إليكِ..
خالد
البيطار
إلـيـكِ يا حِمصُ يهفو
قـد طال بُعدي ومالي
قـد أخـرجوني قسراً
تـركتُ أهلي وصَحبي
* * *
يا حمص كيف الروابي
كـيف العصافيرُ تشدو
كـيف البحيرةُ أضحت
ونـهرها كيف يجري
وسـهـلها كيف يزهو
و"الجسر" و"الرَّيُّ" فيها
* * *
كـيـف المساجد تحنو
وهـل تـزيـدُ ضياء
كـيـف الأذان يـدوّي
كـيـف الـمشايخُ فيها
* * *
يا حمصُ هل أنتِ مثلي
وهـل نـهـارك هَـمٌّ
وهـل تـخافينَ مثلي
ويـصبحَ الناسُ موتى
فـلا يـحـنُّ غـريبٌ
* * *
وهـل تـهـشّـينَ إما
فـيـنضرُ الورد شوقاً
مـن بعد ما جفَّ حزناً
* * *
يـا حمص لا ظلمَ يبقى
فـكـم أتـاكِ دخـيلٌ
وكـم نـأى عنكِ قومٌ
وأمـحـلَ الحقلُ حتى
لـكـنْ صَـبَرتِ فعادَ
وعـادَ ضحكُ السواقيقـلـبـي وشوقي يَزيدُ
إلـيـكِ دربٌ يُـعـيدُ
وكـاد قـلـبـي يَميدُ
فـهـل تراني أعود؟؟
* * *
يا حمصُ كيف النجودُ
والـبـلـبـلُ الغِرّيد
ومـاؤهـا هـل يزيد
ألا يــزال يـجـود
ووعـرهـا الـممدود
و"الـمـشتلُ" المورود
* * *
والـنـاسُ فيها سُجود
كـمـا هـو الـمعهود
مـنـهـا وكيف النشيد
وشـيـخـنا المحمود
* * *
أنـفـاسـك الـتنهيد
ولـيـلُـكِ الـتـسهيد
أن يـسـتـمر الجمود
قـريـبـهـم والبعيد
ولا يَـرقُّ حـفـيـد
* * *
سـمـعـتِ أن سنعودُ
ويـرعـشُ الـعنقود
وطـال مـنـه الرقود
* * *
وإن تـمـادى الحقودُ
وأوهـنـتـكِ عُـهودُ
هـم الـبـدورُ الورود
لـم يبقَ في الحقلِ عود
الأهـلُ الـكرامُ الصيد
وأزهــر الأمـلـودُ