يا قبرَ خالد
عبد المنعم مصطفى حليمة
"أبو بصير الطرطوسي"
[email protected]
ضَريحُ خالِدَ سيفِ اللهِ قد هُدِما
يا ليتَ كُلَّ زعيمٍ لَمْ يَثُرْ غضباً
فليـسَ إلاّ تعاميهُمْ أضرَّ بهِ
لمْ يعلَموا غيرَ ما يحمي تَسَلُّطَهُمْ
هُمُ الألِدّاءُ هُمْ، مَنْ شرُّ مَنْ حكموا
تطاولَ الحِقدُ من فُرْسٍ، ومِنْ عَجَمٍ
يا لَيتَهُمْ عَلِموا أنْ ليسَ دونَهُمو
فاقوا عمائِلَ ذِئبٍ في ضراوتهِ
ما غيَّر الكُفرُ يوماً من طبائعهِ
لَمْ يَشفِ أحقادَهُمْ تقطيعُ مَنْ جُرِحوا
ولا الأجِنَّةُ في أرحامِها قُتِلَتْ
فأَعمَلوا حِقدَهُمْ في قَبرِ خالِدِنا
* * *
يا قبرَ خالدٍ عفواً أنتَ في دمِنا
ففي ضمائِرنا ما زِلتَ تعمُرها
والهادِمونَ بِناءً ما دَروْا أبداً
يفنى البِناءُ ويبقى سِرُّ بُنيتهِ
مضى الفراعينُ ولَّى كلُّ مَنْ كفروا
وسيفُ خالدَ سيفُ اللهِ رهبَتُهُ
والحاقِدون عليهِ لا مَفرَّ لهُمْولمْ نُجَنِّدْ لهُ سيفاً، ولا قلما
أحالهُ اللهُ ربّي عِبرةً صَنما
فإنَّ أعلَمهُم بالخطبِ ما عَلِما
سِيَّانَ لو ألفُ ألفٍ دونهُ عُدِما
لمّا رَضوا غيرَ شرعِ اللهِ مُحتَكَما
لَمَّا رأوا أنّهُمْ من ألَّهَ العَجما
سوى ليالٍ نراهُمْ بعدَها رِمما
لمّا رأى كُلَّ مَنْ هُم حولهُ غَنما!
وخابَ مَنْ ظَنَّ كُفراً يحفظُ الذِّمما
ولا المُصَلِّينَ ليلاً أُمطِروا حُمَما
ولا أُلوفُ شيوخٍ عانَتْ الهَرَما
وفي تواريخِ مَنْ هُمْ أعظَمُ العُلَما
* * *
وخابَ مَنْ ظَنَّ أنَّ القبر قد هُدِما
وفي العقولِ ستبقى الفارِسَ العلَما
أنّ الذي هَدموا أمسى لنا حَرَما
ولَنْ ترى جاحِداً للحقِّ قد سَلِما
ولَن ترى داعياً للحقِّ قَدْ هُزِما
لسوفَ تبقى دروساً تُلهِمُ الأُمما
مِمَّا بهِ اللهُ فيمَنْ أشركوا حكما