مَرْمَرَة المُنتصِرة
03تموز2010
فيصل الحجي
مَرْمَرَة (1) المُنتصِرة
فيصل بن محمد الحجي
كم كان شاعرنا الكبير (عمر أبو ريشة) طموحاَ يوم قال :
أمَتي هلْ لكِ بِيْنَ الأُمَم ِ مِنبَرٌ لِلسَيْفِ أو لِلقلم ِ ؟!
فقد كان يأمل لأمته أن تبرز في مجال الحرب أو العِلم ، ولم يكن يتوقع أن يهبط واقعنا إلى المستوى الذي يدفع الشاعر لأن يقول :
أُمََّـتـي هلْ لكِ في عَصْر ِ الكرة أتــلـقـاكِ وطـرْفـي وجـلٌ لـغـة َ الـعَصْر ِ الذي اختارَ لهُ لـغة ً تقلِبُ مَعنى القول ِ .. كَي فـتـريـهِ التيهَ في ثوبِ الهُدى فـعـلـى المَظلوم ِ أنْ يَشْكُرَ مَنْ وعـلـى المَسْروق ِ أنْ يَمْنحَ مَنْ وعـلـى المَطعون ِ أنْ يَمْدَحَ مَنْ هـكـذا يَـصْـفـعُـنا تقصِيرُنا مـا شَـكـرنـاها ولم نعرفْ لها كـيْـفَ قصَّرْنا ؟ وكيف احْتمَلتْ حَـبَّـذا الـعـفوُ ومَنْ جادَ بهِ ! هـكذا الأمْجادُ تبْنى ... فاركعوا واطـمَـحوا لِلمَجْدِ في إرضائِها ذلِـكَ الـمَـيْـدانُ كمْ أهدى لنا (مَـرَدُونـا) فـاقَ أبْطالَ الوَرى أمَّـتـي هـلْ زدْتِ إلاّ نـشْـوة كَـمْ سَـعِـدْنـا يَومَ حازوا هدَفاً هَدَفاً ! - طوبى لهم - كم خططوا هَـدَفاً ! - طوبى لهم - كم بَذلوا تـشْـخصُ الأبْصارُ شهراً كامِلاً هدفاً ! إن نجْنِهِ في (عُطبُرَة) (4) سَـطـوة ُ الأهْـدافُ في أجْيالِنا أمّـتـي يـا أمَّـة َ الـمِليار ِ هل هلْ غضِبْتمْ ؟ هلْ زحَفتمْ خطوة ً؟ هـلْ سَـمِعْتمْ صَيْحَة الجُرح ِ بهاَ قـدْ غـدا (الـسَّمْعُ) حَبيساً مُغلقاً عَـرَفـونـا أُمَّـة ً إنْ نـهَضتْ وزحَـفـنـا فـي مَيادين ِ العُلا لِـيَـعـودَ الـمَـجْدُ في ريْعانِهِ فـالـبلايا جَمَّة ٌ ... إن عَصَفتْ زعَـمـوا الإخلاصَ فاختاروا لنا أمَـروا : هَـيّـا العبُوا ثمَّ العَبُوا واسـتـعـانـوا بفراعِينَ ارتدَوْا فـأذاقـوا الـشعبَ ألوانَ الأسى أمَّـتـي كـمْ عـاهِـل ٍ مَجَّدْتِهِ أمَّـتـي شَط َّ المَدى عنْ مَنهَج ٍ عَـرَفـوا الـحَـقَّ فـأدَّوْا حَقهُ أحْـسَـنـوا الزرعَ لِهذا أخصَبَتْ فـغـدا القيْصَرُ مًقصُوراً .. كما تِـلـكَ دُنـيـاهُمْ حَبَتهُم خيْرَها * * * أُمََّـتـي هلْ لكِ في عَصْر ِ الكرة تـمْـنـحِـينَ الشرَّ دَرساً قاسِيا ويـعـودُ الـمَـجْدُ شمَّاخ َ الذرا إنْ ألِـفـنـا الـمُرَّ واخترْنا العَنا وتـولـى زحْـفـنـا نحْوَ العُلا سَـتـرى العارَ يُوَلي ... وترى إنـمـا الصِّدْقُ هو المالُ .. وما لا بـقصْر ٍ أو غِنىً فازوا.. فذي سَـوف يَـحْـلو المُرُّ إنْ مَرَّ بنا | مِـنـبَـرٌ لِـلـهَذر ِ أو لِلثرثرة مُـذ فـقـدْتِ الـلـغـة َ المُعَبِّرة لـغـة ً مَـشْـبُـوكـة ً مُـدَوَّرة تـجْـهـدَ الـسَّاعِيَ خلفَ الجَزَرَة وتـريـهِ الوُدَّ في ثوبِ الترة(2) سـامَـهُ خـسْـفاً ويُغضيْ بَصَرَهْ خــانــهُ جـائِـزة ً مُـقـدَّرة غـالـهُ غـدْراً فـأدْمـى خنجَرَهْ نـحْـو إسـرائيلَ .. يا للمَعذِرة ! فـضـلـهـا مُـذ بَعثرَتنا بَعثرَة مـا فـعَـلـنـا جـارة ٌ مُسَيْطِرة وكـمـالُ الـعَـفو ِ عِندَ المَقدِرة واسْـجُـدوا وانـبَـطِحوا لِلحَشَرَة واطـمَـحـوا أيْضاً بمَيْدان ِ الكرة مِـنْ عَـمـالِـيقَ أثاروا الجَمْهَرَة وكـذا (زيْـدانُ) جازَ القنطرَة (3) ً بـانـتِصاراتِِ الفريق ِ المُبهِرة ؟ رائِـعـاً فـي خـطـةٍ مُبْتكَرة ! لِـنـرى فـيـهـا مَزايا عَنترَة ! لِـيَـزيـدوا الجُرعة َ المُخدِّرة ! لِـتـبـيـنَ الـفِرقة ُ المُنتصِرة فـصَـداهُ عـاصِـفٌ في (أنقرَة) سَـطـوة ُ الخمْر ِ وفاقت ضرَرَه نـنـقِذ ُ الأقصى بتِلكَ (المَليرُة) ؟ هـلْ نـصَرْتمْ غزَّة المُحتضرة ؟ حِـينَ بُحَّتْ بالصِّياح ِ الحَنجَرة ؟ ويُـعـاديـهِ طـغـاة ٌُ فـجَـرَة وصَـحَـتْ أجْـيـالـها المُبْتكِرة نـهْـزم ِ الـبـغيَ ونطمِسْ أثرَهْ زاهِـيـاً فـي حُـلـةٍ مُـزدَهِرة أيْـقـظـتْ فِـيـنا قوىً مُخدَّرة خـمْـرَة َ الـفـنِّ وأفـيونَ الكرة واشْـربُوا كأسَ المَلاهي المُسْكِرة فـي هـوى الكرسِيِّ ثوبَ الأثرة وهِـوايـاتِ الـفـسـادِ الخطِرة لـمْ يَـكُنْ يَحمِلُ طهرَ العَيْهِرَة(5) سَــنـه ُ قـوْمٌ تـقـاة ٌ بَـرَرَة بـجـهـادٍ يَـبْـتـغـونَ الآخِرة سـاحَـة ُ النصْر... ونالوا الثمَرة كـسَـروا كِـسْـرى وَوَلى دُبُرَهْ وانـحَـنـتْ صـاغِرَة ً مُحْتقرة * * * مِـنـبَـرٌ لِـلـشدْو ِ أو لِلزمْجَرة ويـنـالُ الـخـيـرُ عُقبى خيِّرة وعـلـى الـباغي تدورُ المِعصَرَة وَصَـبَـغـنـا عَـيْشَنا بالعسْكرة خـالِـدٌ أو طـارقٌ أو حَـيْـدَرَة فـوقـنـا سُـحْـبً العُلا مُنهَمِرة قِـيـمَـة ُ المال ِ لدى المُسْتهْتِرة بَيْعة َ الرضوان ِ تحْتَ الشجَرة..! رَكـبُ عِـزٍّ واقتفيْنا ( مَرْمَرة )!! | ؟
(1) مرمرة : اسم السفينة التركية التي ضربها الصهاينة (2) الترة : العداوة (3)مردونا وزيدان من مشاهير لاعبي كرة القدم (4) عُطبُرة : مدينة في السودان (5) العيهرة : العاهرة .