طفولةٌ وبعدُ
20تشرين22010
أحمد جنيدو
أحمد عبد الرحمن جنيدو
سوريا حماه عقرب
-1-
أكرّرُ صحوتـَه .... رغم َموتي
وأنسى متى جاءَ آخرُ آت ٍ،
يزورُ القبورْ .؟!
نزيه ٌشذاك ِ يبيع ُالصلاة َ بدون ِ خيانة َروحي،
على مفرق ِ الأغنيات ِ،
ولا تسمعين َالنذورْ.
على بعد ِفاتحة ٍ
يغلق الصمتُ عشَّ طيوري،
تهاجرُ منك ِالطيورْ.
وترحلُ كلُّ الأماني لفاجعتي،
لا أراك ِالرحيلَ على وقع ِ أقدامهمْ،
لا أراك ِ الظهورْ.
أحرّرُ ذاتي ،
وأحملُ سيفي،
أنا الفوضويُّ على مرِّ إيقاع ِ أغنيتي،
من جديد ٍ أراضي الخراب ِ أزورْ.
على رغبتي يطفئُ الحلم ُألفاً،
تموتُ بها المشتهاة ُ،
أعانقُ ظلا ً،
وأدركُ نفسي،
وصلت ُحكايات ِ وادي الزهورْ.
رمادي أخيرٌ ،
وجودي أخيرْ.
وآخرُ بعدي أخيرٌ ،
تعالوا معي كي أطيرْ.
جناحي قويّ ٌ،
وزادي حنان ٌ
أطيرُ ، أطيرْ.
ومازلتُ في مسرحي مقعداً
لا أسيرْ.
ومازلت ُ في وحشة ِ الليل ِ أحبو،
أدورْ.
أكرّرُ لعنته ..... رغم َصدقي،
لتبلعني آفة ٌ في السطورْ.
أكرّرُ صيحته... في النشيد ِ،
يبيضُ الحمامُ نشيدي،
يفقـّس ُمثل زغاليل َصوتي،
أعشعشُ في جحره ِ .. طلقة ً،
كي يصيرَ الرغيفُ كأمّي،
وأرضُ البداية ِ جدّي العتيقَ،
ومائي دموع َالبلابل ِ،
عزْفَ النحورْ.
ويصبح ُحلم ُالعصافير َ أبعدَ من وجعي،
لا تخافي عليّ فناري عطورْ.
ومائي بحورْ.
-2-
أحبّك ِ رغم اقتراب ِ انهياري،
ورغمَ بزوغ ِ الفواصل ِ بين المشاعرِ،
رغمَ الجياع ِ الذين تناسوا صدى كبريائي،
تناحوا عن الحلم ِ،
ناموا على الخوف ِ،
مثل الصبيّة في عيد ِ أول ِعشق ٍ،
وفي هدْم ِ نورْ .
حملتُ شموع َ الهزيمة ِ،
جئتُ إليك ِ أباركُ صوتي،
وأطلقُ ألف َعناق ٍ،
أغنـّي لغات ِالبيادرِ،
والقمح َوالعندليبَ،
وأجلسُ في رقصة ِ الحزن ورداً،
وعرزالَ توت ٍ،
وناطورَ أرض ِالحياة ِ،
تعلـّمَ كيف يحاكي الغريزة َ في رعشة ِالتين ِ،
أمضي إلى الشرق ِ جوفَ ( المقاتي)،
لأسرق َنجمة َذئب ٍ،
أضاع َطريق َالحقول ِ،
فسابقَ لصَّ الرياح ِ.
ندى (السلخ ِ) ينسالُ من ألمي،
يستوي داخلي مرّة ًبالصياح ِ.
وأخرى يلاحقُ هدرَ النباح ِ.
وأخرى على حاملات ِالحضورْ.
أصلـّي صلاة َالرحيل ِ،
على عاشق ٍ يفتح ُالفجرَ من لغة ِالشوق ِ،
يكتبُ مجداً على شوكِهِ ..
واسمه ُمهرجانْ .
سكينُ الحنانْ.
ويلعبُ (عرطظـّه ُ)...
في غروب ِالمكان ْ.
ويبدأ ُمن أمسيات ِالضفادع ِ لحناً،
لنوّارة ِالليلة ِ القمريّة ِ،
والنومُ بعد َالصباح ِ.
ويكتبُ مجداً على قدم ٍ
قد مشتْ ألف راحلة ٍ،
نحو قطف ِالورود ِ،
مشتْ فيك ثمَّ بكتْ حالـَه ُ..،
يسقط ُالعاشق ُالأبديُّ
على ورقة ِ الياسمين ِ،
على الأقحوان ِ،
ويسألُ في نفسه ِ من أنا؟
في ضجيج ِالغبارْ.
تعالي لزحمة ِ إقبالهمْ
يا سنابلنا الذهبيّة إنـّي حبيبْ.
فتأتي الفراشات،
دودُ الربيع ِالمنقـّط ُ يدبو على جسدي،
يسكنُ الصيفَ قبلَ الربيع ِ،
وقبل المغيبْ.
يطيرُ بروح ِالمسافة ِ نحو الشمال ِ،
و(أحمد) يمشي
ليصطادَ عصفورَه ُ...
تحت (ساس)(الحواكير)،
لكنّ عصفوره..
يتركُ الشمس َ،
يرحلُ دون وداع ٍ،
فتمشي الحكاياتُ
تحملُ جثمانه ُ نحو أشراقة ِالشمس ِ،
ماتَ. نعمْ... ماتَ....ماتَ
يموتُ.. يموتُ ،ويبقى يثورْ.
-3-
أصوّرُ وجهك ِ فوق المرايا،
تعالي لأنـّي أحبُّ،
كبرنا على اللهو،
لا لا تخافي،
فعشقي صغيرٌ كما كانَ،
عشقي بريءٌ،
أدوّنُ حلمك ِ فوق الحنين ِ،
وأمضي أداعبُ ذاك الجنون ِ،
أدمّرُ نصف َالمرايا التي مارستْ ضغطها،
كي أخافَ،
أنا لا أخافُ،
وشيبي كفجرِ القرى،
كاحتساء ِ(الشنينة ِ) عند (الخضاضة ِ)
أبدأ ُ شرنقة ً،
تحفرُ الأرضَ،
تبحثُ عن خيطها المستحيل ِ،
لتنسج َحلماً يساوي الشموسَ،
يوازي البدايات ِقبل البداية ِ،
حين أحبّك ِ،
حين أحبّك ِ،لا تعذريني،
أخورُ قتيلاً، أخورْ.
فلا تعذريني أكرّرُ ذاتي،
وشمسُ المغارب ِ تذوي،
وشمسي.
لأنـّي أحبّك ِ أنجو بنفسي.
لأنـّك ِ أنت ِالحياة ُ،
وأحلى ظهورْ.
أكرّرُ صحوته.. رغم موتي،
وأنسى متى جاءَ آخرُ آت ٍ،
يزور القبور.
ــــــــــــــــــــــــــــ
المقاتي: أرض تزرع بعلاً بأصناف القثاء والبطيخ والبمياء والوياء
السلخ: هو نبات البطيخ قبل الثمر
عرطظ: لعبة الميزان
ساس: سور الأرض المسور بالحجارة
الحواكير: قطع من الأراضي مسورة
الشنينة: بعد فرز الزبدة من اللبن السائل المتبقي يسمى شنينة بالعامية أي المصل
الخضاضة : الأداة التي تفرز الزبدة عن اللبن