فلتصْقُلْ يا أخْيَلُ حَجَرَكْ

صيام المواجدة

[email protected]

ألقى بِلْفورُ نُطَيْفَتَهُ

في جَوْف الشَّرقِ الرَّازِحِ تحتَ حُكومات ( البٌسْطارْ )

امْتدَّتْ نُطْفَتُهُ بُقْعَةْ

البُقْعَةُ عاثتْ في الأرضِ فساداً ودَمَارْ

البُقْعةُ صارتْ شيطاناً

امْتدَّتْ أذْرُعُهُ في شتَّى الأقْطارْ

والتفَّتْ بعْضُ الأذْرُعِ تحتَ عباءات الأعْرابْ

ولكُلِّ ذِراعٍ دولَتُهُ

مَنْ يخرُجُ عن دُستور الأذْرُعِ تُهْمتُهُ الإرهابْ

والذُّلُّ شِعارْ

طأطِئْ تسْلَمْ

طأطِئْ فلعلَّ الرّكْبَ يسيرْ

إيَّاكَ بأنْ تقرأَ فاصْدَعْ

اقرأ واغْضُضْ

إيَّاكَ بأنْ تقرأَ فانْفِرْ

اقرأ واخْفِضْ

واضْبِطْ نفْسَكْ

لو لَطَموا الوَجْهَ من اليُمْنى

أدِر اليُسْرى

 واضْبِطْ نفْسَكْ

لو هَتَكوا الأعراضَ أمامكْ

فأدِرْ تلفازَكْ لقناةٍ أُخْرى

واضْبِطْ نفْسَكْ

لو أكَلوا أكْبادَ صِغارِكْ

فَغَداً تلْقاهُمْ في الجَنَّةْ

فاضْبِطْ نفْسَكْ

قُلْ ما تهوى

لكنْ لا تستَخْدِمْ لُغَةً يفْهَمُها النَّاسْ

واكْتُبْ ما شِئْتَ بلا وَرَقٍ

وبلا قَلَمٍ

وبلا حِبْرٍ

وبلا حَرْفٍ

وبلا إحْساسْ

لا بأسَ بأن تبكي لكنْ

من غيرِ دُموعْ

واجْهَرْ بالصَّمْتْ

فلعلَّ الصّمْتَ يُمهِّدُ للسِلْمِ طَريقاً

أو يجْمَعَ للشَّعب الجائِعِ بعْضَ لُقَيْماتٍ من قيء التجَّارْ

اضْبِطْ نفْسَكْ

فالحكْمةُ أن تضْبِطَ نفْسَكْ

اضْبِطْ نفْسَكْ ... واضْبِطْ نفْسَكْ ... واضْبِطْ نفْسَكْ

لا يا ( مينِرْفا ) إنَّ الحكمةَ قد باتتْ ذُلاًً وشَنارْ

قد أضْحى الشَّعبُ حماراً تُثقِلُهُ الأسْفارْ

لا يُتْقِنُ من لُغة الضَّادِ سِوى حَرْفَينْ

حرفُ الميمِ وحرفُ العَينْ

مُجْتَمعَينْ

يا ( حِيْرا ) قولي للأخْيَلِ أن يقْطعَ رأسَ الأفعى في كَنْعانْ

لِيموتَ الذّيلُ هنا

وتَميدَ صُروحُ الطّغيانْ

وتموتَ أنوفٌ ما بَرِحتْ

تلْهَثُ من خلْفَ الأفكارْ

ويزولَ اللّيلُ الممتدُّ على طولِ كآبتنا

ويُفيقَ الثوّارْ

قولي للأخْيَلِ أنْ يُبْقي في كفّيه الأحجارْ

يا أخْيَلُ لا تجْزعْ

حتَّى لو نَسَجَتْ أكفانَكَ ربَّاتُ الأقْدارْ

فالهِيلانيّونَ وراءَكْ

فيهم أمُّكْ

من قاع الحُلْمِ تُناديكْ

قد خَبَزَتْ بعْضَ حِجارَتها

عَجَنَتْها من دَمِ إخْوانِكْ

ودُمُوعٍ حرَّى تجْري مِلءَ الجَفْنِ المُثْقَلِ بالأحْزانْ

خَبَزَتْ أيّاماً وليالٍ وغداً آتٍ

فاصْقُلْ حَجَرَكْ

وتأبَّطْ مِقْلاعَكْ

واقْذِفْ باسم الله عَدوَّكْ

فلعلَّ حُروفاً من صُوَّانٍ تمْحو العارْ

يا أخْيَلُ لا تنْتَظر الفتح

فالفتْحُ اسْتَمْرَأ دورَ البَيْدَقِ مُنْذُ سِنينْ

ولأجْل الكُرْسيِّ استودَعَ في ظهْر أخيكَ السِّكينْ

فأخوك أسيرْ

طفْلٌ ما زال هُناكْ

يبكي في جوف مغارَتِهِ

مُنْتظِراً إيَّاكْ