أول عيدٍ.. بلا أمي!

فيصل بن محمد الحجي

أول عيدٍ.. بلا أمي!

شعر : فيصل بن محمد الحجي

قـلـبـي  ينادي.. والنداءُ iiوجيبُ
يا  عيدُ! أين العيدُ يؤنسُ iiوحشَتي؟
قـالوا:  أتى، ورأى الجميع iiهلالهُ
فصرختُ: أين العيدُ؟ عندي ما بدا!
الـعـيـد  هذا؟؟ ليس هذا iiعيدنا!
عـيـدي سـرورٌ كـلـه iiوسعادةٌ
عـيـدي الذي بجوار أمي.. ما لَنا
عـيـدي  الـذي بجوار أمي iiدائمٌ
كـم  هَـلَّ من آفاق بسمتها.. iiفلي
حـتـى  وقـد فارقتها دهراً.. iiفلم
أخـبارُها.. دعواتها.. وهُتافُها iiالـ
وإذا أحـاطتني الهمومُ –هنا- iiفلي
إنـي رضـيتُ مع الفراق.. iiبأنها
وبـصـيص آمال يلوحُ يقولُ iiلي:
قـد يـجـمـعُ الله الأحـبةَ بعدما
اصـبر.. فقد تجني المسرة والمنى
وصـبـرت  أتـخذُ الدعاء وسيلةً
وازدان  فـي أفـق الرجاء تفاؤلي
وأصـخت علّ السعد يعزف iiشدوه
واسّـود  وجهُ الصبحِ بعد iiنصاعةٍ
ومَـضَـتْ إلى دار الخلودِ iiكنجمةٍ
مـاتت فمات العيدُ.. ماتت iiفرحتي
قـد كان لي أمل اللقاء.. فكيف iiلي
أو كـيـفَ أحتملُ الفراق وإن iiلي
فـي  زحـمةِ الأعياد أعياٍ iiالورى
فـأنا الحزين.. أنا اليتيم وإن طغى
وأنـا الـضعيفُ بفكرتي iiوبقدرتي
إلا إلـى ربّ الـقـضـاء iiفـإنما
يـا ربّ حـلّت في جوارك iiضيفةٌ
إن  نـالـها منك السخاءُ فذاكَ iiلي
أدعـو  ويـغلبني الحياءُ فليس لي
أنّـى لـمـثـلـي أن يقود iiسفينة
لـكـنّ  آثـامـي تـدقّ iiوتنزوي
فـسـطاطُ  عفوك أشرعت iiأبوابهُ
تـمـضي  الحياةُ بخيرها iiوبشرّها
فـاشـمـل  إلـهي والديَّ iiبرحمةٍ
واجـمـع بـفضلك شملنا في جنةٍ
لا  حـبـذا الـدنـيا.. ونعم نهاية
فـهـنـاك  عـيدي دائمٌ iiومحبّبٌ






































يـا عـيـدُ مالك ما تكادُ iiتُجيب؟!
عـهـدي  بـه بالمفرحاتِ iiنجيبُ
وأطـلّ  وجـهٌ لـلأنـامِ iiحـبيبُ
إن  كـان قـد وافى فكيفَ iiيغيب؟
الـعـيـدُ  –هـذا- يائس iiوكئيبُ
وبـشـاشـةٌ  قد صاغها الترحيبُ
عـيـدٌ سـواهُ، فـوحدهُ iiالمطلوب
فـهـلالُ  عـيدي لا يليه iiغروبُ
فـي  كـل حـين حظوة iiونصيبُ
يُـحـرم  من العيد السعيدِ غريبُ:
ـمسموع روضٌ بالسرور iiخصيبُ
فـي  عـيـد أمـي بلسمٌ iiوطبيبُ
تـحـيـا وتـسلم والزمانُ iiيطيبُ
اصـبـر قليلاً.. فالغريبُ iiيؤوبُ!
قـد  بـعـثرتهم في الحياة iiدروبُ
بـعـد  الـفراق كما جنى iiيعقوبُ
مـا كـان مـن لزم الدعاءَ iiيَخيبُ
دهـراً.. وشـوقي في الفؤاد لهيبُ
فـهـوى عـلى أدني أذىً ونحيبُ
وكـأنـما  طمس الشروقَ iiغروبُ
ومَـضَتْ  فأطفأها الردى المنكوبُ
في  غربتي.. مات الشذى iiوالطيبُ
أن  ألـتـقي من بالثرى iiمحجوبُ
قـلـبـاً عـلى نار الحنين iiيذوبُ
مـا بـانَ لـي إلا أسىً iiوكروبُ!
فـي هـامـتي بعد السنين iiمشيبُ
مـا لـي إذا حُـمَّ القضاءُ iiهروبُ
لـه يـفـزعُ المحزون iiوالمغلوبُ
وسـبـيـلُ عـفوك للأنام iiرحيبُ
نـعـمَ العزاءُ.. فقد نجا المحبوبُ!
حـق  الـدعاء وفي الكتاب iiذنوبُ
نـحـو  الـدعاء وقَعْرُها مثقوبُ؟
بـجـوار جـودٍ لا يـليه iiنُضوبُ
لـلـخـاطئين..  لمن كبا iiويتوبُ
نـحـو  الردى وإلى حماك iiنثوبُ
وأخـي  وأختي.. والرضاءُ iiقريبُ
فـيـهـا  لـقاءُ الصالحين iiيطيبُ
فـيـهـا  حـبـيبٌ يلتقيه iiحبيبُ
وهـنـاكَ عـيدي رائعٌ iiوعجيبُ!