المَأْسَاة
05كانون12009
مجدي يوسف
مجدي يوسف
دير البلح - قطاع غزة - فلسطين
" فـي لـحـظـة مـن لحظات الحياة تـعـصـف الأقـدار ،فـتجمع الأحبة صدفةً كالغرباء؛ بعد طُول فراق على باب الطريق "... هـيـهاتَ أن أنسى لقاءْ يوماً على درب الشّقاءْ قـدمـي تُـؤَوّه ُ بالعياءْ، نفْسي تتوقُ إلى شفاءْ فـأرحـتُ رأسي كابياً ،ووصلتُ حبلاً من إخاءْ لـمّـا أفـقـتُ عـلى نداء المنحنى شبّ اللقاءْ وهـتـفـتُ ملءَ ملامحي ،ويلاه يا عُمْراً هباءْ مـا طاف بي خبرُ السماءْ أنّ الذي قد ضنّ جاءْ لـهْـفـي ،على قلبي إذا ما خاض مُحتدمَ البلاءْ تـلـك التي حرَمتْ فؤادي أنْ يعيشَ على رجاءْ تـلـك الـتي شقّتْ جراحي ،فاستكان إليّ داءْ وإذا بـهـا تـخـشى جوايَ،وما يُهيّجه الجفاءْ طـوتِ الـطريقَ برعشة الأقدام، فانهار الرّداءْ وركضتُ كالمجنون منكسرَ الخطا أرعى الضّياءْ قـد خـلـتُها تُخفي ولوعي ،وانتحاري منذ ناءْ ووجـمـتُ قـد فضح الأسى سرّاً تغذّى بالدماءْ يـا صـولـة الدّهر،التي لم تُبْقِ لي من كبرياءْ حـتـى أطـلّ عـليّ خِلّي مُجْهَداً يُبدي العزاءْ مـا سـرّها تلك العيون الهُدْبُ تجتاح الفضاءْ؟ قـد أرّقَ جـنبي لهيثُ صدودها ،فجلا الصّفاءْ يـا شـاعري ،رفقاً بك،فالغدرُ من طبع النّساءْ وسقطتُ لا أقوى على حمل الهوى،أشكو القضاءْ وطـفِـقـتُ أنـفُح عاطرَ الأمس المنعّم بالثّراءْ يـا صـاحـبي،هذا الحبيب المُفتدَى،ظلّ الهناءْ جـاد الـزمـان بـه صـباحاً بارداً يُبدي وفاءْ لـمّـا رأيـتُ الـسّحرَ يُدفئ أضلعي أوفى فداءْ لـمـعَ الـحياءُ بخافقي،ثارتْ دموعي في خفاءْ وكـتـبـتُ بالعين التي هي كلّ معنىً مُستضاءْ عـهـداً وثـيـقـاً للذي أهدى يداً لي بالشفاءْ وهـجـرتُ كَـوناً بالإساءة مُقفراً ،ورشفتُ ماءْ وجـعـلـتُ قبلتيَ الطريق أطوفه فجراً ،مساءْ مـلَـكتْ فؤادي،هيّجتْ في ضعفه عزماً،مضاءْ كـنـتُ إذا مـا رفّ بي طلّ الصّباح على نداءْ أرسـلتُ لحظاً طائراً ،والشّوقُ موصول الشقاءْ هـيـمـانَ لا يرجو هدىً إلا هدى ذاك الضياءْ ويـكـاد يـهـزمه طويلُ الشكّ في أمل اللقاءْ فـتـلـوحُ فـي الأفْـق البعيد حمامةٌ تهفو لناءْ كـيـف التقينا؟ لا تسلْ كم عانقتْ عيني السماءْ ورعـيـتُ حـبّاً ضمّنا بالسّتر يعتصر السّقاءْ لـكـنّـمـا ،والـحبّ يَيْنعُ في ضمير الأتقياءْ حـنـتِ الرّياحُ الصّفر بُرْعُمه ، فأشهقه العفاءْ وتـمـدّد الـجـسـمُ الـطّهور مخلّفاً أثراً،دماءْ وتـقـطّـع الـشّملُ الكريم،وحلّ بالدنيا العُوَاءْ فـكـأنّـنـا غـربـاءُ لسنَا من كَريمِ الأوفياءْ هذي جروحي يا رفيق الموت،هل يُجدي العزاءْ؟ دومـاً يـفيض صديدُها ،لم أرتضي غيرَ البكاءْ وجـررتُ أشـلائـي ،وقلتُ إلي لقاءٍ من شقاءْ لا خـضـتُ بـعـد حبيبتي موجاً،ليقذفنا فِداءْ وزحـفـتُ لـلقبر العظيم ،وما معينٌ ،أو وِقاءْ | المقدسة