الطواف بوديان النبوءات

صلاح أحمد عليوة

مصر/ هونج كونج

[email protected]

في الليلِ ترتجُ المدينةُ

تحت أضواءِ النيون

في الليل ساحاتٌ

و حاناتٌ و أقداحٌ

و أكوامُ شجونْ

و هدير موجٍ

خلف نومِ بيوتها

و يمامةٌ تغفو

فتتئدُ الغصونْ

في الليل تصحو الذكرياتُ

و أرتقي في وحدتي

فوق المعابرِ نحو حلمٍ

يبعثُ اللحظات

من موت السنينْ

و أمرُ في أرجائهِ

متلمساً صخرَ المآذنِ

و المعابدِ

و الحصونْ 

متتبعا أصداء أشجار الأراكِ

و حائراً في ريح مكة

أو مسالك قاسيونْ

و أمر خلف قوافلٍ

عبرتْ

و حجّبها غبارُ خيولها 

و رجالها الماضينَ

في بيدِ الشجونْ 

و أسير تحت غمامةٍ دكناء    

نحو مدائنَ اكتنزت شواطُئها

ترانيمَ القرونْ

 

و أطوف في سفر المآسي

كالصدى

فأرى ابتسامات الرعاة 

و أخت موسى

عند نهر عزيز مصرَ

و نسوةً يعبرن صبحا غائماً

و يهلن حول جٍرارهنَ

قلائدَ الموتى

و قربانَ الطحينْ

و أرى على جسد البلاد

مواكب الأسرى ..   

رمالاً .. ظل يقطينٍ ..

و رجفةِ يونسٍ

و أرى على ضوء الشموعِ

مطارقَ الحدادِ 

في طرفِ الزقاقِ

تعد كأساً

لاحتفالِ الراقصاتِ

بموتهِ : يحيى الحزينْ