يا طائفَ البيتِ
31تموز2010
إبراهيم سمير أبو دلو
إبراهيم سمير أبو دلو
ارتحلَ أخي القريب الحبيب إبراهيم رجب إلى بيتِ الله الحرام ، لأداء مناسك العمرة ، و كان الشعرُ في منأى بعيد عني حتى عاد ليؤنسني في غيابِ أخي ، أعاده الله لنا سالماً ، و أبقى الشعرُ معه قائماً . و كانت هذه الخفقات :
أخـذتَ قـلـبـي ، فهل تبقى لنا عينُ فـرقـتَ روحـيَ أشـطـاراً تـوزِّعها أيـا أخـا الـقـلـبِ ، و الأشواقُ مُلهِبةٌ تُـبـدَّلُ الأرضُ غـيـرَ الأرضِ بارزةً أيـرحـلُ الـنـورُ أم تـبـيضُّ أعينُنا لـولا اعـتـمـارُكَ بـيـتَ اللهِ سلوتُنا يـا طـائـفَ الـبـيـتِ شرِّفنا بتذكرةٍ و لْـتـسـقِـنـا بدموع الخاشعينِ هدى و اطـرحْ فـؤادي عـلى الهادي و سيِّدِه يـا طـائـفَ الـبيتِ ، دَينٌ أنتَ راجعُنا | ؟و مـا لـنـا حـيـلـةٌ إذ ينعقُ البينُ حيثُ المطارُ ، و حيثُ الشوقُ و الأينُ(1) هـونـاً بـذا القلبِ ، لو يُجدي به الهونُ و تـسـألُ الـعـيـنَ عن أحبابها العينُ و يـخـرجُُ الأمنُ أم يغتالُنا الحينُ (2)؟ لـم يجملِ الصبرُ حتى يصدُقَ المينُ (3) عـنـد الـمقامِ و إذ يعلو بك الدَّوْنُ (4) لـعـلـه يـجـتـلـي من دمعِك الرينُ خـيـرِ الأنـامِ و مَـنْ يـزكو به الكونُ فـاشـفـقْ عـلى مُعْسِرٍ أنْ يمطلَ الدينُ | ؟
و هذه خفقات أُخر :
واهـاً لقلبي و قد ضاقت به يُـطـالـعُ الشوقُ أطيافاً مُضرِّمةً لا زالت الأُذْنُ تُصغي رجْعَ نغْمَتِه و لا أزالُ دَفيءَ الحُضنُ مُذ وَدَعَتْ يا زائرَ البيتِ ، لم تفرُقْ بنا سُبلٌ | الحِيَلُإني غريبٌ و إخوانُ الهُدى رحلوا و تـسخنُ الروحُ من عينيَّ تنهملُ مـا دامَ حُـبـيْ لأهل اللهِ يعتملُ يـدايَ فـي يدِه و الصدرُ مُشتمِلُ فـكـيفَ تفْرُقُنا عن مكةَ السُبُلُ ؟ |
(1) الأين : الإعياء و التعب
(2) الحَيْن : الهلاك
(3) الدَّون : الذلة و الخضوع