بوحُ الدّموع

عبد الرحمن الشردوب

عبد الرحمن الشردوب

[email protected]

بـكـت العروبُ*على مقام iiبيات
قـالت : فديتُك ِمُهجتي iiوجوارحي
آهـات  ِقـلـب قد تلوّع iiبالأسى
أبـنـيـتي  : دمعُ السقيم iiيريحُه
تـبـكـيـن  من ألم فأبكي حُرقة
ما بال من أضحت- بلا ذنب- بلا
وتـحـمّـلـت ما قد تنوء iiبحمله
مـا بـال من أضحت يتيمة iiأهلها
فـتـمـيـل  تبكي تستغيث لعلها
وتـعـودُ خـالية الوفاض كطالب
هـل دمـعُـها روحٌ فيحييَ iiأهلها
أم صـرْخـةٌ بضمير شعب iiميّتٍ
لـم لا وقـد خُـذلت وضُيِّع iiحقها
واسـتُـبدلت  لغةُ الجهاد iiبأحرف
رشـقُ  المدافع صار فيض مدامع
أمـا  الأخـوّة فاضمحلت iiواكتفت
*               *              *
ولـربـمـا قـد تسأليني يا iiابنتي
هـذا الـذي أضـنى الفؤاد iiبنيتي
لا تـحـسـبي أني جنحت iiلسلوة
روحـان  في جسدي حياتي iiفيهما
وجـراح إخـواني إذا نزفت iiفمن
لـكـنـنـا قـد حـال فيما iiبيننا
حـكـموا  البلاد وقطعوا أوصالها
وغـدت  بـلاد المسلمين iiبعهدهم
فـالـحرب  ليست ضدّ غزو iiإنما
قـد  طـوّقـونا بالملوك iiوجندهم
وتـقـاذفـتـنا  النائبات وأنشبت
وغـدا  أبـوك كضيغم في iiسجنه
لـكـنـنـي  لـن أستكين iiلظالم
فـفـؤادي الـمـوّار نار iiمشاعر
سـأظـلّ  معتصما بديني حاملا iiً
وأشـعّ  في الظلمات شمس iiهداية
وأُعـدّ مـهـما استطيع وأرتضي
هـذا  قـريضي بوح همٍّ يا iiابنتي
أرجـو  بـه نـصرا يحرّر iiقلبنا
حـتـى  نحرّر أرضنا من أسرها





































فـتـساقطت  من عَبرتي iiأبياتي
فـابكي فصوتك ِمن صدى آهاتي
وجـنى الشجونُ به على iiالبسمات
لـكـنّ دمـع الـظلم iiكالجمرات
مـا بـال من تبكي من iiالظلمات
مـأوى ولا راع ٍولا iiحُـرمـات
أمـمٌ ويـثـنـي هـمّة iiالقادات
وتـبـدّلـت قـبـلاتـها iiطلقات
تـسـقي  ضميرا ً ينبت iiالهمّات
ثـمـرا ًبـسـقياه لأرض موات
أم  مـنـقـذ ٌ قـد عاد iiبالثارات
أمـسـى  يسيّرُه هوى iiالشهوات
وغـدا  سـبيل العون iiبالدعَوات
لـم تـحو غير الذلِّ في iiالكلمات
مـنّـا وصـوتُ سـلاحنا iiأنات
بـجـلال  معناها على iiالورقات
*               *              *
مـالـي  أراك تـضنّ iiبالنجدات
وتـدفـقـت ثـكـلى به عبراتي
أو أنـنـي قـد حدت عن iiغاياتي
روح الأخـوّة ثـمّ روح iiالـذّات
قـلـبي  تسيلُ ومهجتي iiودَواتي
شـرعٌ  تـحـدّر من يراع iiطغاة
وسـعوا  وراء الظلم سعي iiغزاة
سـجـنـا  يحاصرُ مسلم َالرّايات
الـحـربُ حـربُ عقيدة iiوثبات
فـتـحـصـن الأعداء iiبالقادات
بـاسم الحدود- بجسمنا iiالطعنات
صـلـب ِالمراس مقيد iiِالحركات
ولـغـيـر شرع الله لست أواتي
سـتـثور  تعصف بالعدوّ iiالعاتي
هـديَ  الـنـبـي مهندي iiوقناتي
حـتـى يـبـدّد نورُها iiالظلمات
مـن قـوّة لـتـكـون باب iiنجاة
قـد بثّ ما في القلب من iiزفرات
مـن  أسْر حبّ الذات iiوالشهوات
ونـشـيـدَ مـجد العزّ iiبالعزمات

              

* عروب : ابنتي وفلذة كبدي الصغيرة ، وقد مرضت وعانت وأصبحت تبكي من الألم وكأنها تنشد على مقام البيات الحزين ، فأثارت شجوني فكتبت هذه الأبيات ، رابطا دموعها بالدموع النازفة المظلومة في فلسطين الحبيبة وشتّى بقاع الأرض