القصيدة العراقية
أنمار محمد محاسنة *
بحر الطويل
عـلى قدر أهل الشتم تأتي الشتائم
وتـعـظم في عين الضعيف جنايةٌ
نـفاقٌ ... وتسييسٌ ... وفتنة أمة
فـيـسـقـونها سمّ الخيانة ساعةً
وإذ تحتسي من شربة النصر رشفةً
تـراهـا هـدايـا ساقها الذلّ للعدا
فـيلتفّ جمعٌ ... والأقارب حولها
وأبـناء عمٍّ ... إذ يبيحون طهرها
فـمـن ذا يـسـليها فيأخذ درهماً
تُـسـائـلُ بـغداد الهوى كلّ فينةٍ
فـتمشي الهوينى والجراح مخالبٌ
فـكـلّ شـهـيـدٍ يستقرّ كمخلبٍ
هـل الـمـتـنبي يعلم اليوم أننا
أسـرنـا حـبـيباً كان يوماً عقالنا
أقـاربُ أغـرابٌ يـعضون لحمه
فـأذنـاب أمـريـكا تبيح جهارةً
ألا لا تـصـالح فاسقاً باع عِرضه
أزالـوا غطاء الستر عن كل حرّةٍ
فـقـلـتَ "نسائي ماجداتٌ كرائمٌ"
ألا لا تـصـالـح أمـةً هي عاقرٌ
ومـا دام أذنـاب العراق بأرضها
فـأذّن بـهـم يأتيك كامل خيرهم
إذا مـات نجمٌ سوف يبقى بضوئه
كـذلـك تـبـقى في القلوب معلماًوتـأتـي على قدر الشيوخ العمائم
وتـصغر في عين الوزير الجرائم
وسـمٌ زعـافٌ ... تحتويه المباسم
كـؤوسـاً بهن النصر فجرٌ مسالم
يـصارعها ذلٌّ ... وضعفٌ يداهم
على كفّ مسرورٍ ... به الثغرُ باسم
فـهـذا يُـعـرّيها ... وذلك لاثم
وكـلٌّ عـلـى صدر الذبيحة حائم
وآخـر يـسبيها ... فتعلوا الدراهم
عـن الـفارس الصدّام من به عالم
عـلـى أوجه الباغي رعتها المآتم
وكـلّ خـؤونٍ قـطعته الصوارم
قـتـلنا فتاة النور ... والقلب ناقم
رجـمـنـاه حـتى فارقته العزائم
كـلابٌ عـلـى آسـادها تتحاوم
دماءك يوم العيد ... والشعب واجم
وشـيـخـاً زنـيماً زوّرتهُ العمائم
فـصـارت لعوباً يشتريها المساوم
فـأصـبحن هُنّ الماجنات النواعم
فلا الغيث يأتيها ... ولا الجوّ غائم
فليست ولود النصر ... والليل جاثم
وإذ مـن نـواصـيها تجرّ الغمائم
عـلى لوحة الآفاق ... والرسم دائم
وغيرك ميْتٌ ... في الهلاك يزاحم
*هندسة اتصالات