثانٍ وتـنـهـلُّ السعادة فيك جذلى وفـوق الشمس عرشك عبقرياً | أرقُّ"ونـجـوى زانها صفوٌ وضيء "كالربيع الطلق" طلق وكان النجمَ، مَن مردوا وعقّوا وتـحـمـلـه لها مِقَةٌ وخفق لهم في الفضل إحسان وصدق * * * بـلاء "جـلّ عن وصف يدق" لـهـا في الغدر تاريخ وسبق ولـلـتـخوين أنظمة وطرق ولـلإعـدام أحـوال ونَـسْق ويـأتـي وهـو تمثيل وشنق ويـأتي في الزنازن وهو خنق غـداة تـصارعوا عهد ورفق مـن الـتهم البذيئة حين ألقوا هم الأشرار إن غضبوا ورقّوا عـلـى رفقائه الأعتى الأشقُّ فـهـم فِرْقٌ يصول عليه فِرْقُ وفـي الـنيران للنيران حرق وأعـداء وهـم رتـق وفـتق * * * عـجـائـب تملأ الآفاق بُلْقُ ظـوامٍ مـشـرئـبات وزرقُ وهـنّ الـحق لا زيف ورنق فـوخـز بـيـنه شتم وبصقُ لـه سـاق وأضـلاع وعنق بـه يـلـهون والأحقاد تزقو ومـنـه لـهم وفيه الذل رمقُ وأومـى يـسـتجير فلم يرقوا وفـيـه إلـيـه رَغْباءٌ وتوق عـلى المقتول من رفقاء عقوا بـمـوت عـاجل واللؤم رَبْقُ وبـئس القوم أن يسعوا ليشقوا تـأمـلْ إنـه سـفـه وحمقُ لـهـا فـي قلبه المربدّ عمق ويـجـهل أنه في العنق طوق بـهـا عـزوا وللأشرار عذق * * * لـه بـالـظلم والتقتيل عشق وبـالأمـوال يـسرقهن شوق يـشـيّـعه من اللعنات شرق وثـأر مـن حـماة هو الأحق خـلائـف ظئر نشأتهم دمشق * * * إلـيـك كـأنـه هـبة ورزق تـقـول الشام لي إرث ورق فـإن مـصـيره رصد ومحق أبـاة عـزمـهـم رعد وبرق وقـالـت فـيّ للأهوال توق فـداء الـشام ملء الشام خلق يـد سـلـفت ودين مستحق" إذا الأحـرار لم يُسقوا ويَسقوا" بـكـل يـد مـضرجة يدق" ونـعـلـم أنـه نـور وحق" يـمـوت بـنوه شجعاناً ليبقوا وجـلـى فـهي أطياب وعِلْقُ بـإمـرتـهم فعزوا واستحقوا فـلا خُـلْفٌ ولا نزقٌ وخَرْقُ هـي الـمـعيار لامال وعرق * * * لـهـا في رفضها للظلم سبق و(دومـا) صابها بطشٌ وحرق رجـالاً زانـهـم فعل ونطق إذا وعـدوا فـهـم برٌ وصدق وإن زحفوا فهم غضب وصعق وكـل فـتـى بمدحتيَ الأحق ومـا بـين الردى والذل فَرْقُ لـخـالـقـها وهذا الذل عِتْقُ * * * ضـرير الرأي لا عقل وذوق قـلـوبٌ كـالحجارة لا ترقُّ" غـداة سطا بها "صلفٌ وحُمْقُ" وفـي مصرٍ فنالوا ما استحقوا وفـي الإمـسـاء للنسيان زِقُّ سـيـغدو وهو لا تاج وعنق مـن الأجراء جاء بهم ليشقوا وفـيـه، أصالة عُرفت وحِذْقُ فـإن الـصبر للأحرار طَوْقُ * * * لـك النصر المؤزر وهو طلق وأنت، وقد صبرت، به الأحقُّ تـردده مـع الأبـطال وُرْقُ أجـابـتها، وفي لهفٍ، دمشق وأنـت الطهر لا جور وفسق وأفـقـاً بـعـده يغريك أفق كـمـا يـنهلُّ غِبَّ النفح وَدْق وبـعد الشمس لا عرش وفوق | وشوقُ