حَزِنْتُ على بَغداد
10تشرين12009
رائد عبد اللطيف
رائد عبد اللطيف
أَنـامُ عـلى جَمْرٍ وأَصْحُو عَلى أَجُـودُ عَـلـيْـهَـا ثُـمَّ تَأتي بظُلمِها وأَرمِـي لَـهـا وَرْدَ الـمَحبَّةِ خَالِصَاً وأُزْجِـي إلـيـهَـا أَحْرُفي وقَصَائِدِي ومَـا تـنـفَعُ الأَقلامُ إنْ ثارَ حِبْرُهَا تَـشَـابَـهَـتِ الأيَّـامُ، كُـلُّ دُرُوبِها وَظَـلْـتُ ألَـوْمُ الـرَّاكِـعِيْنَ لحُكْمِهَا ويـا أيُّـهَـا الأَصْـنَامُ مَا لي بِلَومِكُمْ وَلـكـنَّ جِـسْمَ الحُّرِ يَغْليْ على لَظَى حَـزِنْـتُ على بَغدادَ- يا ويحَ حَظِهَا حَـزِنْـتُ عـلى بَغدادَ قَصَّتْ ظِفَارَهَا حَـزِنْـتُ على بَغدادَ- وَيْ إنَّ طُهَرَهَا حَـزِنْـتُ عـلى بَغدادَ، أَينَ رُبوعُهَا وأَيـنَ الـفُـراتُ الـمُـسْتَهَامُ بِنَخْلِهَا عِـرَاقُ الـهَوَى أيَنَ الهَوَى مِنَكَ نَشْرُهُ كَـأَنِّـيْ بِـهِ، أَشْـجَـارُهُ، وحَـمَامُهُ رَمَـوْهُ خَـرابَـاً قَـعْـقَـعَاً عَرَصَاتُهُ حَـلالٌ عَـلـيـهِم، أَنْ يَسُوسُوا بِأُمَّةٍ وَخَـيْـرٌ لَـنَـا أَنْ تُـسْـتَبَاحَ دِيَارُنَا وَخَـيْـرٌ لَنَا أَنْ نَطْمُرَ الرَّأْسَ بِالثَّرَى وَعَـيْـبٌ عَـلَـيْنَا أَنْ نُفَاخِرَ بِاسْمِنَا | جَمْرٍوتَـمـضي بيَ الأيَّامُ في رِحْلةِ وتَقْسُوْ- وحينَ الفَصْلِ- قاصِمَةً ظَهْرِي وتَـرمِي جِمَارَ الغَدْرِ في سَاحَةِ الصَّدْرِ فَـتَـصْرُخ بِيْ: عُذراً، أَيَا رَائِدَ الشِّعْرِ إذَا أُغْـلـقَـتْ مِن دُونِها دَارَةُ النَّشْرِ؟ فَـلَمْ أَدْرِ - مِن هَمٍّ- أَلَيْلِيَ أَمْ ظُهْرِي؟! فَـلا هِـي تَـنْساهُمْ ولا هِي في ذِكْرِ ومَـا أنـا لـوَّامٌ ولَسْتُ أَخَا غَدْرِ (1) إذا نـامَ وغْـدُ القَوْمِ في بيتِهِ العُذْرِي بـأَنْ أَسْلَمَتْ جَهْرَاً وفي عِصْمَةِ الكُفْرِ وألَـبَـسَـتِ القَلبَ السَّوادَ، ومَا تَدرِي يَـطُـوفُ عَـليْهِ السَّائِرُونَ إلى النَّحْرِ وأَيـنَ الـبِذَارُ الصَّفْرُ في لقْمَةِ الطَّيْرِ؟ ودِجْـلَـةَ مِـنْ غَوْرِ يَسِيْرُ إلى غَوْرِ؟ وأَيـنَ كِتَابُ الحُبِّ في صَفْحَةِ النَّهْرِ؟ يَتَامَى حُرِمْنَ العَيْشَ في رَوْضَةِ القَصْرِ أَدَارُوا عـلـيْـهِ الطَّاحِنَاتِ مِنَ الشَّرِّ لَـهُـمْ، أَصْـبَحَتْ شَمْعَاً بِدَائِرَةِ الحَّرِّ لأَنْ قَـدْ خَـلَاهَا الزِّيْرُ والسَّيِّدُ الثَّوْرِي إِذَا لَـمْ يَـنَلْ مَجْدَاً، ومِنْ قِمَّةِ النَّصْرِ إِذَا لَـمْ يَـكُـنْ فَخْرَاً، وَفِي سُلَّمِ الفَخْرِ | العُمْرِ
(1) أسقطت ألف (أنا).