السيرة الذاتيّة لطالبٍ في الروّاد
(1)
عندما نودِّعُ طلابنا
فيصل بن محمد الحجي
نجح الطالب في الاختبار النهائي للصفِّ الثالث الثانوي وجاء إلى المدرسة فاستلم وثيقة النجاح وتوجّه إلى باب الخروج .. وحينما خطا خطوته الأخيرة وهو يعبُر الباب التفت إلى الخلف فلاح لناظريه شريط الذكريات يعرض عليه سيرة حياته السابقة من المهد إلى اللحظة التي هو فيها ... فتوقف - وقد غمَرَهُ الذهولُ - وأخذ يستعرض مراحل حياته السابقة .....
فـي ظلال ِ المنهج ِ الحُرِّ الأبي
أنـجَـبَـتـهُُ أُسْـرة ٌ صالِحة ٌ
رَضـعَ الـخـيْـرَ نقِيّاً صافِياً
وسَـمَـتْ أنـظـارُهُ نحو العُلا
فـهـو الـمِـقـدامُ يَـختالُ وقد
لِـيـكـونَ الفارسَ الفذ َّ...فإنْ
أمَـلٌ يَـبْـزُغ ُ فـي آفـاقِـنا
بـذرة ٌ مِـنْ خـيْر ِ أمٍّ قد نمَتْ
* * *
غـادَرَ الـبَـيْـتَ بعزم ٍ ورَويّة
ووراءَ الــبــابِ أُمٌّ ذرفـتْ
تـسْـألُ الـرَّحْـمنَ أن يَحفظهُ
ومـشـى الـبُرعُمُ تحْدُوهُ المُنى
يَـدفـعُ الـخـطـوَ إلى رُوادِنا
إنـهـا كـالأمِّ تـحْـنـو دائِماً
والـتـقـى أتـرابَـهُ فـأتلفوا
بـعـضـهـا عِلمٌ وبَعضٌ لعِبٌ
* * *
صَـعِـدَ الـطـالِبُ فالهِمَّة ُ عُليا
يـتـلـقـى خيْرَ أصنافِ الهُدى
قـد غـدا الـزادُ وفـيراً دسِما
وغـدا الـرَّسْـمُ نـشاطا ماتِعاً
مُـعـظـمُ الـساعاتِ عِلمٌ نافِعُ
والـمَـهـاراتُ الـتـي أتـقنها
فـهـو في (الإلْقاءِ) لحْنٌ رائِعٌ
هـكـذا يَـسْـمو ويَسْمو دائِما
* * *
وَرَدَ الـشِّبْلُ رياضَ (المُتوَسِّط ْ)
فـي ضـياءِ العَقل ِ رُشْدٌ راجحٌ
وانـفِـعـالاتُ الـفـتى ترهِقهُ
لـهُ أسْـتـاذ قـديـرٌ عـالِـمٌ
ومُـديـرٌ عـاقِـلٌ مُـقـتـدِرٌ
فـصـحـا الـشَّبْلُ سريعاً وغدا
بَـذ َّ أقـرانـا لـهُ مُـلـتمِساً
ومـضـى يَـحْتكِرُ (المُمْتازَ) لا
* * *
وَصَـلَ الـشِّبْلُ عَرينَ (الثانوي)
وَجَـدَ الـحِـمْـلَ ثـقـيلاً إنما
مِـنْ يَـنـابـيـع ِ عُـلوم ٍ ثرَّةٍ
فـدروسٌ فـي الرياضِيّات ِ أو
واخـتـبـاراتُ قِياس ِ المُسْتوى
وانـضِـبـاط ٌ بدوام ٍ صارمٍ ٍ
شـمَّـرَ الـطـالِبُ عنْ ساعِده
عـازمـاً أنْ يَـغـتـدي أوَلهُم
* * *
آهِ يـا رٌوَّادُ عَـيْـنـي دامِـعة
صَـفـوة ُ الـعُمْر ِ قضيْناها هنا
يـا سِـنـينَ الخيْر ِ ولتْ بَعْدَما
فـي اكـتِـشافٍ وابْتكار ورُؤىً
فـلـروّادي ولائِـي خـالِـصاً
نـحـنُ يـا رُوّادُ جُـنـدٌ لِلهُدى
نـنـصُـرُ الإسـلام في أوطانِهِ
كُـلـنـا يَـسْـعى لِنبْني نهضةً
لِـيَـسـيرَ الكلُّ في نهج ِ العُلانـشـأ الـطفلُ النجيبُ العربي
واثِـقَ الخطو ِ على دَرْبِ النبي
ٌ و تـغـذى مِـنْ ثِـمار ِ الأدبِ
وارتـقـتْ عـاداتـهُ في اللعِبِ
سَـلَّ لـلأقـران ِ سَيْفَ الخشبِ
هَـجَـمَ الـلـيْـلُ غزا بالشهُبِ
لِـيَـغـيبَ اليأسُ خلفَ الحُجُب
جَـمّـة َ الفضْل ِِ ومِنْ خيْر ِ أبٍ
* * *
فـي ظِـلال ِ الـنظراتِ الأبَويّة
دَمْـعة َ الفرحةِ مِنْ نفس ِ رضِيَّة
ويُـلـقـيـهِ مَـقـامـاتٍ عَلِيّة
وتـنـاجـيـهِ خـيـالاتٌ نقِيّة
فـتـلـقـتـهُ رياضُ (الأوّلِيّة)
وتـنـاغِـيـهِ صـباحاً وعشِيّة
واسْـتـراحُوا في مَغان ٍ أخويّة
لِـيـنـالـوا خِطة العِلم ِ الذكِيّة
* * *
ولِـذا مَـرْحـلة ُ الطالِبِ (عُليا)
نِـعَـمـاً تـنـفـعُهُ دِيناً ودُنيا
وغـدَتْ سُـبُّـورة ُ الأستاذِ ثدْيا
فـتـراهُ أشْـبَـعَ الأقـلامَ بَرْيا
يُـشْـبعُ العَقلَ .. وللألعاب بُقيا
فـغـدا يَجْري مَعَ الإبْداع ِ جَرْيا
وهو في (الإرشاد) قد أحْسَنَ رأيا
يُـتـقِـنُ التنقيحَ أو يُحْسِنُ جَنيا
* * *
فـأتـاهُ كُـلُّ مـا يُغري ويُغبط ْ
وبـعَـزْم ِ الـجسْم ِ أهْواءٌ تثبِّطْ
فـتمادى بَيْنَ ما يُرْضي ويُسْخِطْ
ْ بـارعٌ فِـيـما يُرَبِّي أو يُخططْ
وَوَكيلٌ إنْ تمادى الطيْشُ يَضبط ْ
ذا طموح ٍ في سَبيل ِ العِلم ِ مُفرطْ
كـرَمَ اللهِ .. فـإنَّ اللهَ مُـقـسِطْ
يَـقـبَـلُ (الجَيِّدَ) بله (المُتوَسِّطْ)
* * *
بـتـسـامِـيـهِ وبالعَزْم ِ القَوي
يَـحمِلُ الأعباءَ ذو العَقل السَّوي
يَـشْـرَبُ الـطالِبُ حتى يَرْتوي
فـي عُـلـوم ٍ أو بدَرس ٍ لغوي
والـتِـزامٌ بـالطريق ِ المُسْتوي
دُونَ إحضار ِ الجهاز ِ الخلوي(2)
مُـسْـتـعِـيناً بالنشاطِ الحَيَوي
هـكـذا يَـسْعى اللبيبُ الفهْلوي
* * *
وأنـا أتـرُكـهـا (لِـلجامِعة ْ)
بَـيْـنَ أطيافِ النفوس ِ الوادِعة
أمْـطـرتـنـا بالغيُوثِ النافِعة
أسْـهـمَـتْ فـي قفزات رائِعة
ووفـائـي بـالـوُعودِ القاطِعة
نـفـتـديـهِ بـنـفوس ٍ يافِعة
ونـصُـدَّ الـنـظراتِ الطامِعة
ً وطـنـي فـيها الأداة ُ الرافِعة
ونـرى أمْـجـادَ قـومي راجعة
(1) ألقيت هذه القصيدة في حفل التفويج الرابع عشر لطلاب الثانوية العامّة في مدارس الروّاد الأهلية في مدينة الرياض للعام الدراسي 30/1431ه وذلك مساء يوم الأحد 23/6/1431ه تحت رعاية سعادة المهندس / طارق بن عثمان القصبي نائب رئيس المجلس البلدي في الرياض .
(2) من أنظمة المدرسة ُمنَع كل طالب من اصطحاب جهاز الجوّال في المدرسة .