جنَّةُ النار
31تشرين12009
زاهية بنت البحر
(غصن من الرَّندِ)
زاهية بنت البحر
| لـولاه نارُ الهوى في القلبِ مااندلعتْ ولاعـيـونُ الـمـهاةِ اصطادَها قدرٌ آتٍ مـن الـغيبِ لم تعرفْ لهُ وطنا مـذ فـارقتْ شَعرَها المجدولَ ظلمتُهُ بَـدءًا مـن الـلـوم فـي سرٍّ تفسرُهُ عـشـبُ الحديقةِ في أيلولَ يحدجُها بـالـفجرِ تسقي بماءِ الشوقِ وجنتَها لاشـيء يـطـفـيءُ ماشبَّتْ حرائقُهُ فـخـاخ حبٍّ بملءِ النبضِ ينصبُها مـن اخـضرارِ البعيدِ اليومَ يقصدُها مـن أيِّ وجـهٍ بفرطِ الشوقِ يرقبُها وسـنـدسُ الـخلدِ قد لاحتْ مطارفُهُ فـوقَ الـشـفـاهِ بناتُ الوجدِ باسمةٌ تـسـبـي الفؤادَ مرايا الحبِّ في يدِهِ يـرمـي بـملءِ الرِّضا مما بجعبتِهِ جـنـائـنُ الـخـلدِ تلقاها بزهوتِها | ولاشِـفاهُ الأسى في الثغرِ ماابتسمتْ بـمـقـلـةٍ لـلهوى يوما لها نظرتْ إلا بـشـهـدِ الـرؤى مما بهِ حلمتْ حـطَّ النهارُ على الصدغينِ، فانتحبتْ شـمـسُ الأصيلِ إلى ما عينُها نفذتْ بـصـمتِهِ المرِّ والنظْراتُ قد وَقدتْ ويـوسعُ الضيقُ مابالصَّدرِ قد كتمتْ نـارًا بـقـلـبٍ به الآمالُ ما وئدَتْ حـسٌّ خـفـيٌّ به الأحلامُ قد شُبكتْ غصنٌ من الرَّندِ بعدَ النَّفسِ ما يبستْ أنـفـاسُهُ الطيبُ في أنفاسِها انسكبتْ بين الرموشِ، على جفنِ المدى فُرِشَتْ كـأنَّها الطيرُ من ضلعِ الضيا خُلِقَتْ يـنثالُ منها ضياءُ الرُّوحِ ماانهملتْ ثـمـار حبٍّ به الطاعاتُ قد حَمَلتْ والـحورُ تنشدُ ما بالرُّوح قد عشقتْ |
