الحزب الشيوعي العراقي يرحب بقرار المحكمة الجنائية الدولية وندعو جميع الدول الحرة إلى تطبيق هذا القرار عملياً دون لف أو دوران

أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق كل من مجرم الحرب نتن ياهو رئيس حكومة الكيان الصهيوني ومجرم الحرب وزير الدفاع السابق يوآف غالانت بسبب ارتكابهم جرائم الحرب واستخدام أبشع حالات القتل والحرب وتجويع شعب بأكمله والتعذيب والتهجير تدمير ممتلكات مئات الآلاف من السكان .

إدانة حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة من قبل محكمة الجنايات الدولية هو إدانة أيضاً للويلات المتحدة الأمريكية الفاشية، وجميع الدول الأوروبية التي وفرت أدوات القتل والإبادة لمستوطنة إسرائيل ومجازرها في قطاع غزة ولبنان، كما وفروا الغطاء لها باعتبارها حق الدفاع عن النفس في تواطؤٍ فاجرٍ لقتل أكثر من٥٤  ألفاً معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد عن١٠ آلاف مفقود

معظمهم تحت الأنقاض، وتدمير٩٥ بالمئة من القطاع. وكأن الشعب الفلسطيني لا يحق له الدفاع عن النفس وإرجاع أرضه المغتصبة.

ان هذه المذكرات تأتي في اليوم التالي لذلك الذي صدمت فيه الويلات المتحدة الأمريكية الفاشية العالم والعرب والفلسطينيين والإنسانية بالذات بموقف صلف ومتعجرف وينم عن حقد وإنحياز أعمى واضح تمثل في استخدام الفيتو ضد قرار دولي لوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وافق عليه باقي أعضاء المجلس، ولم يمتنع أو يتغيب أي واحد منهم عن الجلسة (١٤ عضواً).

ليس حدثاً عابراً أبداً أن تصدر المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي أعتقال بحق كل من المجرم نتن ياهو والمجرم يوآف غالانت، وتسوغ ذلك بالأسباب المنطقية للاعتقاد بأنهما ارتكبا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة، وأنهما وبالإضافة إلى تدمير ممتلكات مئات الآلاف من السكان والبطش بهم فقد حرما أهل غزة من القوت والماء والأدوية والإمدادات الطبية والوقود والكهرباء.

المذكرتان مهمتان للغاية، إنما ليس أبداً من حيث أنهما تعكسان وعياً ضاق ذرعاً بجرائم مستوطنة إسرائيل، بل لأنهما تأتيان في لحظة حرجة بالنسبة لمآل القانون الدولي بحد ذاته، كما بالنسبة للمنظمات الدولية  التابعة له.هي لحظة عولمة الاستهتار الأمريكي.

القرار سيكون فاتحة لصراع كبير على معنى العالم، وعلى الإرث الذي انبنى بعد الحرب العالمية الثانية، وستكون المنظومات السياسية الدولية، من الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، إلى المحكمة الجنائية الدولية، ومحكمة العدل الدولية، في قلب هذا الصراع الذي سيحدد إن كان العالم قادراً على حماية هذه المنظومات أم أن القوة الغاشمة لتحالف الأمريكي ـ الصهيوني ستقوم بدفنها.

مجرمي الحرب بوش الصغير وتوني بلير ارتكب بحق الشعب العراقي نفس الجرائم التي ارتكبها نتن ياهو في غزة وبحق الشعب الفلسطيني ولن نفقد الأمل أن تصدر المحكمة مذكرة مشابهة باعتقالهم. قرارات المحكمة الجنائية الدولية هل ستؤشر بداية إستعادة معايير العدالة التي غابت لوقت طويل؟

المفارقة تكمن في أن الويلات المتحدة الأمريكية الفاشية، التي تتغنى بالديمقراطية وحقوق الإنسان، تقف موقفاً مناهضاً لمحاكمة مجرمي الحرب، مما يعكس ازدواجية في سياساتها.هذا الموقف لا يعبر فقط عن إنحياز سياسي، بل عن تناقض بين القيم المعلنة والممارسات الفعلية.

نقف بقوة مع هذا القرار الشجاع الذي صادق عليه كل أعضاء المحكمة الجنائية الدولية، البالغ عددهم واحد وعشرون قاضياً. أن

إصدار القرار من المحكمة يمثل ضربة دولية وإنسانية ضد الكيان الصهيوني وكل الدول التي أعانته، على جرائمه ضد الإنسانية في غزة ولبنان.في الوقت ذاته أن قرار المحكمة إستعاد جزءاً مهماً من كرامة المؤسسات الدولية وسمعتها، التي تجاوزت عليها عصابات الكيان الغاصب بغرورها وغطرستها وجرائمها التي يندى لها الجبين.كما نطالب المجتمع الدولي بإبداء التعاون الجاد لتنفيذ أوامر

أعتقال نتنياهو وغالانت وزمرته الفاشية

في الوقت الذي نعلن تأييدنا الكامل لهذه الإجراءات، فإننا نطالب المجتمع الدولي بإبداء التعاون الجاد لتنفيذ هذه الأوامر لوقف الجرائم التي يرتبكها الكيان الغاصب ضد أهلنا في فلسطين ولبنان وباقي دول المنطقة.

ويبقى السؤال: هل يمكن للقانون الدولي أن ينتصر على النفوذ السياسي؟ أم إن العدالة ستظل مرتبطة بالحدود التي يرسمها النظام الدولي؟

نشد على أيدي الدول الموقعة على ميثاق روما بضرورة احترام قرارات المحكمة وتنفيذ مذكرات القبض بحق هؤلاء المجرمين، لأن ذلك يمثل اختباراً حقيقياً لمدى التزام العالم بمبادئ العدالة والقانون الدولي.نؤكد لن تتحقق العدالة الكاملة إلا بمحاسبة كل من تلطخت أيديهم بدماء العراقيين والفلسطينيين واللبنانيين، والعمل على إنهاء الاحتلال الصهيوني لفلسطين وسياساته العنصرية التي تهدد السلم والأمن الإقليميين والدوليين، وسوف لن يهدأ لنا بال حتى نراهما خلف القضبان.

 كما أن القرار إنصاف لدماء الأبرياء والشهداء الذين ارتقوا خلال الحرب الإجرامية، التي يشنها الكيان الصهيوني منذ أكثر من عام على غزة .

أننا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي نرحب ترحيباً كبيراً بقرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرتي أعتقال بحق رئيس حكومة العدو الصهيوني المجرم نتن ياهو، والمجرم وزير حربه السابق يوآف غالانت، لما ارتكباه من جرائم حرب وإبادة ضد أهلنا في غزة، بعد السابع من تشرين الأول (أكتوبر)٢٠٢٣ ولغاية اليوم.بسبب ارتكابهم مجازر ضد الإنسانية  وإستخدام المجاعة كأسلوب من أساليب الحرب، من خلال حملات الإبادة الجماعية وعمليات تطهير عرقي والمجازر والجرائم والانتهاكات الصهيونية التي تجاوزت كل الأعراف والقوانين الدولية. موقف الدول التي دعمت هذا الإعلان معبرين عن إستعدادهم لملاحقة المجرمين تمهيداً

لتسليمهم إلى العدالة ومحاكمتهم.

كما ندعو كل أحرار العالم (دولاً وشعوباً) إلى مساندة هذا القرار والتعبير بمختلف الطرق عن دعمهم لهكذا قرارات شجاعة ممكن أن تعيد للضمير الإنساني مكانته واعتباره انتصاراً للعدالة. وكذلك نطالب بخصوص طرد البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية من عواصم دول التطبيع.

نحيّي هذه الخطوة الكبيرة في سبيل تحقيق العدالة في كل أرجاء العالم، فإننا نجدد دعواتنا بوقف الحرب، وندعو جميع الدول الحرة إلى تطبيق هذا القرار، وتسليم المطلوبين للمحاكم المختصة لينالوا جزاءهم نظير ما ارتكبوه من انتهاكات صارخة ضد الإنسانية.

إن صدور أوامر الأعتقال من قبل الجنائية الدولية بعد تعرضها لضغوط كبيرة من قبل الصهاينة المتنفذين في دوائر الحكم، سواء الأمريكية وعدد من دول أوروبا الغربية وكذلك من المسيطرين على العديد من وسائل الإعلام العالمية، يعد بمثابة صفعة على وجه قادة ما يطلق عليه زوراً بالعالم الحر، الذين يدعمون بلطجة وعربدة هؤلاء القادة السفاحين الذين ينفذون بدم بارد أبشع جرائم الحرب التي شهدها العالم في تاريخه الحديث دون حياء، ويصفون نضال الشعب المدافع عن أرضه ضد جرائم دولة الكيان الصهيوني بالإرهاب.

أن ذلك القرار يعد بمثابة إدانة ليس فقط لهؤلاء السفاحين الدمويين الصهاينة، بل لجميع قادة العالم المنحازين والمؤيدين لعنصريتهم و عدوانهم الوحشي الذي سيظل يذكره التاريخ ويذكرهم معه باعتبارهم جميعاً شركاء في ارتكاب تلك الجرائم ضد الإنسانية.

نعلم بأن نتنياهو لن يتم أعتقاله ولا توقيفه، وأنه لا يمكن أن يسافر إلا بعد التنسيق وإتخاذ الإجراءات الدبلوماسية اللازمة، لكن هذه المذكرة تظل وثيقة إدانة رمزية بالغة الأهمية، كما أنها وثيقة تاريخية ستظل إلى الأبد شاهداً على حرب تعرض فيها الفلسطينيون واللبنانيون إلى محنة غير مسبوقة، وتعرض فيها قطاع غزة إلى المسح بالكامل، وهي وثيقة تنسف الرواية الاسرائيلية برمتها في العالم.

كما نوجه التحية لدولة جنوب أفريقيا شعباً وحكومة، الذين كان لهم شرف تحريك الدعوى أمام محكمة العدل الدولية. وكل التحية والتقدير لمن نالوا شرف الشهادة وهم متمسكون بالدفاع عن وطنهم وأرضهم وعن بيوتهم وأعراضهم في مواجهة العدوان الوحشي من قبل عصابات العدو المدججة بأحدث الأسلحة.

ونتساءل: كيف يمكن أن تنشأ أو تتواصل علاقات سلام مع كيان عدواني غاصب أدمن القتل والتدمير والذبح ويتوحش يوماً بعد يوم

في ظل التصعيد المستمر للأعمال العسكرية الدموية وسقوط المزيد من الضحايا الأبرياء.

تؤكد اللجنة المركزية للحزب الشيوعي على حتمية تدخل المجتمع الدولي فوراً لوقف إطلاق النار، وإنهاء حالة العنف التي لا تزيد المنطقة إلا دماراً ومعاناة. وندعو إلى إتخاذ إجراءات حاسمة لفرض الالتزام بقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، وعلى رأسها ضمان حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

لذلك بات مطلوباً من محكمة الجنائية الدولية البناء على قرارها بتوسيع دائرة الملاحقة لمجرمي الحرب الآخرين في دولة الاحتلال، من وزراء وضباط ومسؤولين أمنيين، لا تقل مسؤولياتهم عن حرب الإبادة الجماعية الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني عن مسؤوليات نتنياهو وغالانت.

تشدد اللجنة المركزية للحزب الشيوعي على ضرورة ألّا يظل هذا القرار المهم حبيس الإطار النظري، بل يجب ترجمته إلى خطوات عملية على أرض الواقع، عبر قرار دولي ملزم يفرض أعتقال هذين المجرمين وفقاً للمعاهدات الدولية، خاصة ميثاق روما، بما يضمن عدم إفلاتهما من العقاب.

وختاماً، إن تهديد الأميركي بفرض عقوبات على المحكمة وقضاتها واتهامها بعدم المصداقية، وتصريحات المجرمين الإسرائيليين على كافة تلاوينهم السياسية والحزبية وعلى رأسهم نتن ياهو والتي تعبر عن الطبيعة الفاشية لدويلة الاحتلال والإبادة الجماعية، لن تغير من واقع قرار المحكمة شيئاً الذي يعد شهادة دامغة بفاشية الاحتلال وإجرامه، لذلك حذاري من أية محاولات للويلات المتحدة الأمريكية الفاشية أو أية دولة أخرى توفير غطاء سياسي لنتن ياهو وغالنت كونهما مجرمي حرب ومطلوبين للعدالة الدولية.

اليوم فأن على كل البلدان الأعضاء ال١٢٤ في هذه المحكمة تنفيذ القرار وإجبار مستوطنة إسرائيل بإنهاء الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني وإنهاء الحرب وقتل الأطفال والنساء وإنهاء التجويع وتعذيب الأطفال والفلسطينيين العزل في فلسطين المحتلة.

إن الحزب الشيوعي العراقي الإتجاه الوطني الديمقراطي يتعهد بتضامنه الثابت مع الشعب الفلسطيني من أجل تحرير فلسطين التاريخية. وعلى نفس المنوال، فإننا نؤكد تضامننا مع الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية بأكمله ضد نظام الإستيطان الإسرائيلي المدعوم من الإمبرياليين على رأسها الويلات المتحدة الأمريكية والغرب.

نعم لاعتقال مجرمي نتن ياهو وغالانت وزمرته الفاشية فوراً

نعم لإنهاء حرب الإبادة فوراً

اللجنة المركزية

للحزب الشيوعي العراقي الإتجاه الوطني الديمقراطي

بغداد المحتلة

٢٢-١١-٢٠٢٤

وسوم: العدد 1104