يا طائفَ البيتِ

إبراهيم سمير أبو دلو

إبراهيم سمير أبو دلو

[email protected]

ارتحلَ أخي القريب الحبيب إبراهيم رجب إلى بيتِ الله الحرام ، لأداء مناسك العمرة ، و كان الشعرُ في منأى بعيد عني حتى عاد ليؤنسني في غيابِ أخي ، أعاده الله لنا سالماً ، و أبقى الشعرُ معه قائماً . و كانت هذه الخفقات :

أخـذتَ قـلـبـي ، فهل تبقى لنا عينُ ii؟
فـرقـتَ روحـيَ أشـطـاراً iiتـوزِّعها
أيـا أخـا الـقـلـبِ ، و الأشواقُ مُلهِبةٌ
تُـبـدَّلُ  الأرضُ غـيـرَ الأرضِ iiبارزةً
أيـرحـلُ  الـنـورُ أم تـبـيضُّ أعينُنا
لـولا اعـتـمـارُكَ بـيـتَ اللهِ iiسلوتُنا
يـا  طـائـفَ الـبـيـتِ شرِّفنا iiبتذكرةٍ
و  لْـتـسـقِـنـا بدموع الخاشعينِ iiهدى
و اطـرحْ فـؤادي عـلى الهادي و iiسيِّدِه
يـا طـائـفَ الـبيتِ ، دَينٌ أنتَ راجعُنا










و مـا لـنـا حـيـلـةٌ إذ ينعقُ البينُ ii؟
حيثُ المطارُ ، و حيثُ الشوقُ و الأينُ(1)
هـونـاً بـذا القلبِ ، لو يُجدي به iiالهونُ
و تـسـألُ الـعـيـنَ عن أحبابها iiالعينُ
و  يـخـرجُُ الأمنُ أم يغتالُنا الحينُ ii(2)؟
لـم يجملِ الصبرُ حتى يصدُقَ المينُ ii(3)
عـنـد  الـمقامِ و إذ يعلو بك الدَّوْنُ ii(4)
لـعـلـه يـجـتـلـي من دمعِك iiالرينُ
خـيـرِ الأنـامِ و مَـنْ يـزكو به iiالكونُ
فـاشـفـقْ عـلى مُعْسِرٍ أنْ يمطلَ iiالدينُ

و هذه خفقات أُخر :

واهـاً لقلبي و قد ضاقت به iiالحِيَلُ
يُـطـالـعُ الشوقُ أطيافاً iiمُضرِّمةً
لا  زالت الأُذْنُ تُصغي رجْعَ iiنغْمَتِه
و لا أزالُ دَفيءَ الحُضنُ مُذ وَدَعَتْ
يا  زائرَ البيتِ ، لم تفرُقْ بنا iiسُبلٌ





إني  غريبٌ و إخوانُ الهُدى رحلوا
و تـسخنُ الروحُ من عينيَّ iiتنهملُ
مـا  دامَ حُـبـيْ لأهل اللهِ iiيعتملُ
يـدايَ  فـي يدِه و الصدرُ iiمُشتمِلُ
فـكـيفَ  تفْرُقُنا عن مكةَ السُبُلُ ؟

               

(1) الأين : الإعياء و التعب

(2) الحَيْن : الهلاك

(3) الدَّون : الذلة و الخضوع