الحجارة
الحجارة
د. محمد علي الرباوي
حِجارَةٌ هُنا..
حِجارَةٌ هُناكْ..
بَيْنَهُما مَسافَةٌ بِقَدْرِ خُطْوَتَيْنْ.
يَنْتَصِبُ الْمَرْمى فَيَلْعَبُ الأَطْفالُ فِي الزُّقاقْ
بِالْكُرَةِ الْقُماشْ.
يَقْذِفُها الْمُهاجِمُ الْجَسور:
هَدَفْ !.. هَدَفْ !.. هَدَفْ !..
فيُزْهِرُ الضَّجيج
مِنْ بَحَرِ الرُّومِ إِلى الْخَليج
هَدَفْ !.. هَدَفْ.. هَدَفْ !..
…………………………..
يُفْتَحُ بابٌ فَجْأَةً..
فَيَهرُبُ الصِّغار
ويَسْتَرِدُّ صَمْتَـهُ الزُّقاق
****
حِجارَةٌ هُناكْ..
بَعيدةٌ...
قَريبَةٌ مِنْ سُدَّةِ الْقَلْبِ
يَحْمِلُها طِفْلٌ رَقيقَةٌ حَوَاشِيهِ
يَقْذِفُها بِكُلِّ ما أُوتِيَ مِنْ صَلاه
فَتَفزَعُ الذِّئابُ فِي الْفَلاه
تَنْسُلُ عَنْ حَديدِها الْبَتّار
وَتَفْقِدُ الأَشْجار
سيقانَها مِنْ شِدَّةِ الرُّعْبِ.
****
حِجارَةٌ هُناكْ..
يَـبْجُسُ مِنْ أَنْفاسِها
نُورُ مُحَمَّدٍ
عَلَيْهِ أَفْضَلُ الصَّلاةِ وَالسَّلام