كؤوس الحزن
17أيلول2005
د.حسن الأمراني
كؤوس الحزن
د.حسن الأمراني
أنـا فـي مـجْمَع البحرينِ أتلو وقـلـبـي في (حراءَ) له أزيز (لـو انـزلـنا) دليلك يا فؤادي ولـلـعـشق المجازيّ التهابُ ولـلـبرق الحجازيّ اصطخابُ ولـلـحُـسْن الشرازي انتسابُ وقـد طـرقتْ يدٌ الألطاف قلبي يـزلّ الـعـبْـدُ ثـمّ له مآبُ وقـدْ صيّرتَ دمع القلب بحراً هـيـا ربـاه أنـضيتُ المطايا فـمـا أدركت من وطري نقيرا كـأنـي كنت أحرث في بحارٍ ألـم تـر أنـني أنفقت عمري فـكم ليلى اصطفيتُ وكم سعاد فـلـمـا صوّح الوردُ استبانتْ وقـلت لمن بسطتُ لها يميني: فـلـمـا جئت ورْدكِ لم يزدني أإقــبـالا وإدبـارا، وبـردا ويـا نـفسي التي أترعت حزنا كؤوس الحزن أعذب من كؤوس ولـسع السّيف أهون من جحيمٍ وما الحسراتُ إلا في المعاصي وفـي الطاعات نور ليس يفنى طـرقـتُ بيادر الدنيا اختلاسا فـلم أر مثل ذخرك أنت ذخراً أنـلـنـي يا عظيم العفو عفوا تـقـر الـشـامخات ولا قرارٌ | مـن الـفـرقـان آيات يُـفـتّـت رجعُه الصمّ الصلابا إذا جـئـت الـمفاوز والشعابا يـقـدّ جـوانـحـاً، ويسدّ بابا يُـحـلّ الـقـلبَ أوديةً رغابا إلـى الـبطحاء ما كان اجتلابا ومـا أحرى المجيبَ بأن يجابا فـمـالـك قد أطلت له العتابا؟ ولـلإبـحـار أعْـددْت الركابا وطـفت مفاوزاً، وقطعت غابا ولا ألـفـيت في دربي صحابا وأودع بـذرة الـعـمر العبابا مـع الأهواء أستسقي السرابا؟ رجـعـت بها الطفولة والشبابا مـلامـحُ هـذه الـدنيا خرابا قـطـعت العمر شوقا واغترابا سـوى ظمأ .. ولم أملك خطابا ونـارا، وابـتـعـادا واقترابا؟ وذقـت مـرارة الهجر انتحابا تـوَرّثـكٍ الـعذاب والارتيابا تـقـدّ الـهام أو تفرى الذنابى وإن أوتـيـتَ جـنّاتٍ نصابا وكـأسُ الموت بالطاعات طابا وذقـت طـعامها شهدا وصابا ولـم أر غـيـر بابك ربّ بابا فـإنّ الـذنـب أوسعني عقابا لـعـبـد خاف من غده الحسابا | عِجابا