إلا شجر الغرقد
مصطفى العلي
مهما وقفوا خلف الظالم
مهما اصطبغ الكون بلون قاتم
لا زال بكل زوايانا
يتململ في كل خلايانا
إصرار مقاوم
يتدفق مثل السيل العارم
إيمان بالثورة ضد الظلم
مزروع فينا حتى العظم
سنسير الدرب بها دأبا
ونجيء بحريتنا غصبا
مهما سدت مهما امتدت مهما كان السير بها صعبا
لا زال بجعبتنا أسياف لم تصدأ بعدُ
وعزائم في أنفسنا ليس لها حدُّ..
لا زال لنا في القرآن بنصر وعدُ
كل الدنيا معنا إلا شجر الغرقد
وقلوب فيها حقد أسود
بمجازرنا جاءت تتعبد
هربت من قاع التاريخ ثعابينا
تستلّ سكاكينا
سُمّا تفرغه كيدا فينا
تتسلى بمآسينا
إلا حلف الشر وأوباما
قد غطى الحقد بصيرته وتعامى
عن رؤية حق في الكون تنامى
وغدا سيلا لا يمكن أن يترك أصناما
تعثو شرا في الأرض وتعثو إجراما
كم أهلك ربك من هذا الأحمق أقواما!؟
كم أهلك من عاد من إرم !؟
وصلوا في البغي إلى أعلى الهرم
من فرعونٍ أعلى الصرح ليبلغ حيث الله
كم أهلك من هولاكو
من نمرود
من أرباب البغي ...ثمود
أخزى الكل......الله
صاروا دكا
وغدوا هلكى
من يملك في هذا شكا!؟
سيدور الدهر إلى حيث يعود الفجر
ويزول الظلم وينهي الصبر فصول القهر
يتقيأ كل عهود الغدر
ويضوع بأرض الله عبير الذكر
ما أجمل أن يحيا الإنسان طليقا
حلوا كمذاق الحب رقيقا
لا غل بجنحيه ولا قيد بكفيه ولا أسر
يهوى الله ويهواه الله بلا بوّاب
لا وسطاء ولا شفعاء ولا حجّاب
لا وكلاء عن الله ولا كهان ولا أوثانٍ
الخلق جميع الخلق عيال الله
والكون جميعا يهتف باسم الله
ويدغدغ نور الشمس غراما
أكمام الزهر
فتضاحكه طربا ويسود البِشر